لا يقتصر تأثير مرض الكبد الدهني على التحاليل الطبية أو الشعور بالإرهاق فقط، بل قد يرسل الجسم إشارات تحذيرية واضحة عبر الجلد. فمع الانتشار المتزايد لأنماط الحياة غير الصحية، بات هذا المرض من أكثر اضطرابات الكبد شيوعًا، وقد تظهر علاماته في صورة تغيرات جلدية قد يتجاهلها كثيرون، رغم أنها أحيانًا تكون أول مؤشر على وجود خلل في وظائف الكبد.

وبحسب "هندوستان تايمز" يؤكد الخبراء أن الكبد الدهني يحدث نتيجة تراكم الدهون داخل خلايا الكبد، سواء بسبب السمنة، أو ارتفاع الكوليسترول، أو الإفراط في تناول الكحول، وقد تتطور الحالة في بعض الحالات إلى تليف أو تشمع الكبد إذا لم تُعالج مبكرًا.

أبرز المشكلات الجلدية المرتبطة بمرض الكبد الدهني:

1- الحكة الجلدية المستمرة

تُعد الحكة من أكثر الأعراض شيوعًا، خاصة في حالات الكبد الدهني غير الكحولي. ويعود ذلك إلى تراكم الأحماض الصفراوية والمواد الالتهابية في الجسم نتيجة ضعف قدرة الكبد على التخلص من السموم، ما يؤدي إلى تهيج الجلد والشعور بالحكة دون سبب واضح.

2- اصفرار الجلد وبياض العينين (اليرقان)

يظهر اليرقان عندما يعجز الكبد عن معالجة البيليروبين، فيتراكم في الدم ويؤدي إلى اصفرار الجلد والعينين. ويُعد هذا العرض مؤشرًا متقدمًا يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا.

3- الأوردة العنكبوتية

تتمثل في ظهور أوعية دموية صغيرة متوسعة على سطح الجلد، وغالبًا ما تنتج عن اضطراب التوازن الهرموني، وخصوصًا ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين، نتيجة ضعف وظائف الكبد.

4- احمرار راحة اليدين

يُلاحظ لدى بعض المصابين احمرار غير طبيعي في راحتي اليدين، ويرتبط ذلك باضطرابات تدفق الدم والتغيرات الهرمونية الناتجة عن قصور الكبد في معالجة بعض المواد.

5- بقع داكنة في الجلد

تُعرف هذه الحالة باسم الشواك الأسود، وتظهر غالبًا في الرقبة والإبطين. وترتبط بمقاومة الأنسولين، وهي حالة شائعة لدى مرضى الكبد الدهني، وتؤدي إلى تغيرات تصبغية في الجلد.

6- الأورام الصفراء الانفجارية

تظهر على هيئة نتوءات صغيرة صفراء اللون، وتنشأ بسبب ارتفاع مستويات الدهون في الدم، نتيجة عدم قدرة الكبد على استقلاب الدهون بشكل سليم.

7- الطفح الجلدي وسهولة الكدمات

في الحالات المتقدمة، قد يعجز الكبد عن إنتاج عوامل تخثر الدم بكفاءة، ما يؤدي إلى ظهور طفح جلدي أو كدمات متكررة حتى مع إصابات بسيطة.

كيف يمكن التخفيف من الأعراض الجلدية؟

يوصي المختصون بالحفاظ على ترطيب الجسم والبشرة، واستخدام الكمادات الباردة لتخفيف الحكة بشكل مؤقت. لكن العلاج الحقيقي يكمن في التعامل مع السبب الأساسي، عبر تحسين نمط الحياة، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، مع التوقف عن التدخين وتقليل الدهون والسكريات.

ويظل التشخيص المبكر والمتابعة الطبية عاملين حاسمين في منع تطور المرض ومضاعفاته.