قامت بها- أمل العزب إلى الارض المباركة شددنا الرحال..كانت رحلة ليلية من مدينه"نويبع" الى مدينه "سانت كاترين" بجنوب سيناء..تلك البقعه المقدسة من ارض الفيروز، ولِمَ لا وبها الوادى المقدس "طوى"، وجبل كليم الله موسى، ومنطقة النبى صالح بوادى فيران، ومقام النبى هارون عند وادى الراحة، والشجرة العليقة بدير سانت كاترين ، لتصبح فى النهاية سيناء ارضاً مقدسة لكل الاديان السماوية الثلاث.وبمجرد ان وطأت قدماى الوادى المقدس " طوى" اطلقت للخيال عنان السفر عبر التاريخ السحيق، هنا كلم النبى موسى ربه..هنا تجلى نور الله للنبى الكليم موسى "فخر صعقا" ..هنا رأى موسى النار فذهب يطلب منها قبساً فنودى ان اخلع نعليك انك بالوادى المقدس طوى.ويعد الوادى المقدس الذى بدل اسمه بوادى "الاربعين" نسبة الى اربعين قتيلاً من الرومان حتى يومنا هذا مزاراً لالاف من السياح من كافة الجنسيات عربا واجانب يأتون ويصعدون جبل موسى للتبارك به والتقاط الصور لحظه شروق الشمس غروبها.رحلتى الى "جبل موسى"كانت رحلة شاقة، فالصعود استغرق خمس ساعات سيراً على الاقدام، ورغم ارتفاعه الشاهق الذى يبلغ 2285 متر، لكن فضولى دفعنى لاستمرار الصعود لكى أرى القمة المقدسة.الطريق كان ظلاما دامسا لم استطع رؤية ما حولى ، ولكن النجوم الكثيفة المفترشة فى السماء كانت تضىء طريقى، هى وكشافى الصغير.. وعندما سألت الدليل البدوى الذى كان يرافقنا، عن طريق الوصول الوعرة للجبل فقال" الطريق غير ممهد وتملؤه الحجارة اثر السيول الاخيرة ، ولم تتمكن المحافظة من ارسال المساعدة لصيانة الطريق المؤدى للجبل، وتركت البدو هم من يقوم بإزالة السيول من الجبل، رغم انه يعد مزارا سياحيا عالميا".اثناء سيرى بالطريق، تخيلت سيدنا موسى وهو يصعد الجبل ليتلقى الالواح من ربه.. ورغم تورم قدمى من السير اكثر من سبعه كيلومترات ثم الوصول للسلالم العلوية المؤدية الى قمة الجبل والتى تبلغ 750درجة، الا ان مشقة وعناء السفر استبدلا بسكينه وطمأنية فور الوصول الى قمة الجبل... وبعد ان التقطت انفاسى من رحلة الصعود، بدأت رحلة اخرى من عالم التأمل مع بدايات لحظات الشروق، لأرى جبال شاهقة تشعرك انك ترى الله بالسكينة، كما ستصيبك الدهشة وانت تتأمل المسجد الصغير والكنيسة الصغيرة اللذين يتعانقان على ارتفاع 2285 مترا فوق سطح البحر.ومن أعلى قمة جبل "الطور" رأيت جبل التجلى، هو اقل الجبال الموجودة ارتفاعاً واكثرها تميزاً بلونه الاسود المائل الى الاخضر الداكن.انه الجبل الذى تجلى الله عز وجل فأصبح "دكا" واستحضرت الآية الكريمة امامى "ربى ارنى انظر اليك قال لن ترانى ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا" الاعرافيالله ..مشهد عظيم فقد عجزت طاقته البشرية رغم انه بشر ونبى عن استيعاب مارأى فخر صعقا !!..وبعد ان طافت عيناى وعقلى بالمكان ، استعدت لرحلة الهبوط من الجبل ، وأثناء سيرى وجدت أناسا يعيشون حياة بدائية للغاية، انهم "بدو سانت كاترين"، فهم منتشرون على الجبل او حول الدير بعضهم يقوم ببيع حجر الكريستال او خرز بيض رخامى ملون، وبعضهم ينتظر مع جمله لمن يريد التمتع بجوله حول الدير بالجمل، والبعض الآخر يعمل دليلاً للافواج التى تبحث عن المغامرة فى تسلق جبل موسى او كاترين.دير سانت كاترينويحتضن الوادى المقدس "طوى" دير وك
اترك تعليق