أكدت سها سليمان الأمين العام للصندوق الاجتماعى للتنمية أهمية إقامة استراتيجية عربية لتنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر , والتي تمثل ركنا أساسيا في الاقتصاد القومي لأى دولة , وتوحيد الرؤى والمفاهيم في هذا الصدد , بما يحقق التكامل الإنتاجي العربي لمخرجات هذه المشروعات , مشددة على أن ريادة الأعمال هي التحدي الحقيقي داخل المجتمع , وأن المشروعات الصغيرة هي الحل الأمثل لمشكلة البطالة والتنمية ليس في مصر وحدها بل في الوطن العربي كله . _x000D_
_x000D_
وأشارت سليمان - في تصريح لها اليوم السبت - إلى أن المشروعات الصغيرة تفتح نافذة الأمل أمام الشباب , وتقدم لهم حلولا مثالية للقضاء البطالة , مما سيساهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي , خاصة بعد الأحداث التي مرت بالمنطقة العربية منذ انطلاق ثورات الربيع العربي وغيرها , والتي كان الفقر والبطالة محورهم الأساسي , مؤكدة أنه إذا تم توفير فرص عمل دائمة للشباب سيتحقق الاستقرار المنشود . _x000D_
_x000D_
_x000D_
وقالت إنه إيمانا من الصندوق بأهمية التحديث والتطوير والإطلاع على التجارب الجديدة , فإن هناك تواصلا مستمرا بينه وبين شركاء التنمية فى مصر والوطن العربى , ولهذا جاءت مشاركتها مؤخرا في مؤتمر المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في البلدان العربية بين الواقع والتطلعات و الذي استضافته الكويت تحت مظلة الجامعة العربية المفتوحة , ونظم على مدى يومين برنامج الخليج العربى الأنمائى "أجفند" , بالتعاون مع العديد من المؤسسات المالية والاقتصادية العربية برعاية الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت._x000D_
_x000D_
وتابعت أن أهمية المؤتمر نبعت من دوره في إبراز دور المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في الارتقاء بالاقتصاد القومي لكافة الدول العربية , منوهة إلى أن برنامج عمله تناول العديد من أوراق العمل والأبحاث والمداخلات العربية والأجنبية التي سلطت الضوء على تجارب تايوان , ومصر وغيرها من التجارب , مشيرة إلى أنها أكدت في ورقة العمل المصرية - التي طرحتها في المؤتمر - ضرورة تطوير وتنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بما يخدم الاقتصاد القومي المحلي والإقليمي , مستعرضة التجربة المصرية في هذا الشأن , حيث تمثل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر حوالي 75 فى المائة من حجم العمالة في السوق المصرية , وأكثر من 60 فى المائة من إجمالي الناتج المصري. وأوضحت أمين الصندوق الاجتماعي للتنمي أن كافة التجارب العربية التى طرحت للبحث والمناقشة , عكست جانبا مشتركا بين مصر وسائر الدول العربية , وأن مناقشات المؤتمر ومداخلاته أكدت أن كافة دول المنطقة تملك نفس الاهتمامات والتحديات , وأن المشكلة تكمن داخل الوطن العربي في الجهات التي تتعامل مع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر داخل كل دولة , وعدم التنسيق والدمج بين جهات الوطن الواحد , مما يعد أهم التحديات في المرحلة القادمة . _x000D_
_x000D_
وأكدت أن مصر باتت الآن على الطريق الصحيح في هذا المجال , وإن الأمر يتطلب فقط بذل المزيد من الجهد والتنسيق بين كافة الأطراف , كي نصل في زمن قياسي لمستوى التجربة التايوانية النموذجية , مشيرة إلى أن معطيات المرحلة الحالية تستلزم ضرورة التعامل مع هذه المشروعات بطريقة غير تقليدية في عملية إنشائها من البداية وتأسيسها وترخيصها , وتقديم الدعم المالي والفني لها وتوحيد المفاهيم في مجال التمويل الشمولي والمشروعات الصغيرة . ولفتت إلى أن الصندوق يوفر وظائف مؤقتة للعمالة غير الماهرة ونصف الماهرة , ويتولى في تجربة جديدة له تأهيل هذه العمالة , وتحويلها إلى عمالة ماهرة ومستديمة , مستعرضة المراحل الثلاث التي مرت بها مسيرة عمل الصندوق منذ إنشائه وحتى الآن , حيث كان الأساس في مرحلته الأولى هو كيفية جذب الأموال من جهات خارجية بأسعار ميسرة , وإعادة إقراضها للمستفيدين بشروط سهلة قابلة للتنفيذ , فيما استهدفت المرحلة الثانية الوصول إلى الفئات المهمشة في المناطق الفقيرة والأكثر فقرا , والعمل على تمكين المرأة اقتصاديا وتنفيذ المشروعات البيئية ذات الأثر الإيجابي على البيئة , دون التأثير على المناخ والعوامل البيئية الأخرى. _x000D_
_x000D_
وأشارت سها سليمان , إلى إن المرحلة الثالثة من مراحل مسيرة الصندوق تمثلت في وضع آليات داخلية للتكامل بين الإدارات المالية وغير المالية داخل الصندوق , مشيرة إلى أن التقدم الذي حدث العام الماضي - ممثلا في 5 مليارات جنيه - يؤكد انتهاجنا للطريق السليم, خاصة أنه حقق 28 مليار جنيه على مدى سنوات عمره , ويمكننا السير بصورة أسرع في ظل إدراك المجتمع بكافة طوائفه بأهمية المشروعات الصغيرة.
اترك تعليق