في خطوة تعكس إدراك القيادة السياسية لأهمية بناء الإنسان قبل بناء البنية التحتية، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لفرض الانضباط وترسيخ القيم الأخلاقية داخل المدارس والجامعات، هذا التكليف لم يكن مجرد رسالة عابرة، بل جاء كنداء مباشر لإحياء منظومة القيم، وضبط الأداء، وتعزيز البيئة التربوية التي تصنع جيلاً واعيًا قادرًا على مواجهة تحديات المستقبل، وتتحرك الدولة اليوم نحو إعادة الانضباط إلي موقعه الصحيح داخل المؤسسات التعليمية، باعتباره أساسًا لترسيخ الهوية المصرية وبناء شخصية مواطن يمتلك وعيًا ومسؤولية وانتماءً حقيقيًا.
وبين أروقة المدارس وحرم الجامعات، بدأت ردود الأفعال تتوالي هذا الأسبوع من جانب القائمين على العملية التعليمية ومديري الأنشطة والمشرفين التربويين، الذين رأوا في توجيهات الرئيس فرصة لإعادة صياغة السلوك العام داخل المؤسسات التعليمية، ورغم اختلاف أساليب التنفيذ بين مدرسة وأخري وجامعة وأخري، فإن الروح العامة تتجه نحو تفعيل الانضباط بجميع أشكاله واحترام الوقت و الالتزام بالقواعد و تفعيل الأنشطة الأخلاقية والتربوية، وترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل.. ما يحدث على الأرض اليوم يشكّل اختبارًا حقيقيًا لمدي قدرة المنظومة التعليمية على تحويل التكليف الرئاسي إلي واقع ملموس يلمسه الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع بأكمله.
القليوبية - أحمد منصور:
في ظل حرص الدولة المصرية على ترسيخ منظومة القيم الأخلاقية وتعزيز الانضباط السلوكي داخل المؤسسات التعليمية، تشهد محافظة القليوبية حراكًا واسعًا لترجمة التوجيهات الرئاسية إلي خطوات عملية ملموسة داخل المدارس والجامعات، فالتعليم لم يعد مجرد عملية لنقل المعرفة، بل أصبح ركيزة لبناء شخصية متكاملة، قادرة على المشاركة في نهضة الجمهورية الجديدة، وصناعة جيل واعي ومسؤول يمتلك مناعة فكرية وأخلاقية لمواجهة تحديات المستقبل.
وباعتبار التعليم حجر الزاوية في بناء الإنسان المصري، تأتي توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة بضرورة فرض الانضباط وإرساء القيم الأخلاقية، لتدفع المؤسسات التعليمية نحو تطوير أدواتها التربوية والسلوكية، وتحقيق بيئة تعليمية آمنة ومستقرة تعكس رؤية الدولة في الارتقاء بالوعي الوطني والثقافي والاجتماعي.
أكد مصطفي عبده، وكيل وزارة التعليم بالقليوبية، أن المديرية تحركت فور صدور التوجيهات الرئاسية، وبدأت في تطبيق حزمة من الإجراءات الحاسمة تحت رعاية وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور محمد عبداللطيف، ومحافظ القليوبية المهندس أيمن عطية، لضمان بيئة تعليمية منضبطة وآمنة على مستوي المحافظة.
وأوضح أن الإجراءات شملت تفعيل لوائح الانضباط السلوكي بجميع المدارس والتعامل الفوري مع أي تجاوزات وتكثيف المتابعة الميدانية اليومية لضمان الالتزام داخل الفصول والساحات وتنظيم برامج توعوية لترسيخ قيم الاحترام والمسؤولية والانتماء وتدريب المعلمين والإداريين على إدارة السلوك الطلابي واحتواء المواقف الطارئة واتخاذ إجراءات قانونية حازمة ضد أي مخالفات حفاظًا على هيبة المؤسسة التعليمية وحقوق الطلاب.
وأشار "عبده" إلي أن المديرية تعاملت بمنتهي الحزم مع واقعة تعدي إحدي الطالبات على ولية أمر، مؤكدًا عدم السماح بأي شكل من أشكال العنف أو سوء السلوك، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي ببناء بيئة تعليمية تقوم على الانضباط والاحترام المتبادل.
