في إطار الجولة التفقدية لمتابعة تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية المحلية بمحافظة سوهاج، تفقدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، يرافقهما اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، قرية النساجين بحي الكوثر، وذلك ضمن مشروعات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، التي تستهدف رفع كفاءة القرى الحرفية ودعم الحرفيين، وتعزيز قدراتهم الإنتاجية والتسويقية.

ويأتي ذلك في إطار خطة البرنامج لتنمية التكتلات الاقتصادية ذات الميزة التنافسية بالمحافظات المستهدفة، والتي تشمل 12 تكتلًا اقتصاديًا من تكتلات الحرف اليدوية والتراثية، إلى جانب الأنشطة الزراعية والصناعية، وذلك دعمًا لتوجهات الدولة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية المستدامة، والحفاظ على الحرف التراثية وإحيائها بمحافظات الصعيد، وتعظيم الاستفادة من الموارد والمقومات المحلية.

كما شملت الجولة التفقدية زيارة المنطقة الأثرية «ميريت آمون» بمدينة أخميم، وذلك ضمن برنامج الزيارة الميدانية لمحافظة سوهاج، التي تتضمن افتتاح ومتابعة تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والخدمية، في إطار جهود الدولة لدعم التنمية الشاملة بالمحافظة.

جاء ذلك بحضور الدكتور هشام الهلباوي مساعد وزيرة التنمية المحلية ومدير برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، واللواء أحمد السايس، السكرتير العام لمحافظة سوهاج، والدكتور ولاء جاد الكريم نائب مدير البرنامج، والدكتور محمد حلمي السكرتير العام المساعد للمحافظة، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة سوهاج، وممثلي المكتب التنسيقي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر.

وخلال تفقد قرية النساجين، استمعت الوزيرتان إلى عرض تفصيلي من مسؤولي المحافظة حول جهود دعم الحرف التراثية بمحافظة سوهاج، وما تم تنفيذه داخل قرية النساجين، التي تُعد أحد المشروعات التنموية الرائدة بالمحافظة، وتهدف إلى الحفاظ على حرفة النسيج اليدوي التراثية باعتبارها إحدى أقدم الحرف التقليدية المرتبطة بالهوية الثقافية للمنطقة.

وتُعد قرية النساجين بحي الكوثر أول قرية متخصصة في النسيج اليدوي، حيث أُنشئت عام 1991، وتضم 150 بيت نول من طابق واحد، فيما تضم القرية الثانية 122 بيت نول، مضافًا إليها 15 نولًا جديدًا، بما يسهم في زيادة الطاقة الإنتاجية للقرية، وتحسين جودة المنتجات، ودعم العاملين بالحرفة، وتعزيز قدرتهم على تلبية احتياجات الأسواق المختلفة.

كما تضم القرية مراكز تدريب متخصصة تهدف إلى تأهيل وتدريب الأجيال الجديدة على حرفة النسيج اليدوي، ونقل الخبرات المتراكمة بين الأجيال، بما يضمن استدامة الحرفة والحفاظ عليها من الاندثار، فضلًا عن كون القرية مزارًا سياحيًا مهمًا، حيث يقوم النساجون بإنتاج المفروشات والمنسوجات القطنية والحريرية ذات الطابع التراثي المميز.

وقد تحولت قرية النساجين إلى مقصد سياحي يقصده السائحون من داخل وخارج المحافظة، لمشاهدة مراحل إنتاج الحرف اليدوية التقليدية، وشراء المنتجات المحلية، بما يعزز من القيمة الاقتصادية للحرفة، ويربط بين التنمية الاقتصادية والنشاط السياحي، وهو ما يتماشى مع توجهات الدولة في دعم الصناعات الصغيرة والحرف التراثية.

ويأتي هذا الدعم في إطار اعتبار الحرف التراثية والصناعات اليدوية أحد المحاور الرئيسية لتحقيق التنمية المحلية المستدامة، لما لها من دور مهم في خلق فرص العمل، وزيادة الناتج المحلي للمحافظة، وتعظيم الاستفادة من المزايا النسبية التي تتمتع بها محافظات الصعيد، بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

في سياق متصل، تفقدت وزيرتا التخطيط والتنمية المحلية ومحافظ سوهاج المنطقة الأثرية «ميريت آمون» بمدينة أخميم، والتي تضم معبدًا أثريًا يشتمل على تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، وآخر لابنته «ميريت آمون»، والذي يُعد من أروع ما أنتجته يد الفنان المصري القديم من تماثيل نسائية، لما يتمتع به من قيمة فنية وتاريخية كبيرة.

كما شملت الجولة تفقد مشروع تطوير ورفع مستوى الخدمات بالمنطقة الأثرية، حيث يأتي تطوير منطقة «ميريت آمون» في إطار اهتمام الدولة بالحفاظ على المناطق الأثرية وتنشيط الحركة السياحية داخل محافظة سوهاج، وذلك ضمن خطة المحافظة لوضع المنطقة على أجندة السياحة العالمية والمحلية، وتعزيز المقومات السياحية والأثرية، بما يسهم في دعم القطاع السياحي ويدفع عجلة التنمية الاقتصادية بالمحافظة.