الاتحاد الاوروبي : لا سلام في غزة.. بل هدنة هشة

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المدفعي ونسف منشآت ومنازل الفلسطينيين في المناطق الشرقية من قطاع غزة في خرق مستمر لاتفاق وقف إطلاق النار. الذي يدخل يومه الـ 66 علي التوالي.

أشارت وزارة الصحة في غزة إلي ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي علي القطاع إلي 70,665 شهيدا و171,145 مصابا.. مضيفة إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية شهيدين اثنين. و6 إصابات جديدة. جراء استهدافات الاحتلال.
أوضحت الوزارة أنه منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 11 أكتوبر الماضي. ارتقي 393 شهيدًا وسجل 1068 مصابًا فيما جري انتشال جثامين 632 شهيدًا من تحت الركام.وفق وكالة الانباء الفلسطينية وافا.
يأتي ذلك فيما تتواصل انتهاكات الاحتلال وخروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.. ففي جنوب القطاع. أفاد مصادر بأن آليات الاحتلال أطلقت النار بكثافة في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس. كما أطلقت الآليات الإسرائيلية النار بكثافة علي مبني الاتصالات في منطقة دوار أبو حميد وسط المدينة.
اضافت المصادر أن المروحيات الإسرائيلية أطلقت نيران رشاشاتها علي المناطق الشرقية لمدينة خان يونس.. وأشار إلي أن الزوارق الحربية الإسرائيلية هاجمت قوارب الصيادين في بحر خان يونس. في استمرار لاستهداف الصيادين الذين يبحثون عن الغذاء.
ولفت المصادر إلي أن المناطق الشرقية من خان يونس تشهد قصفًا مدفعيًا وتقدمًا لآليات الاحتلال. وإطلاق نار منها ومن المروحيات الإسرائيلية.
فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية مدينة رفح جنوب قطاع غزة.. وأكد أن جيش الاحتلال عمل علي توسيع المنطقة الصفراء. ما شكّل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار وخطرًا علي حياة المدنيين في تلك المناطق.
وفي مدينة غزة أفادت  المصادر ان المناطق الشرقية للمدينة شهدت سلسلة غارات عنيفة. وقصفت طائرات الاحتلال عدة مناطق بشكل يشبه الأحزمة النارية.. مضيفة أن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضًا المناطق الجنوبية لمدينة غزة. خاصة حي الزيتون. الذي شهد قصفًا مدفعيًا كذلك.
أوضحت أن جيش الاحتلال يشيد مواقع عسكرية كبيرة في شرق مخيم جباليا. شمالي القطاع. وهي مواقع مطلة علي المناطق الغربية في شمال غزة. مثل تل الزعتر.
وفي استمرار لتفاقم معاناة المدنيين. أشارت المصادر إلي أن غزة تترقب منخفضًا جويًا جديدًا سيضرب القطاع ما ينذر بتدهور خطير جديد في أوضاع النازحين.
وفي ذات السياق.. اكدت دوبرافكا شويتسا مفوضة شؤون المتوسط بالاتحاد الأوروبي أن وقف إطلاق النار في غزة هش وتعتبر أن غياب حماس عن المعادلة يعقّد المرحلة الثانية من الاتفاق.
قالت شويتسا أن الوضع في قطاع غزة لا يزال هشًا للغاية رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار.. مشددة علي أنه لا يوجد سلام بعد. بل مجرد هدنة يسعي الاتحاد الأوروبي إلي تثبيتها ومنع انهيارها.
اضافت شويتسا إن الاتحاد الأوروبي أجري نقاشًا مطولًا بشأن تطورات الأوضاع في غزة مع تركيز خاص علي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.. مؤكدة أهمية أن يكون الاتحاد الأوروبي جزءًا فاعلًا من مسار السلام خلال المرحلة المقبلة.
أوضحت المسئولة الأوروبية أن المرحلة الثانية من الاتفاق تواجه تحديات جوهرية.. معتبرة أن العنصر المفقود في هذه المعادلة هو حركة حماس ومتسائلة عن الجهة القادرة علي إقناعها بإلقاء السلاح واصفة هذا الأمر بأنه أساسي لإنجاح المرحلة المقبلة من أي مسار سياسي.
أضافت لا يزال الوضع هشًا فلا يوجد سلام بل وقف لإطلاق النار فقط.. ونأمل أن يصمد هذا الوقف وهو ما يتطلع إليه الجميع لكن السؤال المحوري هو: كيف يمكن إقناع حماس بإلقاء السلاح ومن الذي يستطيع القيام بذلك.
وفيما يتعلق برفض إسرائيل السماح بدخول مسؤولين أوروبيين وصحفيين إلي قطاع غزة رغم الطلبات المتكررة.. أكدت شويتسا أن إسرائيل ما زالت تمنع دخول المسئولين والصحفيين ولم تقدم حتي الآن أي أسباب واضحة لهذا القرار.
قالت في هذا السياق حتي هذه اللحظة لا تقول إسرائيل لنا شيئًا نحن نضغط عليها ونحاول إقناعها بالسماح بدخول المسئولين والصحفيين لكن ذلك لم يكن ممكنًا حتي الآن. لأسباب تعود إليها ولا نعرفها حتي هذه اللحظة.
شددت المفوضة الأوروبية علي أن الاتحاد الأوروبي سيواصل ضغوطه الدبلوماسية سعيًا لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان دور أوروبي فاعل في أي جهود تهدف إلي التوصل إلي تسوية سياسية مستدامة في قطاع غزة.