كما أكد دعمه الكامل للإجراءات المتخذة داخل جامعة بنها برئاسة الدكتور ناصر الجيزاوي في مواجهة التجاوزات السلوكية داخل الجامعة، لافتًا إلي وجود تعاون مستمر بين الجانبين لبناء مجتمع طلابي راقي يعلي قيم الأخلاق والانتماء.
وفي إطار تعزيز القيم الأخلاقية على أرض الواقع، أعلنت مديرية التعليم بالقليوبية إطلاق مسابقة "نماذج إيجابية.. قدوة تبني جيلاً وتنهض وطنًا" للعام الدراسي 2025/2026. بهدف إبراز النماذج المشرفة داخل المجتمع المدرسي وتستهدف المسابقة جميع عناصر المنظومة التعليمية من طلاب ومعلمين وأولياء أمور ومديري مدارس و موجهين وإداريين ومن المنتظر إعلان نتائج المسابقة وتكريم الفائزين خلال احتفالية كبري خلال الشهر الجاري.
وأكد الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، أن دعوة الرئيس السيسي بفرض الانضباط داخل المؤسسات التعليمية ليست مجرد توجيه إداري بل رؤية وطنية عميقة تهدف إلي بناء جيل قادر على قيادة الوطن نحو المستقبل.
وقال الجيزاوي إن المدارس والجامعات ليست أماكن للتعليم فقط، بل ساحات لبناء الإنسان فكريًا وأخلاقيًا، مشيرًا إلي ضرورة إشراك الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في صياغة لوائح سلوكية حديثة وتنظيم أنشطة ثقافية وندوات لترسيخ قيم الالتزام واحترام التقاليد وإنشاء مراكز للدعم النفسي لمساعدة الطلاب على تجاوز الضغوط النفسية المؤثرة على سلوكهم وتفعيل العقوبات الإيجابية مثل المشاركة في الأعمال التطوعية إلي جانب العقوبات القانونية التقليدية وتقديم قدوة حسنة من أعضاء هيئة التدريس والإداريين ليكونوا نموذجًا يحتذي به الطلاب.
بهذه الخطوات المتكاملة، تتحول توجيهات القيادة السياسية إلي واقع ملموس داخل محافظة القليوبية، حيث تتكامل أدوار المدارس والجامعات والمجتمع المحلي لصناعة جيل مصري جديد منضبط. واعي، وقادر على بناء المستقبل، إنها رؤية واضحة نحو بيئة تعليمية تستند إلي الأخلاق والمعرفة، وتضع الإنسان في مقدمة أولويات الجمهورية الجديدة.
المنيا - نبيل يوسف:
شهدت محافظة المنيا أسبوعًا استثنائيًا داخل مدارسها وجامعاتها، حيث تحوّلت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لبناء الإنسان المصري أخلاقيًا وسلوكيًا قبل علميًا، إلي خطة عمل مكثفة نفذتها مديرية التربية والتعليم والإدارات التعليمية التسع، بالتوازي مع تحركات داخل كليات جامعة المنيا، في وقت زادت فيه حساسية المجتمع تجاه أي تجاوز سلوكي عقب واقعة الاعتداء علي طالبة ووالدتها بمدرسة فنية تجارية بالإسكندرية، وقرار فصل 6 طلاب تورطوا في مخالفات جسيمة.
أصدر صابر عبد الحميد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، تعليمات مباشرة لكافة الإدارات التعليمية، شملت تكثيف المتابعات الميدانية داخل المدارس وتفعيل الدور الحقيقي للأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وعقد ندوات يومية لتعزيز السلوك القويم والانضباط المدرسي وتشديد الرقابة داخل الفناءات وأثناء الفسحة والانصراف.
وأكد أن المرحلة لا تحتمل التهاون، قائلًا: "التربية السلوكية لم تعد خيارًا.. بل ضرورة وطنية لحماية أبنائنا وإعادة بناء القيم من جذورها".
