"الأقارب عقارب" مثل شعبي ينطبق على جريمة قتل ارتكبها الزوج الطماع ضد أجداد زوجته من أجل السرقة.

في الوقت الذي فرح فيه الأجداد بقدوم الحفيدة وزوجها لزيارتهما، لم يكونا يعلمان ما يخفيه لهما الزوج من شرور ومن السر الذي دفعه للقدوم، ورغم الترحيب به وتقديم واجب الضيافة له إلا أن نهايتهما في الحياة كانت في الزيارة.

اعترف المتهم ناصر الصعيدي في التحقيقات بأنه بعد زواجه من المتهمة وبعد مرور سنوات تراكمت عليه الديون ولم يستطع سدادها فأخذ يفكر في وسيلة سهلة للحصول على الأموال فانتهز فرصة تواجد أجداد زوجته يعيشان بمفردهما ونظرا لعلمه بثرائهما واحتفاظهما بتحويشة العمر والمصوغات الذهبية داخل صندوق بالشقة التي يقيمان بها فأغواه الشيطان وفكر في كيفية سرقتهما فاتفق مع زوجته على زيارتهما للاطمئنان عليهما مستغلا صحبة زوجته لتسهيل مهمته الإجرامية وما أن قابلهما الضحيتين لصلة القرابة بينهما.

استضافهما المجني عليهما بالترحاب وأعد لهما ما لذ وطاب وقام بتقديم واجب الضيافة على أكمل وجه وأثناء ذلك أعطى القاتل زوجته الأموال وطالبها بشراء سجائر له.

وعندما خرجت من المنزل توجه الصعيدي إلى صندوق التحويشة وحاول فتحه بالأجنة الحديدية مستغلا كبر سن الضحيتين وضعف بصرهما الشديد وعندما شعرت به الضحية سألته عما يفعله فرد عليها "ما فيش حاجه" وبعدها حضرت زوجته من الخارج وطالبها بإعداد كوب شاي له ثم حاول مرة أخرى فتح الصندوق إلا أن المجني عليها شعرت به فعاجلها بالضرب على رأسها ثم تعدي على زوجها هو الأخرى بالضرب على رأسه.

وعندما شاهدته زوجته عما يفعله فأخبرها أنه يريد سرقة المجني عليها لفك ضائقتها المالية ثم قام بكسر الصندوق وكانت الصدمة بفتحه بعثورهما بداخله على 120 جنيها وسلسلة وحلق ذهبي كما قام بنزع 3 أساور ذهبية من يد المجني عليها بعد أن تأكد من وفاتها وزوجها وبعدها قام بترك المنزل وباع المصوغات الذهبية بمبلغ 8 الآف جنيه كما باع مصوغات زوجته بألفي جنيه لإيجاد مبرر لوجود الأموال معهما.

فور إبلاغ العميد أسامة عبد الفتاح، رئيس الفرع البحث الجنائي بقطاع غرب الجيزة، رئيس مباحث كرداسة آنذاك، توصل ارتكاب المتهمين للجريمة وسرقتهما بالاتفاق فيما بينهما وتمكن من ضبطهما واعترفا بارتكابهما الحادث للاستيلاء على ما بحوزتهما من مشغولات ذهبية وارشدا عن مكان التصرف فيها.

وبعد انتهاء التحقيقات معهما وإحالتهما إلى محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار فتحي البيومي وعضوية المستشارين وفيق مكاوي وعلى حسن بحضور حسن عبد البصير وكيل أول النيابة بأمانة سر رفاعي فهمي وحسام كمال التي عاقبت الزوج ناصر جاد عبد الجابر اسماعيل وشهرته ناصر الصعيدي 19 سنة عامل بالإعدام شنقا ومعاقبة زوجته بالحبس سنة مع الشغل.