الأقصر-أحمد السعدى:
يعد درة المعابد الجنائزية للملوك الفراعنة بالقرنة غرب الأقصر وما زال يحتفظ بنقوشه ورسوماته بألوانها الزاهية البديعة حتى اليوم.
هكذا تحدثت غادة خلف المرشدة السياحية عن معبد هابو مؤكدة أن جميع المعابد التى أقامها الفراعنة غرب الأقصر هى معابد جنائزية تقام بها طقوس الموتى الذين تتواجد مقابرهم بالقرب منها وليست للإقامة أو ممارسة الحكم.
وتضيف بأن معبد هابو الجنائزى من أعظم معابد الأسره العشرين وقد شيده الملك رمسيس الثالث على مساحة تزيد عن ٦٥ ألف متر لإقامة الطقوس الجنائزية له ولعبادة المعبود آمون به.
وتضيف المرشدة السياحية أن هذا المعبد العظيم الذى يتسم بالفخامة والثراء يتكون من مدخل كبير يجعل كل من يدخله يشعر بعظمة الفراعنة وما حققوه فى مجال العمارة والفنون وهذا المدخل محاط ببرجين عليهما نقوش فخمة تمثل أذرع الأسرة العشرين وصور لرمسيس الثالث وكانت الأدوار العليا لهذين البرجين مخصصة لنساء الأسرة الملكية.
وأكدت خلف أن جدران المعبد تضم نقوشا ورسومات بألوان واضحة جدا كأنها نقشت أمس وتضم مناظر للإنتصار البحرى على قبائل شعوب البحر "الشردانا " والحملة البحرية على الليبيين وكذلك صور للمعبودات وهى تحمل القرابين قادمة بها من أنحاء المملكة للمعبود آمون داخل المعبد.
وتشير المرشدة السياحية إلى أن المعبد تم تشييده فى بداية فترة حكم الملك رمسيس الثالث كمعبد جنائزى له وأشرف على بنائه "أمون مس" أمين خزانة معبد آمون فيما تعود كلمة هابو إلى المدينة المسيحية التى بناها الأقباط داخل المعبد فيما تشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن الكلمة تعود إلى أمنحتب ابن حابو وزير الملك أمنحتب الثالث أو إلى الكاهن المسيحى الذى كان مقيما داخل المعبد.
تبلغ مساحة المعبد ما يقرب من 320 متر طولاً من الشرق إلى الغرب و200 متر عرضا من الشمال إلى الجنوب بإجمالى 65 ألف متر تقريبا وهو المعبد الوحيد المحصن من جميع جوانبه وأنه تم تشييده على مرحلتين الأولى ضمت بناء المعبد وملحقاته داخل سور مستطيل والثانية بدأت كما تشير بعض الأبحاث فى النصف الثانى من فترة حكم الملك رمسيس الثالث حيث تم تشييد السور الخارجى ببوابتيه الكبيرتين المحصنتين فى كل من الشرق والغرب وقد شيد بين السورين في الشمال والجنوب منازل الكهنة والقائمين على المعبد كما تم تخطيط المعبد بشكل منظم من خلال إنشاء سورين أحدهما داخلى والآخر خارجى كما يوجد مرسى خاص بالسفن خارج الأسوار الخارجية.
وللمعبد بوابة يجاورها من الجانبين حجرتان للحراسة يطلق عليها بوابة رمسيس الثالث العالية وهى بناء فريد من نوعه في مصر وقد أمر رمسيس الثالث بتشييده على غرار القلاع السورية التي تعرف باسم "مجدل" وهو يتكون من برجين ذوى شرفات يتوسطهما بوابة وهى التى تعتبرالمدخل.
وأكدت خلف أن صالات الأساطين الثلاثة الخاصة بمعبد مدينة هابو تقع على محور المعبد ويتبع أحدهما الأخر وتتميز صالة الأساطين الأخيرة بثلاثة مداخل و مدخل في الوسط للوصول إلى مقصورة قدس الأقداس الخاصة بزورق الإله آمون والمدخل الثاني يوصل إلى مقصورة زورق الإله خنسو والمدخل الثالث يوصل إلى مقصورة زورق الإلهة موت.
وقدس الأقداس بمعبد مدينة هابو هو الجزء الخاص "بثالوث طيبة المقدس" محاط بالعديد من الحجرات المختلفة الاشكال ومختلفة المحاور البعض منها خاص بالإلهة والإلهات. والبعض الآخر مخصص لمستلزمات المعبد التى كانت تستخدم فى الطقوس والشعائر الدينية بالمعبد والطقوس التي كانت تفيد الملك المتوفى اثناء رحلتة إلى العالم الآخر.
اترك تعليق