وفي جامعة المنيا، أعلن الدكتور عصام فرحات، رئيس الجامعة، عن حزمة من الخطوات العملية، من بينها لقاءات حوارية مفتوحة عن العنف والتنمروحملة توعوية بعنوان:"الجامعة سلوك قبل أن تكون شهادة" وتطبيق لائحة الانضباط داخل الكليات بكل حزم.
وأكد أن دعوة الرئيس باتت "خارطة طريق" لكل الجامعات لبناء شخصية متكاملة تجمع بين العلم والأخلاق والمسؤولية.
وعقب الجدل الذي أثاره فيديو الاعتداء في الإسكندرية، اعتبر عدد من أولياء الأمور والمعلمين بالمنيا أن الواقعة جرس إنذار خطير، يعكس تأثيرات سلبية لمواقع التواصل وضعفًا في الرقابة الأسرية لدي البعض.
وقالت المدرسة سعدية على الطالب لم يعد يتأثر بالعقاب التقليد نحن بحاجة إلي إعادة بناء القيم من أساسها وجاء القرار الحاسم بفصل 6 طلاب ارتكبوا مخالفات جسيمة ليحمل رسالة واضحة لا مكان للفوضي داخل المدارس أو الكليات ولن يُسمح بالخروج على القيم.
ورحّب أولياء الأمور بهذه القرارات معتبرين أنها تعيد هيبة المدرسة وتحقق الردع العام وتؤكد جدية الدولة في تصحيح المسار وطالبوا بتشديد الرقابة اليومية وتفعيل مجلس الأمناء وتمكين الأخصائي الاجتماعي وتخفيف الكثافات داخل الفصول وتعزيز الأدوات النفسية والاجتماعية للطلاب.
وتنفيذًا لخطة شاملة لبناء وعي الطالب، نظمت الإدارات التعليمية أكثر من 40 ندوة توعوية، بالإضافة إلي زيارات مفاجئة لعدد كبير من المدارس لمتابعة السلوك والانضباط.
وشهد الدكتور بهاء حسن، مدير عام الإدارة التعليمية بالمنيا، الندوة الموسعة "طفل آمن.. لمستقبل آمن" التي نظمها مجمع إعلام المنيا ضمن حملة "حمايتهم واجبنا"، بحضور فاطمة الزهراء. مدير عام الأمومة والطفولة والدكتورة سحر حسين، أستاذ علم النفس بجامعة المنيا والإعلامي وليد الحيني.
وأكد د. بهاء أن تنمية شخصية الطفل وفهمه للحدود الآمنة يمثلان خط الدفاع الأول ضد التحرش والاستغلال، مشددًا على أن المدرسة أصبحت شريكًا أساسيًا في حماية الطفل، وليست مجرد مؤسسة تعليمية.
وأشار الإعلامي وليد الحيني إلي خطورة التحرش علي نفسية الطفل. مؤكدًا ضرورة نشر ثقافة الوقاية داخل المنزل والمدرسة والفضاءات الرقمية.
فيما أوضحت الدكتورة سحر حسين أن الظاهرة ترتبط بأسباب مثل التفكك الأسري وغياب القدوة والضغوط الاقتصادية. داعية إلي تدخل مجتمعي شامل لعلاج جذور المشكلة.
واستعرضت فاطمة الزهراء التشريعات وآليات حماية الأطفال. مشددة علي أن حماية الطفل مسؤولية مجتمع كامل وليس جهة واحدة.
بهذا الحراك المكثف، تؤكد محافظة المنيا أنها تسير على نهج الدولة في إعادة الاعتبار للقيم والانضباط داخل المؤسسات التعليمية، وبناء جيل واعي قادر على مواجهة التحديات، إنها خطوات جادة تعكس إرادة سياسية واضحة: لا تعليم بلا أخلاق.. ولا مستقبل بلا انضباط.
