السياحة ثالث مصدر للدخل.. والايرادات ترتفع من 7.8 مليار دولار إلي 9.8 مليار دولار
عدد السائحين علي مستوي العالم مليار و 450 مليون سائح هذا العام
11.5 مليون سائح زاروا مصر والأوربيين والعرب في المقدمة
متوسط انفاق السائح 82.5 دولار وعدد الفنادق بلغ 1169
شهادة جديدة لمصر من منظمة السياحة العالمية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا بأنها علي الطريق الصحيح نحو مستقبل رائع سوف يحيل معاناة الماضي لذكري وعبرة لكل من إختار الصبر والمثابرة والعمل بجد واجتهاد.. شهادة تعد وساما تمنحه المؤسسة الدولية بموضوعية وتجرد شديد لا يعرف ولا يعترف إلا يالأرقام التي تترجم واقع الحال وما سوف تصير إليه الأمور خلال العام الجديد والاعوام التالية.
.. معايير المنظمة العالمية رصدت ما تحققه السياحة للعالم ويتحقق علي أرض المحروسة، لتؤكد مجددا أن السياحة لها القدرة علي تحقيق أكثر بكثير مما يمكن تخيله في قيادة التنمية الإقتصادية وتعزيزها وخلق فرص عمل ودعم التراث الثقافي والحفاظ عليه وتوثيق العلاقات بين الثقافات والشعوب وإنعكاس ذلك علي تعزيز قيمة التفاهم والسلام.. بل تقفز السياحة إلي أهداف أكثر شمولا نحو حماية الكوكب الذي يسكنه البشر.
التقرير الذي أصدرته المنظمة العالمية وخصت فيه مصر بإشارات البهجة يفسره لنا الدكتور سعيد البطوطي أستاذ الاقتصاد الكلي واقتصاديات السياحة بجامعة فرانكفورت المستشار الاقتصادي بمنظمة السياحة العالمية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا.
يقول.. خلال عام 2018 المنصرم توالي نمو أعداد السياح إلي مصر في قفزات يبدو الإشادة بها وليصل الإجمالي حتي نهاية شهر نوفمبر إلي ما يقرب من عشرة ملايين ونصف المليون سائح ليصل بإحصائية شهر ديسمبر التي لم تنته بعد الي 11.5 مليون سائح.. إحتل الأوروبيون منهم المقدمة بنحو ستة ملايين ونصف سائح يلهيم العرب بإجمالي يقرب من ثلاثة ملايين ويليهم الأسيويين بإجمالي نحو 600 ألف ثم الأفارقة 150 ألف فضلا عن 63 ألف من جنسيات مختلفة.
ومن الاوربيين إحتل الالمان المقدمة بمليون و600 ألف سائح يليهم 397 ألف من الإنجليز و376 ألف إيطالي وأكثر من 300 ألف من رعايا دول الإتحاد النيلوكس وهي بلجيكا وهولندا ولوكسمبرج ونحو 200 ألف فرنسي فضلا عن 153 ألف استرالي ومثلهم تقريبا من الدول الإسكندنافية.
بينما بلغ متوسط إنفاق السائح في مصر 82.5 دولار في الليلة مقارنة بـ 80.9 دولار في الليلة عام 2016 و73 دولار عام 2015 وهو ما إنعكس علي قفزة في إيرادات السياحة من 2.6 مليار دولار عام 2016 إلي 7.8 مليار دولار عام 2017.
وتأتي السياحة المصرية كثالث مصدر للدخل القومي بإيرادات قدرت بنحو 9.8 مليار دولار عام 2018 بعد أن كانت 7.8 مليار دولار عام 2017 وذلك بعد تحويلات المصريين بالخارج التي احتلت المركز الأول بـ 26.4 مليار دولار والصادرات غير البترولية التي جاءت في المركز الثاني بـ17.1 مليار دولار ويليهم الصادرات البترولية بـ8.8 مليار دولار وعائدات قناة السويس بـ 5.7 مليار دولار.
ووفقا لحصر المنظمة للطاقة الفندقية في مصر بلغ عدد الفنادق 1169 فندقا بإجمالي عدد غرف 196.923 الخمس نجوم منها 350 فندقا بإجمالي عدد غرف 750.41 والاربع نجوم 250 فندقا بإجمالي 62.786 غرفة والثلاثة نجوم 262 فندقا بإجمالي 37.938 غرفة والفنادق ذات النجمتين 174 فندقا بإجمالي 12.225 غرفة وذات النجمة الواحدة 42 فندقا بإجمالي 5.450 غرفة.
