أكدت ماو نينغ، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الصينية، أن التعاون بين الصين ومصر يشهد قفزة كبيرة، حيث لم يعد مقتصرًا على المجالات التقليدية، بل امتد ليشمل مجالات ناشئة ومتطورة، مشددةً على استعداد الصين لمواءمة مسارات التنمية بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة.
وأوضحت ماو نينغ أن هناك العديد من المجالات الواعدة للتعاون، معربةً عن اعتقادها بأن السنوات الخمس المقبلة ستشهد تعزيزًا ملحوظًا للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، مشيرةً إلى أن الصين تسعى إلى تنفيذ هذه المبادرة بجودة عالية، باعتبارها «قطارًا كبيرًا» يضم مشروعات ضخمة إلى جانب مشروعات صغيرة تُنفذ بشكل متوازن، بما يسهم في تحقيق مزيد من الرفاهية للشعوب.
وأضافت أن الصين تمتلك حاليًا عددًا كبيرًا من المناطق الصناعية، يمكن الاستفادة منها كقاطرة للتصنيع المشترك، وتعميق التعاون الصناعي بين البلدين إلى مستوى أعلى، مؤكدةً دعم الصين لمبادرة «حياة كريمة»، والاستعداد لتنفيذ المزيد من المشروعات التنموية في هذا الإطار.
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري، شددت المتحدثة الصينية على أهمية تعزيز التعاون القائم على المنفعة المتبادلة، وتيسير دخول المنتجات إلى السوق الصينية، موضحةً أن الصين عازمة على بناء سوق محلية قوية، بالتوازي مع الانفتاح على العالم الخارجي. وأشارت إلى أن بكين تتجه إلى تطبيق سياسة إعفاء جمركي كامل مع الدول الإفريقية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.
وأوضحت أن المنتجات المصرية، وعلى رأسها القطن المصري والبرتقال، تحظى بإقبال كبير في السوق الصينية، وأن الإعفاءات الجمركية من شأنها تسهيل الاستثمارات المتبادلة، بما في ذلك تجارة الخدمات، وخلق مجالات جديدة للتعاون. كما رحبت بالشركات المصرية، مؤكدةً استعداد الصين لتمكين المستثمرين الصينيين من التعرف بشكل أوسع على فرص الاستثمار في مصر.
وفي محور التعاون التكنولوجي، أكدت ماو نينغ أن هذا المجال يشهد ازدهارًا مثمرًا، معربةً عن تطلع الصين، خلال السنوات الخمس المقبلة، إلى تعزيز التبادل العلمي والتكنولوجي مع مصر، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والابتكار العلمي، بما يسهم في تحسين مستوى معيشة الشعبين.
كما تطرقت إلى التعاون في مجال التمكين الأخضر والتنمية المستدامة، مؤكدةً أن الصين تولي أهمية كبرى للأفعال العملية في مواجهة تغير المناخ، وليس الاكتفاء بالتصريحات، مشيرةً إلى أن الصين قدمت إسهامات ملموسة لدول العالم في هذا المجال. وأوضحت أنه خلال السنوات الخمس الماضية أسهمت الصين في تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال صادراتها، فيما شهد العقد الماضي انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الانبعاثات.
وأشارت إلى أن إفريقيا تُعد من أكثر المناطق تأثرًا بتغير المناخ، مؤكدةً أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بالاقتصاد منخفض الكربون، وأن الصين مهتمة بشدة بتعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال، لما له من آفاق واعدة تخدم الطرفين.
وفيما يخص التبادل الثقافي، شددت ماو نينغ على أهمية توسيع التبادل الثقافي وتعزيز التفاهم بين الشعوب، مشيرةً إلى تأثرها الشديد بالحضارة المصرية خلال زيارتها للأهرامات والمتحف المصري الكبير، مؤكدةً أن ذلك أعاد إلى ذاكرتها معرض شنغهاي للآثار المصرية، الذي يُعد مثالًا بارزًا على التعاون الثقافي بين البلدين.
وأضافت أنها لاحظت خلال زيارتها وجود أعداد كبيرة من السياح الصينيين في مصر، مؤكدةً أن حركة التبادل السياحي تشهد نموًا ملحوظًا، مع تسيير 36 رحلة طيران مباشرة أسبوعيًا بين البلدين، والعمل على تعزيز هذا العدد خلال السنوات الخمس المقبلة.
واختتمت ماو نينغ تصريحاتها بالإشارة إلى أنها قبل قدومها إلى مصر اطلعت على العديد من المعلومات عبر شبكة الإنترنت، مؤكدةً أن العالم لم يعد يسمح لأي دولة بأن تكون بمنأى عن التأثيرات العالمية، سواء على صعيد الاقتصاد أو التنمية. وشددت على أن الصين لا تكتفي بالشعارات، بل طرحت مبادرات عملية في هذا السياق، من بينها مبادرة الأمن العالمي ومبادرات الحوكمة العالمية، مؤكدةً أن التنمية تظل القضية العالمية الأهم في المرحلة الراهنة.
اترك تعليق