الاسماعيلية - مجدي الجندي:
في لحظة فارقة تشهدها المؤسسات التعليمية في مصر بعد سلسلة وقائع أثارت الرأي العام، أبرزها تجاوزات طلابية وانحرافات سلوكية وصلت حد الاعتداء والتنمر والعنف اللفظي والجسدي، جاءت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي الواضحة بضرورة فرض الانضباط وإرساء القيم الأخلاقية داخل المدارس والجامعات كصمام أمان يعيد هيبة العملية التعليمية ويضمن بناء الإنسان المصري على أسس أخلاقية راسخة.
وفي محافظة الإسماعيلية، تفاعلت المؤسسات التعليمية سريعًا مع هذا التوجيه الرئاسي، عبر خطة عمل شاملة يقودها جامعة قناة السويس ومديرية التربية والتعليم، مدعومة برؤية تحليلية عميقة من المختصين في علم النفس والتربية.
قدمت الدكتورة عفاف عبدالمحسن الكومي، دكتوراه علم النفس الإرشادي بجامعة القاهرة، تحليلاً نفسيًا واجتماعيًا بالغ الأهمية، أكدت فيه أن جذور العنف المدرسي ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لسلسلة من الضغوط والعنف المتبادل داخل الأسرة.
وقالت إن كثيرًا من المراهقين والبالغين يحملون ندبات نفسية ترجع إلي تنشئة مشوهة في الطفولة، موضحة الأب يفرّغ غضبه في زوجته وأبنائه والأم المحبطة تفرغ شحناتها السلبية في أطفالها والطفل يبحث عن "الأضعف" ليمارس عليه التنمر أو العدوان داخل المدرسة.
وأضافت: العلاج الحقيقي يبدأ من الأسرة.. من الاحتواء، من الحب، من الإشباع العاطفي، ومن إدراك أن الدين في جوهره هو حسن المعاملة.
كما حذرت من عامل خطير يغذي السلوك العدواني، وهو انتشار المخدرات المصنعة بمواد سامة تغتال خلايا المخ، مؤكدة أن هذه السموم تدفع الأطفال والمراهقين إلي جرائم دون وعي.
أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تتعامل مع تكليف الرئيس كـ قيمة عليا واستراتيجية وطنية تهدف لصناعة جيل مسؤول، وليس مجرد قرار وقتي.
وقال: دور الجامعة يتجاوز التدريس.. نحن نبني إنسانًا وقيمًا قبل أن نمنح شهادة، مشيرا إلي أن ما شهدته جامعات مصر مؤخرًا من إجراءات رادعة، مثل فصل 6 طلاب في جامعة بنها، يرسّخ رسالة واضحة لا تهاون مع أي خروج على الأعراف الجامعية.
وعن خطة الجامعة، أوضح أنها تقوم على ثلاثة محاورمحور وقائي تكثيف الأنشطة التي ترسخ الأخلاق والانتماء ومحور توعوي ندوات وبرامج لوقاية الطالب من الانحرافات ومحور رقابي متابعة دقيقة لضبط الأداء السلوكي داخل الحرم الجامعي وهدفنا حماية البيئة التعليمية.. لا العقاب، وصناعة نموذج خريج منضبط يشرّف وطنه ومجتمعه".
أكد أيمن موسي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسماعيلية، أن المديرية تعاملت مع التكليف الرئاسي باعتباره مشروعًا مجتمعيًا كبيرًا لرد الاعتبار للقيم والأخلاق.
وقال بحزم هناك تجاوزات تقع خارج المدرسة، لكن أثرها يعود على سمعة الطالب والمدرسة والعملية التعليمية.. لذلك الانضباط مسؤولية مجتمعية، وليس مسؤولية مكانية.
وكشف "موسي" عن خطة عمل تشمل تفعيل الدور الحقيقي للأخصائي الاجتماعي والنفسي لرصد السلوكيات مبكرًا وتوعية مستمرة للطلاب بضوابط السلوك وعواقب المخالفات وتطبيق فوري وعادل للائحة الانضباط لضمان الردع العام والخاص.
وأكدهدفنا إعداد جيل منضبط أخلاقيًا ولن يتحقق ذلك دون حزم وتطبيق قانون لا يعرف التهاون.
