أجرى الحوار

سلوى عزب – إبراهيم أبو منصور 

انعقاد 3 قمم عربية لزيادة قوة وزخم التعاون المشترك

مصر تستضيف أول قمة عربية أوروبية

لم تتقدم أي دولة عربية بطلب رسمي لإعادة مقعد سوريا 

"الاستثمار في الإنسان".. شعار القمة التنموية والافتصادية ببيروت

أكد السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي لجامعة الدول العربية، أن الفترة المقبلة سوف تشهد حدثا استثنائيا بعقد 3 قمم عربية، خلال هذا العام، مما يساهم في إعادة الزخم  للعمل العربي المشترك.

وأضاف السفير محمود عفيفي في حوار لـ"الجمهورية أونلاين" أن انعقاد القمة التنموية والاقتصادية حاليا في بيروت بعد توقف دام 6 سنوات، له أهمية كبيرة، ويعد فرصة لمخاطبة احتياجات المواطن العربي العادي، حيث إن شعار القمة هو الاستثمار في الإنسان.

وأوضح أن انعقاد أول قمة عربية أوروبية في جمهورية مصر العربية الشهر المقبل، سوف تكون فرصة لرفع مستوى الالتزام السياسي بمستقبل التعاون  بين الجانبين وخصوصا و ان هناك العديد من الاولويات و التحديدات المشتركة، و منها مواجهة تحديات الارهاب  والتطرف , كذلك التواصل حول موضوعات هامة مثل الهجرة و  اللاجئين و مساعدات التنمية .

وتابع السفير عفيفي، أن جامعة الدول العربية "سيد قراره"  فيما يتعلق بإعادة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية، وأنه لم يتم تقديم طلب رسمي إلى الأمانة العامة أو الأمين العام من اي دولة عربية في هذا الاطار، وأن التحرك في هذا الصدد يجب ان يكون من خلال توافق عربي مشيرا الى ان  هناك اتصالات تجريها بعض الدول العربية , مع بعضها البعض ولكن لا توجد اتصالات حتى الان في إطار رسمي مع الجامعة العربية، و هو مما يعني ان هناك استمرار لاعادة تقييم الموقف العربي حول مقعد سوريا، وانه  لم نصل بعد الى النقطة التي يمكن ان نتصور ان هناك توافق كامل بين الدول العربية وإلى نص الحوار:

تشهد الجامعة العربية " بيت العرب " انعقاد ثلاث قمم هامة في الفترة المقبلة، فما أبرز الموضوعات المطروحة على أجندة هذه القمم؟
هناك حدث استثنائي حيث سيتم عقد ثلاث قمم عربية في اول ثلاث شهور من السنة , و نحن نعتبرها فرصة لاطلاق كمية من زخم والقوة للعمل العربي المشترك، القمة الاولى في بيروت وهي قمة تنموية و اقتصادية، والقمم التي تعقد في هذا الاطار توقفت منذ 2013، منذ القمة التي عقدت في المملكة العربية السعودية، وبالتالي لدينا 6 سنوات لم يتم تناول هذه الموضوعات على المستوى القادة العرب  و قمة بيروت هي فرصة لاعادة الزخم لهذه الموضوعات خاصة و ان القمة سوف تشهد مناقشة عدد ضخم من المبادرات، والقمة تولي اهتمامها لفئات معينة , و الاولوية هي مخاطبة احتياجات المواطن العربي العادي، حيث إنه في السنوات الاخيرة شهدت المنطقة تداعيات سلبية للاسف نتيجة الظروف السياسية ونتيجة النزاعات المسلحة التي عايشتها الدول العربية في سوريا وليبيا والعراق وهذه النزاعات ادت الى تصاعد الضغوط الاقتصادية و الاجتماعية  على المواطن العربي رأيناها في صور مأساوية فجة جدا مثل الوضعية الخاصة بالاجئيين و الوضع المأساوي لاشقائنا في اليمن و عدد كبير جدا من ابناء الشعب اليمني على شفا او حافة مخاوف الجوع و الامراض التي تفشت نتيجة للنزاعات و هذه الاثار الاقتصادية و الاجتماعية تولدت نتيجة النزاعات و حتى الدول العربية التي لم تعاني من النزاعات المسلحة عانت من اوضاع اقتصادية واجتماعية بدرجات متفاوته ولهذا فأن القمة تأتي في مرحلة مهمة في الوطن العربي لاعطاء زخم للتعامل مع هذه التحديات و في بعض الاحيان تصل الى حد التهديدات للدول العربية .

