الرئيس خلال مداخلاته بالجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ
الإرهاب ظاهرة دولية تؤثر على أمن العالم
مصر تستضيف ٥ مليون لاجئ ونازح ضحايا صراعات وازمات فى المنطقة وأفريقيا
اللاجئين فى مصر يقيمون بيننا لا فى معسكرات أو مراكز إيواء
مصر استضافت ضحايا مذابح الأرمن فى النصف الاول من القرن العشرين
ميونخ : محسن الميرى
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الإرهاب ظاهرة دولية تؤثر على أمن العالم، مشيرا إلى ضرورة تضافر كل الجهود الدولية لمواجهتها والقضاء عليها، ومؤكدا أنها خطر حقيقى قد يطول الجميع إذا لم يتم التعامل معها بشكل دولى متكامل، وطالب المجتمع الدولى بالتنبه جيدا لهذا الخطر.
وقال الرئيس خلال مداخلته بالجلسة الرئيسة بمؤتمر ميونخ للأمن أنه قد طالب منذ 4 سنوات بضرورة تصويب الخطاب الدينى، وأنه أول رئيس لدولة مسلمة يطلب هذا الطلب داخل أكبر مؤسسة إسلامية، مشيرا إلى أن السنوات الماضية شهدت انتشارا كبيرا للأفكار المتطرفة الأمر الذى أثر على الدول العربية واﻷوروبية على السواء.
كما نوه الرئيس أنه فى سبتمبر 2014 نبه فى اجتماع الأمم المتحده إلى خطر الاستخدام السيء للتكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى، وأنه طالب وقتها بضرورة التوصل الى حلول تضمن عدم استخدام تلك المواقع من قبل العناصر التكفيرية فى نشر الأفكار المتطرفة والتأثير على الشباب وتجنيدهم من خلالها لترويع المجتمعات، مشيرا إلى أنه لم يجد آذانا تسمع لهذا الموضوع رغم أهميته.
وقال ان الارهاب ظاهرة تحتاج للتكاتف لمعالجة أسبابها، مشيرا الى أن أسباب الإرهاب ليست دينيه فقط، وإنما ممتدة وكثيره، سياسية واقتصادية وثقافية، واجتماعية وغيرها، ومصر تقود الان مسيرة الاصلاح الدينى بهدف الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعالمى.
وأوضح الرئيس أن مصر تشهد منذ سنوات أكبر عملية لتصويب الأفكار المغلوطة والدخيلة على الإسلام، مؤكدا أن المصريين الآن يرفضون أن يتحدثون عن المسيحيين باعتبارهم أقلية، ولكن نقول فى مصر أننا جميعا مصريون، لا أحد يلول مصرى مسلم أو مصرى مسيحى، ولكن مصرى فقط، منوها أنه قد افتتح منذ فترة قليلة اكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط.
وأكد الرئيس أن مفهوم المواطنة فى مصر قد تحول من الشعارات إلى ممارسات تعزز هذا المفهوم، وعلى سبيل المثال فإننا فى المدن الجديدة التى نقوم بتشييدها حاليا لا نبنى مسجدا جديدا إلا ونقوم ببناء كنيسة.
وشدد الرئيس فى مداخلته على أن الشعب المصرى لديه وعى كبيى، وأن 30 مليونا خرجوا إلى الشوارع فى 30 يونيو عام 2013 ليعلنوا رفضهم للدولة الدينية، مؤكدا أن الشعب المصرى هو فقط من يفرض إرادته فى مصر.
وأوضح الرئيس أن ممارسة روح التسامح تؤدى الى نتائج أفضل من الخطابات أو حتى سن القوانين، مشيرا إلى حرصه على التوجه للكنيسة المصرية كل عام لتهنئة المسيحيين بأعيادهم، حتى لا تكون التهنئة مجرد كلمات وإنما ممارسات على أرض الواقع، وأعرب عن ثقته فى انتشار حالة التسامح والمواطنة وانتقالها من مصر الى باقى دول المنطقة، مؤكدا أن هذا الأمر حتمى إلا أنه فقط قد يتطلب المزيد من الوقت.
وخلال مداخلاته خلال الجلسة أكد الرئيس أن موقع مصر جعل منها جعل اتصال بين العرب وأفريقيا وأروبا، تؤثر وتتأثر بما يحدث فى المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا مشيرا الى وجود أمثلة كثيرا دون ذكر أسماء فعندما سقطت دول مجاورة تعرضنا فى مصر مثلنا مثل أوروبا للهجرة والنزوح ولدينا ٥ مليون لاجئ دون الإقامة فى معسكرات أو مراكز إيواء، كما أن مصر استضافت الأرمن بعد عمليات التطهير العرقى التى تعرضوا لها .
وأضاف الرئيس أنه منذ سقوط دول مجاورة ومصر تقوم باجراءات أمنية مكلفة جدا، مشيرا الى أن مصر تمكنت من التصدى الى نزوح الإرهابيين إلى الأراضى المصرية، ودمرت عددا كبير من العربات المحملة بالأسلحة على طول الحدود الغربية.
وأكد الرئيس أن مصر حذرت كثيرا من نزوح الإرهابيين الأجانب عقب انتهاء الحرب فى ليبيا وسوريا سواء الى مصر أو الى أوروبا، وأوضح أن مصر لها ثوابت فى سياستها الخارجية وهى عدم التدخل فى الشأن الداخلي للدول .
وطرح الرئيس عدد من التساؤلات حول جدية المجتمع الدولى فى التعامل مع الصراعات والنزاعات التى يشهدها العالم، وتساءل قائلا.. من الذى يحرك المنظمات الدولية الإرهابية الى منطقتنا؟ ومن يدعمهم بالسلاح؟ ومن يدربهم
ومن يمولهم؟
وقال ان مصر تسعى الى تحقيق الاستقرار لكل الدول والى إنهاء النزاعات فى المنطقة .
وأشار الى ان مصر تساند الدولة الوطنية ومؤسساتها هو الهدف الذى تسعى الى ترسيخه فى المنطقة باعتباره أمرا يمس يمس الأمن القومى المصرى بشكل مباشر.
وفى مداخلة أخرى دعا الرئيس السيسى المجتمع الدولى الى القيام بمسئولياته تجاه مناطق النزاع فى العالم مشيرا الى ان عدم الاستقرار فى المنطقة العربية أدى إلى عدم استقرار فى أوروبا وتسبب فى عمليات نزوح جماعى الى أوروبا بسبب الهجرة غير الشرعية، مشيرا الى ضرورة وجود آلية جديدة لمعالجة تلك القضايا، وأشار إلى أن مؤتمر القمة العربية الأوروبية التى ستعقد شرم الشيخ بين أوروبا ودول المنطقة سوف يمثل فرصة جيدة للتعاون بيننا ومناقشة العديد من القضايا وطرح رؤى وافكار جيدة لآليات جديدة لكثير من القضايا الدولية والإقليمية.
اترك تعليق