بهذه الرؤي المتكاملة من علماء النفس، وقيادات الجامعات، والمسؤولين عن التربية والتعليم، تبدو محافظة الإسماعيلية نموذجًا واضحًا للاستجابة الوطنية الشاملة لتوجيهات الرئيس، وتطبيق الانضباط الأخلاقي كمنهج حياة داخل المؤسسات التعليمية.. إنها معركة لبناء الإنسان قبل بناء المعرفة، معركة ضد العنف، ضد الانحراف، وضد كل ما يشوّه وجدان الطالب المصري.
الشرقية - عبدالعاطي محمد:
في الوقت الذي شدد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة فرض الانضباط وترسيخ القيم الأخلاقية داخل المدارس والجامعات، تشهد محافظة الشرقية هذا الأسبوع سلسلة من القرارات الحاسمة التي تعكس تحركًا فعليًا لتحويل التوجيهات الرئاسية إلي واقع ملموس.. فبعد سنواتي من شكاوي أولياء الأمور بشأن تراجع الانضباط وانتشار السلوكيات السلبية داخل المدارس، جاء هذا التكليف ليعيد ضبط البوصلة التربوية، ويفتح الباب أمام مواجهة مباشرة مع مظاهر الفوضي والانفلات السلوكي حفاظًا علي هيبة المؤسسة التعليمية ودورها الوطني.
وخلال الأيام القليلة الماضية، برزت وقائع خطيرة داخل بعض مدارس الشرقية، دفعت مديرية التربية والتعليم إلي اتخاذ إجراءات صارمة تؤكد أن مرحلة التهاون قد انتهت.. فقد تم فصل ست طالبات بمدرسة السادات الثانوية بنات بعد مشاجرة عنيفة وقت الفسحة، وثّقتها مقاطع فيديو أظهرت تبادل ألفاظ خارجة واشتباكات لا تليق بساحات التعليم، وفي واقعة أخري أكثر خطورة، شهدت مدرسة الشهيد أحمد يحيي الثانوية تعدّي طالب على زميله بـ"أداة حادة" مما أدي إلي إصابته بجروح قطعية، لتقرر المديرية استبعاد مدير المدرسة فورًا، وفصل قيد الطالب المعتدي وفقًا للائحة الانضباط التربوي، وسط تحقيقات موسعة للوقوف على مسؤوليات كل طرف.
هذه التحركات القوية من أجهزة التعليم بالمحافظة، والتي شملت فتح تحقيقات عاجلة، واستبعاد مسؤولين، وتطبيق لوائح الانضباط بلا تردد، تُعد خطوة أولي نحو استعادة الانضباط داخل مدارس الجمهورية، وترسيخ رسالة مفادها أن المدرسة ليست مجرد مكان للتعلم، بل فضاء لصناعة الأخلاق، وبناء الشخصيةن وإحياء القيم التي دعا الرئيس لترسيخها.
أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية أن المحافظة تتحرك بجدية كاملة لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن فرض الانضباط وترسيخ القيم الأخلاقية داخل المدارس والجامعات، مشددًا على أن التعليم ليس مجرد عملية تدريس، بل مسؤولية مشتركة لصناعة جيل يمتلك الانضباط والوعي والانتماء.
وقال "الأشموني" إن ما شهدته بعض المدارس خلال الأيام الأخيرة من مشاجرات وتجاوزات سلوكية هو أمر غير مقبول على الإطلاق، ويستلزم اتخاذ إجراءات رادعة تعيد الهيبة للمؤسسة التعليمية وتضمن بيئة آمنة ومحترمة للطلاب والمعلمين على حد سواء.
وأضاف المحافظ أن الأجهزة التنفيذية والتعليمية بالمحافظة تتحرك على عدة محاور بالتوازي، تشمل تكثيف المتابعة الميدانية للمدارس، وتفعيل دور الأمن المدرسي، وتشديد الرقابة على دخول الطلاب لمنع حمل أي أدوات حادة، إلي جانب دعم برامج التوعية السلوكية التي تعزز قيم الاحترام والانضباط داخل المجتمع المدرسي.
