كانت دائما لغز كبير حير الإسكندرانية ،حيث إنه على الرغم من مكاناتها الأثرية الهامة إلا أن العطب وعدم الاهتمام أصابها فقتل أشجارها وعرض آثارها المهملة للسرقة ..انها حدائق الإسكندرية التى اعتادت الإهمال وكان دوما الحديث عنها يخبرك بأن الحديقة الدولية وأنطونيادس والشلالات لا تتعامل المعاملة التى تليق بها وبدلاً من جعلهم رمزاً من رموز عروس المتوسط الا أنهم أصبحوا مأساة تعانى منها المحافظة ليأتى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عنهم خلال لقاءة فى الإسكندرية أثناء افتتاح مشروع اسكان بشائر الخير2 بمثابة اشارة البدء لانهاءازمات الحدائق الثلاث والحصول على مستحقات الدولة، حيث طالب بضرروة الإنتهاء من مشاكلها والبدء فى التطوير بشكل فورى.
استيقظ الأهالى فجأة منذ أشهر قليلة على قرار إخلاء المنطقة ووقف تعامل المستأجرين عليها نظراً لوجود إيجارات متأخرة تقدر بحوالى 427 مليون جنية على المحال التجارية والقاعات التى تم انشائها على أرض الحديقة الدولية، الأمر الذى خلق حالة من الجدل، حيث قام المستأجرون بدفع عمال القاعات التى تم انشائها على أرض الحديقة الدولية بعمل مظاهرات بحجة أن الإغلاق أثر على معاشهم وسيتسبب فى قطع أرزقاهم، فكانت مطالب المحافظة هو تسديد المبالغ المتأخرة على المستأجرين حتى يتمكنوا من مواصلة أعمالهم.
بدأت الأزمة بقرار لجنة التحكيم والأحكام وفتوى مجلس الدولة بتأييد فسخ التعاقد مع الشركة الأصلية المنتفعة من الحديقة الدولية منذ عام 2004 واعطاء المحافظة الحق في إتخاذ الإجراءات القانونية فى حالة عدم الإلتزام من المستثمرين.
قال الدكتور محمد عبد الظاهرمحافظ الإسكندرية الأسبق، ان اتخاذ إجراءات الحجز الإداري لتحصيل مستحقات الدولة بالغرامات والفوائد والتعاقد مباشرة مع المستأجرين الفعليين "المستأجر من الباطن"، جاءت طبقاً للقانون وبفتوى من مجلس الدولة عام 2004 وذلك بعد رفض المستأجرين دفع المبالغ المستحقة عليهم، موضحاً انه كان هناك لجنة مشكلة لبحث مشكلة الحديقة الدولية ومنحت المستأجرين فرصة لسد المستحقات الا أنهم رفضوا .
وأضاف أن المحافظة انذاك حرصت على عدم ضياع حقوق العمال من خلال الزام المستأجرين القدامى بدفع مستحقاتهم المالية أو استمرار عملهم فى حال تم التعاقد مع مستأجرين أخرين فى حال فسخ التعاقد من القدامى مشيرا ان قرار وقف التعامل على الارض تم امهاله وقت لمنح المستأجرين فرصة لسد الديون المتأخره عليهم .
وفى السياق ذاته أكد الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية ، أن المحافظة منحت المستأجرين مهلة 6 أشهر لدفع المبالغ المتأخرة عليهم الا أنهم رفضوا وتماطلوا وكان قرارتنفيذ الحجز الإدارى عليهم ضرورى، على الرغم من التباطؤ فى تنفيذه لامهال المستأجرين فرصة للدفع، الا أنهم أكدوا عدم وجود نية لإنهاء الأزمة والدفع بالعمال لعمل مظاهرات شبه يوميه على اعتقاد منهم أن المظاهرات ستجبر المحافظة على التراجع ، مشيراً الا أنه لا تهاون فى تحصيل أموال الدولة المستحقة على المتأخرين .
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى منح القوات المسلحة أمر مباشر بالتعامل مع أزمة الحديقة الدولية وانهاء المشكلة من خلال تحصيل مبلغ الـ427 مليون جنيه من المستأجرين مشدداً على أنه لن يقبل التهاون فى الحصول على حقوق الدولة .
طال الحديث عن تطوير وتجميل حديقتى الشلالات وأنطونيادس ولكن فكرة التطوير ظلت وكأنها بداخل نية المسؤولين فقط ولم تتم على أرض الواقع فأنه على الرغم من اصدار قرارات بالبدء فى تطوير الحديقتين الا أنه فى حال زيارتهم ستجد أن الواقع مغاير لما يعلنه مسئولى المحافظة ويصبح الاهمال هو السمة الغالبة على كل شبر فى الحديقتين .
قال الدكتور عبد العزيز قنصوة، أنه يتم العمل على تطوير حديقة الشلالات لجعلها مزاراً سياحياً يجمع ما بين كونها موقع أثري وحديقة اجتماعية وترفيهية وهو ما يحتاج دعم كامل من المحافظة، مشيراً الى ان اللجنة الأثرية التى تعمل فى الحديقة عثرت على جزء من شارع أثري قديم على عمق ٤ أمتار من حديقة الشلالات، كما وجدت أرضية رومانية من الموزايك مصممه من الرخام والأحجار الكريمة تعود إلى الطبقة الأرستقراطية في العصر القديم كما عُثر أيضا على أساس لمبني بطلمي ضخم يعتقد عودته للحي الملكي بالإسكندرية القديمة، فضلاً عن اكتشاف التمثال الهيلينستي للإسكندر الأكبر والذي يعرض الآن بالمتحف القومي بالإسكندرية.
وأكد على استعداد المحافظة لتوفير كافة الدعم الذي تحتاجه الشلالات لتصبح مزاراً سياحياً وحديقة ترفيهية واجتماعية بما يسهم في دعم السياحة السكندرية وإعادة المظهر الجمالي والحضاري الذي يليق بالإسكندرية كمدينه أثرية وتاريخية عريقة .
تبلغ مساحتها حوالى 135 فدان تشمل 5 فدادين لحديقة الورد و100 فدان لحديقة النزهه وحوالى 45 فدان لحديقة أنطونيادس التاريخية التى تعد أقدم حدائق الإسكندرية والتى يمكن أن تكون منتزه عالمى يدر دخلاً كبيراً للمحافظة يمكن أن يضاهى عدد كبير من الأماكن السياحية نظراً لزيادة عدد التماثيل الموجودة بها بالإضافة إلى مجموعة الأشجار العتيقة النادرة الا أن الإهمال بات صاحب الشكل الأول ولن يمنحك زيارتها الا الألم النفسى الذى سيفقدك رغبتك فى اللجوء اليها لسد رغبتك فى الحنين إلى الماضى وستضطر إلى البعد عنها نظراً لزيادة بشاعة المشهد بها وتحويلها إلى عشوائية كبيرة.
أكد مصدر بوزارة الزراعة بالإسكندرية أنه يتم حالياً تجهيز لجنة لبحث ملف حدائق أنطونيادس التى تتبع الوزارة مباشرة وتقع تحت مسئوليتها، مشيراً إلى أن اللجنة ستدرس حالة الحدائق والأسباب التى أدت إلى وصولها إلى تلك الحالة لعمل ملف كامل لتلك السلبيات وتحديد سبل التطوير اللازمة فوراً.
فى السياق ذاته، أوضحت بهية عبد الفتاح، رئيس حى وسط، أنها بصدد عمل لجنة لوضع خطة التطوير ودراسة الوضع الحالى للحديقتين لإنهاء أي أزمة حالية.
اترك تعليق