ماذا عن القمة العربية الاوروبية التي سوف تعقد في مصر فبراير المقبل؟
القمة العربية الاوروبية التي ستعقد في مصر ,  هي اول قمة عربية اوروبية، وفي الفترة الماضية تم عقد العديد من الاجتماعات الهامة ما بين جامعة الدول العربية  والجانب الاوروبي على كافة المستويات، بما فيها على المستوى الوزاري , و الاتحاد الاوروبي شريك هام جدا للمنطقة العربية على المستوى الدولي و في قطاعات مختلفة، على المستوى السياسي و على مستوى التعاون الاقتصادي و على مستوى التعاون التنموي , وهو شريك تجاري رئيسي للمنطقة العربية، وهناك برامج مختلفة في الجوانب الاجتماعية يتم تنفيذها بين الطرفين.

 وبالتالي فأن يتم ترفيع هذا التعاون و صولا الى مستوى القيادة السياسية , بين جامعة الدول العربية و الاتحاد الاوروبي ,  خاصة ان هذه القمة سوف تعقد في دولة عربية كبيرة و هي جمهورية مصر العربية , مما يزيد  من فرص رفع مستوى الالتزام السياسي فيما يتعلق بمستقبل هذا التعاون  , وخصوصا و ان هناك العديد من الاولويات و التحديدات المشتركة ما بين الاقليمين , فالاقليم العربي و الاوروبي يواجهون تحدي الارهاب  و التطرف , كما ان هناك موضوعات هامة مشتركة مثل الهجرة و  اللاجئين و مساعدات التنمية و التعاون فيما يتعلق بقضايا المرأة و الشباب , و كلها عناصر مهمة في الحوار و التواصل بين الطرفين .

هل سيتم رفع القرارت لتي تم اتخاذها في القمتين السابقتين  الى القمة العربية الدورية في تونس؟
سوف تعقد القمة العربية الدورية في 31 مارس بتونس وتناقش كافة موضوعات العمل العربي المشترك في كافة جوانبه.

بالتأكيد سوف يكون هناك انعكاس لمخرجات القمم السابقة , و لن اقول ان كل قرار سوف يتم طرحه لانها بالفعل قمم على المستوى الرئاسي , و لها صلاحيتها  , و يكون لها قراراتها , و سوف يكون لها انعاكسها بشكل او اخر في قمة تونس .

هناك حديث سياسي عن عودة مقعد سوريا الى جامعة الدول العربية كيف يتم التعامل معه داخل أروقة الجامعة؟
بداية القرار هو قرار الدول الاعضاء و ليس التحرك مطلوب من قبل الامانة العامة للجامعة العربية او من قبل الامين العام , لان قرار تعليق المقعد السوري عندما صدر في نوفمبر 2011 , كان قرار الدول الأعضاء ومن خلال الالية التي تعاملت مع هذا الموضوع , و هو اجتماع وزراء الخارجية العرب فبالتالي فأن الدول هي سيدة قرارها في التعامل مع مقعد سوريا و كيفية النظر فيه والآلية التي سوف تكون معنية بالدرجة الاولى بالتعامل مع هذا الموضوع هي الالية التي علقت المقعد السوري أي مجلس وزراء الخارجية العرب.

تحدثت اكثر من مرة على عناصر التعامل مع هذا الموضوع  ونحن نعلم ان الموضوع يشغل الرأي العام و نرى الاعلام وتصريحات تصدر عن بعض المسؤولين في الدول العربية , و لكن هناك نقطتين محوريتين النقطة الاولى انه حتى الان لايوجد في الامانة العامة لجامعة الدول العربية اي تحرك رسمي او طلب رسمي من اي من الدول الاعضاء فيما يتعلق باتخاذ إجراء في هذا الشأن وهذا لتوضيح الامور امام الجميع , و الامانة العامة لا تستطيع ان تتحرك الا بناء على اجراء رسمي وحتى الان لا يوجد اي طلب رسمي من اي دولة عربية  أو مجموعة من الدول العربية للقيام بالتعامل مع الموضوع او لاعادة النظر في قرار نوفمبر 2011 والنقطة الثانية الحيوية جدا أن التحرك في هذا الصدد نتصور انه يجب ان يكون من خلال توافق عربي , من خلال التوافق على ان يتم النظر بداية في هذا الموضوع ومن ثم التوافق على كيفية التحرك.