پوأكد "الأشموني" أن المحافظة لن تتهاون مع أي مسؤول يثبت تقصيره، وأن القرارات الأخيرة بفصل بعض الطلاب المخالفين واستبعاد مديرين جاءت لحماية الطلاب وتطبيق القانون، مشددًا: "لن نسمح لأي سلوك ضار أن يشوّه رسالة التعليم في الشرقية.. والانضباط خط أحمر".
قال محمد رمضان، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، إن ما شهدته بعض المدارس خلال الأيام الماضية من مشاجرات وتعديات بين الطلاب يُعد مؤشرًا خطيرًا يستوجب الوقوف أمامه بقوة، مؤكدًا أن المديرية تتحرك وفق سياسة واضحة لتنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بفرض الانضباط وترسيخ القيم الأخلاقية داخل المدارس.
وأوضح "رمضان" أن المديرية تعاملت مع الوقائع الأخيرة بكل حزم ودون أي تهاون، حيث تم فصل ست طالبات بمدرسة السادات الثانوية بنات بعد مشاجرة خرجت عن حدود السلوك المقبول، وتم تشكيل لجنة من الشؤون القانونية للتحقيق في كل تفاصيل الواقعة، واتخاذ الإجراءات التربوية والقانونية التي تضمن عدم تكرارها.
وفيما يتعلق بواقعة التعدي بسلاح أبيض داخل مدرسة الشهيد أحمد يحيي الثانوية بقرية بردين، أكد وكيل الوزارة أن هذا السلوك لا يمت بأي صلة لرسالة المدرسة أو قيم المجتمع المصري، مشددًا على أنه تم فصل قيد الطالب المعتدي فورًا واستبعاد مدير المدرسة لحين انتهاء التحقيقات، بالإضافة إلي مراجعة منظومة الإشراف اليومي داخل المدرسة لضمان توفير بيئة آمنة للطلاب.
أضاف"رمضان" أن مديرية تعليم الشرقية لن تسمح بأي صورة من صور الفوضي داخل المؤسسات التعليمية، وأن هناك توجيهات مباشرة لجميع مديري الإدارات التعليمية بضرورة التواجد الميداني داخل المدارس، وتفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين، وتكثيف الزيارات المفاجئة، والالتزام باللوائح المنظمة للعمل داخل المدارس.
وأشار إلي أن المديرية بدأت بالفعل في خطة شاملة لتعزيز الانضباط تشمل تفعيل لائحة الانضباط التربوي بحزم وإطلاق برامج توعية أخلاقية للطلاب داخل الفسح والطابور المدرسي وإعادة تدريب المشرفين على أساليب التعامل مع المشكلات السلوكية والتنسيق مع أولياء الأمور لضبط السلوك داخل المدرسة وخارجها وتدعيم الإجراءات الأمنية على بوابات المدارس لمنع دخول أي أدوات حادة.
وأكد أن وزارة التربية والتعليم لن تتهاون في مواجهة أي سلوكيات تهدد سلامة الطلاب أو تسيء لهيبة المدرسة، مشيرًا إلي أن الشرقية تسير بخطي ثابتة نحو إعادة الانضباط وتحويل توجيهات الرئيس السيسي إلي واقع يلمسه الجميع، قائلًا:"لن نسمح بعودة الفوضي، والمدرسة ستظل مكانًا للتربية قبل التعليم.. وكل مخالف سينال الجزاء الرادع فورًا".
المنوفيـــــــــــــة
حملات موسعة للتفتيش على الزي
وقصّات الشعر والأسلحة البيضاء والهواتف المحمولة
المنوفية - نشأت عبد الرازق:
في خطوة لتعزيز الانضباط وغرس القيم الأخلاقية بين الطلاب، كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بضرورة تطبيق لائحة الانضباط المدرسي، التي صدرت بموجب القرار الوزاري رقم 150 لسنة 2024، هذه اللائحة ليست مجرد تعليمات تنظيمية، بل هي منظومة تربوية متكاملة تهدف إلي خلق بيئة تعليمية آمنة ومشجعة على الاحترام والتعاون والانتماء، بما يسهم في بناء جيل يتمتع بالقيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية، ويعرف حقوقه وواجباته داخل المدرسة، ويحافظ علي مستقبله التعليمي.