معدل أعداد السائحين الوافدين لمصر عاود ارتفاعه الملحوظ بعد ان شهد إنخفاضا كبيرا خلال السنوات الماضية .. فقبل أحداث الثورة وفي عام 2010 كان العدد نحو 15 مليون سائح وإنخفض إلي أقل من 10 ملايين عام 2011 وتوالي الإنخفاض ليصل إلي نحو 5 مليون و300 ألف سائح عام 2016 قبل أن يعود الرقم للإرتفاع إلي 8 مليون و300 ألف عام 2017 ويزيد علي ذلك ثلاثة ملايين سائح خلال العام المنصرم 2018.
وأوضح البطوطي أن حركة السياحة العالمية في معدل نمو بشكل مضطرب من سنة لأخري وتحققت أعلي نسبة نمو من 20 سنة في عام 2017 من خلال أعلي نسبة نمو وصلت لـ 7% ووصل عدد السياح علي مستوي العالم لمليار و326 مليون سائح وتعتبر هذه النسبة كبيرة للغاية مقارنة بعدد البشر الذين يعيشون علي كوكب الكرة الأرضية والذي يصل عددهم إلي 7.6 مليار وهو ما سيجعل عدد كبير من الدول تعيد النظر في اعادة تأهيل المقومات السياحية الموجودة لديها حتي تستفيد بأكبر قدر من الاستفادة الاقتصادية واكبر قدر من هذا العدد وتزيد من انفاقهم داخل الوجهة السياحية لديها وهو ما سيددعم الاقتصاد والمستوي الاجتماعي للسكان لدي هذه المناطق، مشيرا إلي أن معدل النمو انخفض عام 2018 بسبب بعض المشاكل الاقتصادية في بعض الاسواق المهمة المصدرة للحركة السياحية والاحصائيات الموجودة لدينا حتي أخر شهر نوفمبر تقول أن متوسط النمو هذا العام 5.6% وبالتالي من المتوقع بعد الانتهاء من إحصائية شهر ديسمبر التي لم تصدر بعد أن يصل عدد السائحين علي مستوي العالم تقريبا مليار و 450 مليون سائح حسب المؤشرات الموجودة.
وأكد أستاذ الاقتصاد الكلي واقتصاديات السياحة بجامعة فرانكفورت المستشار الاقتصادي بمنظمة السياحة العالمية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا أن السياحة والسفر يعد نشاطا ينتج صناعة هي الاكبر في العالم وفقا للمردود الإقتصادي، مشيرا إلي ان هذا القطاع ضخ ما يقدر بنحو 8.3 تريليون دولار وهو ما يقدر بنسبة 10.4% من الناتج المحلي الإجمالي العام للإقتصاد العالمي فضلا عن توفير وظائف قدرت بـ313.2 مليون وظيفة بنسبة 9.9% من إجمالي العمالة العالمية عام 2017، مشيرا إلي ان الأرقام الحصرية تفيد بمساهمة القطاع المباشرة بما يقدر بنحو 6.2 تريليون دولار بنسبة 3.2% وبمساهمة إجمالية تقدر بنحو 8.3 تريليون دولار أمريكي بنسبة 10.4% من إجمالي الناتج المحلي.
وأضاف البطوطي أن ما انتجته صادرات الزائرين والتي تمثل إنفاقهم ومشترياتهم داخل الوجهات السياحية التي يقصدونها تقدر بنحو 1.5 تريليون دولار بنسبة 6.5% من إجمالي الصادرات العالمية يأتي ذلك في الوقت الذي بلغت فيه الإستثمارات السياحية عام 2017 ما يقدر بنحو 882.4 مليار دولار بنسبة 4.5% من إجمالي الاستثمارات موضحا ان هذه الأرقام اعتلي بها قطاع السفر والسياحة المرتبة الثالثة في الإقتصاد العالمي بعائد يقدر بنحو 1.874 تريليون دولار بعد صادرات النفط التي احتلت المرتبة الأولي بـ5.5 تريليون دولار والكيماويات التي جاءت في المرتبة الثانية بـ 2 تريليون دولار بينما يلي السياحة كل من المواد الغذائية بـ 1.6 وصناعة السيارات بـ 1.5 تريليون دولار.