هل تقصد ان يكون هناك اجماع عربي على اعادة مقعد سوريا؟
 لا  , نحن نتحدث عن وجود التوافق أولا ولا نتحدث عن الاجماع لانه متعلق باليات التصويت في حال تحديد اجتماع لاعادة مقعد سوريا و اتحدث عن اهمية التوافق العربي قبل حدوث اي اجتماع  ونعلم ان هناك اتصالات تجريها بعض الدول العربية , مع بعضها البعض ولكن لا توجد اتصالات حتى الان في اطار رسمي في اطار الجامعة العربية وننتظر لنرى ما ستسفر عنه الامور , و ما ستراه الدول العربية في هذا الاطار , و هل سيكون لديها توافق على اعادة طرح الموضوع وعند اعادة طرح الموضوع ما هو التوقيت الزمني وكيف سيتم تناوله و لكل دولة اولوياتها و رؤيتها فيما يتعلق بالية التحرك و فيما يتعلق بالسقف الزمني ورأينا مواقف الدول العربية التي قررت اعادة فتح سفاراتها ورأينا  الدول التي ترتئ اتخاذ الطرف السوري اجراءات معينة وهو أمر طبيعي في عالم السياسة أن كل دولة تقيس كيفية التعامل مع هذا الملف.

و هذا الجو يجعلني اقول انه يبدو ان هناك استمرار لاعادة تقييم الموقف حول مقعد سوريا ولم نصل بعد الى النقطة التي يمكن ان نتصور أن هناك توافق كامل بين الدول العربية حول كيفية التحرك  و مداه الزمني .

 ما تأثير تطورات القضية الفلسطينية على قرارات القمم العربية الثلاث المقبلة؟
القضية الفلسطينية لها اولوية خاصة في هذه المرحلة والنظر الى الضغوط التي تعاني منها القضية على مدار ال14 شهر الماضية , بعد اتخاذ الادارة الامريكية مجموعة من الاجراءات و المواقف التي شكلت عناصر ضغط على مستقبل القضية الفلسطينية , و على رأسها الموقف الامريكي بنقل سفارتها من تل ابيب الى مدينة القدس وفيما يتعلق بموقفها من قضية اللاجئين , ووقف التمويل الامريكي للانوروا .

الجامعة العربية تعاملت بشكل سريع و مباشر مع هذا الموضوع ونذكر الرأى العام انه عندما اعلن الرئيس الامريكي بنقل سفارة بلاده  الجامعة عقدت اجتماعا استثنائيا على مستوى وزراء الخارجية وتم تشكيل لجنة وزارية عربية من عدد من وزراء الدول الفاعلة اضافة الى الامين العام , و هذه اللجنة قامت باتصالات على اعلى مستوى والامين العام كان له مسار العمل الموازي من خلال اتصالاته و خطاباته الى اطراف دولية , و الحقيقة كان هناك انعكاس جيد لهذا التحرك السريع ونجحنا في ان نثبت موقف عدد من الفاعلين الدوليين في الحق الفلسطيني , و منها موقف الاتحاد الاوروبي و هو موقف مساند جدا  وموقف دول كبرى مثل الصين و روسيا ولدينا الكتلة الافريقية و هي كتلة تساندنا جدا , و الكتلة الاسلامية و بعض الدول التي كانت قد اعلنت اها ستتبع النهج الامريكي ونتيجة الضغوط و الاتصالات التي جرت معها و التي اوضحنا خلالها الموقف العربي من التعامل مع هذه الدولة على المستوى الثنائي سيكون موقف صعب تراجعت مثل دولة بارجواي  و بعض دول شرق اوروبا التي كانت قد اعلنت انها تعتزم نقل سفارتها ولم تقم بأتخاذ هذه الخطوة بعد تقييمها للاثر السلبي على علاقتها بالدول العربية فالتحرك العربي الى حد كبير نجح في التصدى لهذه المحاولات.

كما نجحت المجموعة العربية في نيويورك في استصدار قرارين من الجمعية العامة للامم المتحدة و هو امر غاية في الصعوبة، حيث تم الموافقة على اصدار قرار حول القدس وتثبيت الوضعية القانونية للقدس وعدم الاعتراف بالاجراءات الاحادية الذي اتخذته الولايات المتحدة.

