أ ش أ أعلن مؤخرا "ماريو دراجى" أن البنك المركزى الأوروبى الذى يترأسه مستعد لشراء السندات الحكومية قصيرة الأجل من أجل خفض تكاليف الاقتراض المرتفعة لعائدات سندات الخزانة لمعظم بلدان منطقة اليورو وأن البنك يضع في اعتباره اتخاذ تدابير استثنائية أخرى من أجل دعم اقتصاد منطقة اليورو._x000D_
_x000D_
و لقداثار هذا الاعلان ردود افعال قوية من قبل المراقبين وفى دوائر رجال المال والاقتصاد فى أوروبا, حيث رأى البعض ان"دراجى" هو بمثابة المخلص لمنطقة اليورو من الأزمة المالية التى تعصف بها , فيما يرى البعض الآخر انه الجلاد الذى يلهب بسياط سياسته المؤلمة دول الجنوب الفقير._x000D_
_x000D_
فلقد وجهت الصحفية الاسبانية "أى.بى.سى" اتهاما صريحا لرئيس البنك المركزى الأوروبى بالانصياع التام للارادة الألمانية و الاذعان للاملاءات الصادرة عن برلين, وذلك فى اشارة إلى تصريحات كان قد أدلى بها وأكد خلالها أن البنك لن يتدخل فى اسواق الدين الا بناء على طلب مساعدة تتقدم به كل من اسبانياوايطالياإلى الصندوق الأوروبى للاستقرار المالى._x000D_
_x000D_
وبذلك ستكون المساعدة رهينة لارادة الحكومة الألمانية ولارادة البنك المركزى الألمانى "باندسبورج" ومرتبطة بإجراءات تقشفية صارمة يتم تنفيذها تحت رقابة أوروبية._x000D_
_x000D_
وترى الصحيفة أن رئيس البنك المركزى الأوروبى الحالى هوانعكاس "لأوروبا العاجزة" وعزت ذلك الى استخدامه للأدوات التى تمليها عليه دول الشمال الغنى, واصفة اياها بغير المقبولة فى هذه المرحلة المصيرية التى يعيشها الآن الاتحاد الأوروبى._x000D_
_x000D_
اما بالنسبة للمراقبين الاقتصاديين,فان اليورو, يحتاج ,حتى يكون عملة قوية مستقرة لا رجعة فيها,ووفقا لما يطالب به دراجى شخصيا , دعما من قبل مؤسسات قوية ولها مصداقية وتخضع لارادة شفافة وصارمة وكلها شروط -بحسب الخبراء- لا تتوافر لدى البنك المركزى الأوروبى لدى تعامله مع الأزمة المالية الحالية. _x000D_
_x000D_
فيما تعتبر صحفية "البايس"الأسبانية أن البنك المركزى يدفع اسبانيا نحوخطة انقاذ جديدة وتعتقد الصحيفة التى تعبر عن تيار اليسار الوسط أن "ماريودراغى" بات لديه كل السلطات لاسيما وانه استفاد من حالة الانتظار التى أعقبت الوعود التى قطعها على نفسه بانه لن يؤلوا جهدا من أجل انقاذ اليورو ,لكى يتحكم عن بعد بجميع الخيوط الهامة للسياسة الأوروبية خلال الأسابيع القادمة ,ما نجم عنه عدة معطيات جديدة._x000D_
_x000D_
وتعد اولى هذه المعطيات هو ضرورة انصياع اسبانياإلى جميع الاصلاحات المفروضة عليها من قبل الاتحاد الأوروبى,على أن يواكب ذلك,مطالبة مدريد بخطة انقاذ أخرى بعد خطة انقاذ البنوك الأسبانية._x000D_
_x000D_
والأمر الثانى هوأن ايطاليا وإن كانت ستستفيد بصورة غيرمباشرة من خطة الانقاذ الأسبانية ,الا انه من المرجح ان تضطر بدورها للمطالبة بخطة انقاذ,ما أن يتضح وضعها السياسى وفى هذه الحالة سوف يتعين على الشركاء الأوروبيين الموافقة على هاتين الخطتين بدون شروط إضافية وإلا ستكون باهظة التكاليف على الصعيدالسياسى._x000D_
_x000D_
وترى الصحيفة أنه إذا كان الحال هكذا فانه لن يكون امام المانيا والبنك المركزى الألمانى "باندسبنك" سوى التخلى عن تعنتهما و منح حرية التصرف للبنك المركزى الأوروبى فى نهاية الأمر, وهكذا يصبح دراجى هو صاحب النفوذ الأوحد ,ما يخول له حق مواصلة سياسة الضغط على دول الجنوب ذات الاقتصاديات الهشة من أجل تقليص نفقاتها._x000D_
_x000D_
وعلى الجانب الآخر, يرى فريق من المراقبين أن دراجى قد بذل كل ما فى وسعه حينما حافظ على استقلالية البنك المركزى الأوروبى مع الأخذ بعين الاعتبار القيود السياسية و المؤسسية التى تكبل أوروبا اليوم.
اترك تعليق