وقال أن التقرير أورد عن السياحة في مصر عام 2017 مساهمتها المباشرة في الناتج المحلي الإجمالي بما يقدر بنحو بنحو 190.3 مليار جنيه مصري بما يعادل 5.6% من جملة مساهمات القطاعات الأخري بما قدرت المساهمة الإجمالية للسياحة بنحو 374.6 مليار جنيه وهو ما يعادل 11 % من إجمالي الناتج المحلي.. ووفرت السياحة 1.1 مليون وظيفة مباشرة بنسبة 3.9% من إجمالي العمالة المصرية بينما بلغت مساهمتها الإجمالية بنحو 2.5 مليون وظيفة بنسبة 8.5% وبلغت صادرات زوار مصر بإنفاقهم في مقاصدها السياحية نحو 141.7 مليار جنيه وهو ما يعادل 31.6 من مجمل قيمة الصادرات وبلغ حجم الإستثمار في المجالات السياحية 59.6 مليار جنيه بنسبة 11.4% من إجمالي الاستثمارات في مصر.
وأورد التقرير أن أفضل عشرة دول فازت بأكبر عدد من السياح عام 2017 وجاءت علي الترتيب فرنسا 86.9 ثم أسبانيا 82 والولايات المتحدة 76.9 والصين 61 وإيطاليا 58.3 والمكسيك 39.3 وبريطانيا 37.7 وتركيا 37.6 وألمانيا 37.5 وتايلايند 35.4 مليون سائح.. بينما فازت مصر بالمركز الأول للوجهات السياحية التي حققت أعلي معدلات النمو لعدد السياح الوافدين إليها خلال عام 2018 مقارنة بالعام 2016 حيث بلغ معدل النمو 55.1% ويليها في المراكز العشرة الاولي كل من توجو 46.7% وسان مارينو بإيطاليا 31.1% وفيتنام 29.1% وجورجيا 27.9% وفلسطين 25.7% وجزيرة نيوي بجنوب المحيط الهادي 25.4 ونيبال 24.9 وإسرائيل 24.6 وجزر مارينا الشمالية 24.3 وأيسلندا 24.1 وتركيا 24.1 ومقدونيا 23.5 وتونس23.2 ويونان 21.5% حصرا لأعلي الوجهات العالمية التي قصدها السياح عام 2018 في إطار معدل النمو العالمي الذي شهد إنخفاضا نتيجة لأحداث الاضطرابات العالمية ليبلغ 5.4% عام 2018 مقارنة بـ 6.9% عام 2017 وجاءت منطقة أسيا والمحيط الباسيفكي في المركز الأول بمعدل نمو بلغ 6.6% مقارنة بـ 5.6% عام 2017 تلي ذلك منطقة الشرق الأوسط التي حافظت علي قدرات نمو متزايدة رغم الاحداث بمعدل نمو بلغ 5.6 مقارنة بـ 4.6% عام 2017 بينما انخفض معدل النمو في كل من أفريقيا بـ 5.3% مقارنة بـ 8.6% عام 2017 وكذلك أوروبا بـ 5.6% بعد 8.4% وأمريكا بمعدل 2.7 بعد 4.7% عام 2017.
وتوقع البطوطي حدوث طفرة كبيرة في اعداد السائحين لمصر عام 2019 في مصر وستتخطي الأعداد عام الذورة 2010 مؤكدا أن هناك تفاؤل كبير بالأرقام التي حققتها هذا اعام وهو مؤشر قوي لاسترداد السياحة المصرية لعافيتها مرة أخري خاصة مع حالة الاستقرار والتنمية التي تشهدها ربوع مصر هذه الفترة، مطالبا بالإهتمام بنمط سياحة المدن والسياحة النيلية التي تمتلك عائدا مؤثرا جدا علي الاقتصاد المصري وعلي السكان المحليين والذي يعود بالنفع الاقتصادي المباشر علي هؤلاء السكان لأنه نمط عالي الانفاق ولابد من الترويج له بشكل جيد وتطوير الخدمات المقدمة لهذا النمط في هذه المناطق لانه لازال هناك بعض المشاكل في هذه المناطق وهو ما يؤدي إلي عزوف الطلب أو تعثره ولان هذا النمط مرتبط بالسكان المحليين وحركة الناس في الشارع والتعامل مع المجتمع المحلي فنأمل زيادة الوعي والانضباط وفرض القانون في هذه المناطق.
اترك تعليق