القرار الثاني الخاص بتوفير الحماية الدولية للفلسطينين وهي امور مهمة و لها دلالتها ونحن نسمع الرأى العام العربي ماذا قدمتم للقضية الفلسطينية؟ ..

القمم الثلاثة القادمة سوف تكون القضية الفلسطينية ماثلة بقوة , و قمة بيروت الاقتصادية سوف يتم فيها  الحديث عن استمرار الدعم المالي للشعب الفلسطيني , حيث ان لدى الجامعة العديد من الاطر لدعم فلسطين والخاصة بتمويل السلطة الفلسطينية والدعم الخاص بالاخوة الفلسطينين , و سيكون هناك بند اضافي خلال القمة لدعم منظمة الاونروا و دعم وضعية الاخوة في القدس وعلى نحو خاص نظرا للظروف التي يمر بها الاخوة الفلسطينين هناك لمواجهة تهديدات الاحتلال الاسرائيلي في القدس .

وفي القمة العربية الاوروبية سيتم تجديد الالتزام السياسي فيما يتعلق بمساندة الحقوق المشروعة لابناء الشعب الفلسطيني وسوف يقوم بطرحه الجانب العربي للحصول على التزام من الجانب الاوروبي.

هناك تركيز في القمة التنموية والاقتصادية على قطاع الشباب والمرأة واللاجئين فما أهم البنود المتعلقة بهذه القطاعات؟
اهم الفئات في الوطن العربي الشباب فهم يمثلون في المتوسط ثلثي المجتمع العربي والقمة تتحدث عن مستقبل الدول العربية وقوة العمل الرئيسية والتحديات الرئيسية في مجالات التنمية والمشاركة السياسية والمشاركة الاقتصادية من الشباب والتعامل معهم باعتبارهم عنصر ايجابي للدفع بعملية التنمية وليس باعتبارهم عبئ لأنهم القوة الحقيقة المحركة داخل المجتمع العربي  وأحد المنتديات الثلاثة الرئيسية التي تعقد على هامش القمة هو منتدى الشباب والذي نظمته الامانة العامة للجامعة العربية بالتعاون مع الجانب اللبناني في القاهرة الشهر الماضي وخرج عنه توصيات هامة جدا سوف تكون مطروحة أمام قمة بيروت للنظر فيها والتعامل معها.

 بالاضافة الى منتدى المجتمع المدني العربي وهو في حالة تصاعد وزخم وهناك العديد من منظمات المجتمع المدني العربي التي شكلت قيمة مضافة للجهود التي تبذلها الحكومات العربية في مجالات العمل التطوعي ومساعدة ذوي الإعاقة و في مجال حقوق المرأة و من المهم وجود صيغة مناسبة لاستيعاب هذه الجهود وتسخيرها بشكل مناسب لخدمة احتياجات التنمية في الوطن العربي.

الشعار العريض لقمة بيروت هو الاستثمار في الإنسان أو رأس المال البشري ووجدنا ان افضل استثمار يمكن ان يقدم  بالتوازي مع الاستثمار في مجالات البنية الاساسية ومشروعات التنمية  هو الاستثمار في الانسان العربي الاستثمار في تعليمه وفي الصحة و اذا استطعنا ان نحقق مثل هذا الاستثمارفي صورته القصوى فبالتبعية هذا الانسان سوف يكون قادر على أن يكون محرك لعملية التنمية في المجتمع.

نسعى في قمة بيروت ان نخاطب احتياجات الانسان العربي , و ليس فقط على المستوى الهيكلي واقتصاديات الدول العربية و السياسات العامة وأن قائمة المبادرات المطروحة مرتبطة بالواقع اليومي , ومنها سياسات الدول العربية في ربط الطرق و الكهرباء و الاحتياجات التنموية والأمن الغذائي وقضية شح المياه  .

ماذا عن الجانب الاقتصادي؟
في المجالات  الاقتصادي تظل هناك قضايا هامة، ومنها انشاء منطقة التجارة الحرة , و اقرار قواعد المنشأ الموحد , و الفترة المقبلة سوف تشهد إنشاء الاتحاد الجمركي العربي وهذه المجالات لها اثرها في زيادة التجارة البينية بين الدول العربية.