في احدى قري محافظة سوهاج نشأ داود في أسرة متوسطة الحال وفي عام ٢٠٠٧ أراد تحسين ظروفه المعيشية حتى يوفر نفقات حياته فتوجه للعمل بمنطقة الواحات ليعمل في الزراعة ورعاية الأغنام .. مكث داود سنوات في هذا العمل لكن ما سرعان ان انتقل الي منطقة القاهرة الجديدة بحثا عن عمل أفضل يدر عليه مزيدا من الدخل الا ان الظروف كانت اقوى منه فلم يحقق احلامه لكنها كانت البداية التي تعرف فيها على صديقه خلف وبدأ كل منهما يسرد للاخر ظروفه المعيشية فاتفقا على العودة الي منطقة الواحات مرة اخرى لوفرة العمالة بها .
عملا المتهمان معا في احدى المزارع حتى تعرفا على الضحية وعملا معه في مزرعته وقبل ثلاث شهور من الحادث طالب شريك الضحية من المتهم دَاوُدَ شراء الأغنام لتربيتها بالمزرعة على ان يكون المتهم داود مسئولا عنها على ان يقتسمان المكسب من الغنم بالنص وفِي تلك الفترة كان المجني عليه يتردد على مزرعته لمباشرة عمله وفِي أوقات كثيرة وكان يبيت بالمزرعة عدة ايّام والعودة لبلدته.
أضاف المتهم الاول انه وصديقه على علم بان المجني عليه عند حضوره للمزرعة قادما من بلدته بحوزته مبالغ مالية كبيرة ينفقها في استصلاح المزرعة، وقبل الحادث بيومين عاد المجني عليه من بلدته وأثناء نزوله من سيارته شاهد المتهم الاول كيس اسود بالمقعد الخلفي للسيارة وبه مبلغ مالي كبير وقام الضحية بترك السيارة بها المبلغ المالي ومباشرة عمله بالمزرعة فعلم بنفوق بعض الماشية فقام بإلقاء اللوم على المتهم الاول بالإهمال في تربية الأغنام وفِي يوم الحادث قام المجني عليه بإنذار المتهمين بطردهما في حالة الإهمال ففكرا في قتل المجني عليه وسرقة أمواله ودفنه بالمزرعة وقاما المتهمان بإعداد خطة محكمة حتى لا ينكشف أمرهما فقام بارتكاب الجريمة مستغلين عجز المجني عليه ببتر بذراعه الأيمن فقام الأول بانتظار الفرصة وافتعل مشادة مع المجني عليه وتعالى صوته حتى يسمعه المتهم الثاني الذي بادر الضحية بضربه بشومة على رأسه وتبادلا المتهمان الاعتداء علي الضحية بالضرب بعصى عدة ضربات متتالية حتى فقد توازنه بينما امسك المتهم الاول بفاس واعتدى بها بالضرب على رأس المجني عليه حتى تيقن من وفاته ثم وضعا الجثة بمقطورة جرار زراعي وقاما بدفنه بحفرة كبيرة بنهاية المزرعة والمستخدمة بير مياة للأغنام ثم وضعا الرمال اعلى الجثة ووضع الأغنام اعلى الحفرة إيهاماً منهما بتضليل اجهزة البحث وعندما تفوح رائحة الجثة تغطيها رائحة الأغنام بينما عاد القاتل الاول وقام بأعمال النيران بالعصا الخشبية المستخدمة في الحادث وحرق هاتف المجني عليه واستولى على المبلغ المالي ١٥٣ الف جنيه وقام بتقسيم المبلغ بينهما وفِي صباح اليوم التالي للحادث استقل المتهم دَاوُدَ سيارة الضحية، وتوجها بها الي منطقة الواسطي وتركها على جانب الطريق واستأجر سيارة وأخذ المبلغ المالي وسافر الي بلدته بسوهاج لإخفاء الأموال ثم عاد للمزرعة في اليوم التالي بالمزرعة حتي لا ينكشف أمرهما وبعد مرور أسبوع حضرت زوجة المجني عليه إلى المزرعة بحثا عن زوجها فاوهماها بعدم معرفتهما .
توجهت زوجة المجني عليه أميرة ٣٢ سنة إلى المقدم فوزي عامر وكيل فرقة البحث بوسط اكتوبر لتقديم بلاغ يفيد بتغيب زوجها السيد صبحي أثناء قيادته سيارته كيا سيراتو وبحوزته ١٤٧ الف جنيه بمنطقة الواحات البحرية وباخطار مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة امر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وتبين من خلال فحص منطقة عمل المجني عليه وتحديد موعد وصوله المزرعة وإعادة فحص العاملين والمترددين على المزرعة الخاصة به لتحديد شخص الجاني بجانب فحص خط سير المجني عليه لحظة خروجه من أشمون المنوفية حتى وصوله للمزرعة الخاصة به ومن خلال الفحص تبين ان وراء ارتكاب الجريمة المتهمان دَاوُدَ سليمان عبيد ٤٠ سنة راعي أغنام "عامل بالمزرعة" و خلف شحاته عامل بالمزرعة ومقيم بقرية ملوي بالمنيا حيث قام بقتل المجني عليه والاستيلاء علي المبالغ المالية التي كانت بحوزته اثناء تواجد المجني عليه بالمزرعة وقاما بالتخلص من الجثة بدفنها داخل المزرعة ..فتم القبض عليهما وحبسهما وبعد انتهاء تحقيقات النيابة تم إحالتهما الي محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد نصر وعضوية المستشارين علاء الدين مرعي واشرف الهواري بحضور خالد عبد الحميد سليمان وكيل النيابة بامانة سر يوسف زهدي وبهاء طنطاوي لتعاقبهما باجماع أراء أعضائها وبعد موافقة المفتي بالإعدام شنقا.
اترك تعليق