وتنظم اللائحة حقوق وواجبات الطلاب وأولياء الأمور، وصلاحيات ومسئوليات العاملين بالمدرسة، بهدف تحقيق الانضباط الذاتي والإرشاد التربوي أثناء العملية التعليمية، إذ يمثل الانضباط أولوية قصوي داخل المدرسة باعتبارها النواة الثانية في المجتمع بعد الأسرة، كما أن الاهتمام بالنشاط المدرسي يسهم في تنمية مهارات الطلاب وقدراتهم. وتحسين طرق التدريس.
قال د. محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، إن بنود لائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي لمرحلة التعليم ما قبل الجامعي تلزم أولياء الأمور بالالتزام بعدد من القواعد التربوية طوال العام الدراسي، مثل: احترام التعليمات المدرسية، عدم التدخل في العملية التعليمية، متابعة الطالب يوميًا في الواجبات والنظافة والسلوك، تقديم التعزيز الإيجابي عند التحسن، وضمان انتظام الحضور المدرسي، كما تتحمل الأسرة مسئولية أي تلف أو إهمال في ممتلكات المدرسة، وتتعامل مع الإدارة المدرسية لتعليم الطلاب الانضباط الذاتي وتنفيذ القرارات التأديبية.
وأوضح وكيل الوزارة أن اللائحة تهدف إلي خلق بيئة تعليمية منظمة وآمنة، وغرس السلوك الإيجابي، وتنمية الانضباط الذاتي لدي الطلاب، مع التركيز على احترام الذات والآخرين، الالتزام بالزي الموحد، النظافة، عدم استخدام الهواتف المحمولة داخل المدرسة، والمشاركة الفعالة في الأنشطة الصفية والمدرسية، كما تشمل العقوبات مستويات متدرجة، من التنبيه الشفوي وصولاً إلي الفصل التأديبي، حسب شدة المخالفة وتأثيرها علي البيئة التعليمية.
أشار إلي أن لائحة المخالفات أربعة مستويات، المخالفات البسيطة مثل التأخر عن الطابور الصباحي، عدم الالتزام بالزي المدرسي، عدم إحضار الأدوات الدراسية، النوم أو تناول الطعام أثناء الحصص، وسوء استخدام الأجهزة الإلكترونية والمخالفات متوسطة الخطورة تشمل التغيب دون عذر، عدم حضور الأنشطة المدرسية، التحريض على الشجار أو التهديد، مخالفة الآداب العامة، استخدام مساحيق التجميل أو إكسسوارات غير مناسبة، والكتابة على أثاث المدرسة والمخالفات الخطيرة مثل التنمر، الغش، الإساءة اللفظية أو الجسدية للطلاب والعاملين، التدخين، حيازة السلاح أو المواد الممنوعة، التخريب، والاعتداء على سلامة الآخرين والمخالفات شديدة الخطورة: أفعال تمثل جرائم جنائية يعاقب عليها القانون، مثل الاعتداءات الجسيمة أو التزوير أو أي فعل مخالف للقانون العام وآلية العقوبات تتدرج من التنبيه الشفوي والكتابي، تكليف الطالب بمهام مدرسية إضافية، خصم درجات السلوك، استدعاء ولي الأمر، الفصل المؤقت، وحتي النقل أو التحويل إلي نظام التعليم من الخارج، وفقًا لدرجة المخالفة وشدتها.
كشف د. محمد صلاح عن ارتفاع عدد المدارس التي تطبق نظام الغياب الإلكتروني إلي أكثر من 40 مدرسة على مستوي المحافظة، منها 13 مدرسة بإدارة شبين الكوم، حيث يتم تسجيل دخول الطلاب عبر بطاقة تحتوي على باركود يتم مسحه إلكترونيًا، مع إرسال تنبيهات لأولياء الأمور عند الغياب أو التأخر، ومن المقرر تعميم النظام على جميع المدارس، خاصة في المرحلة الثانوية، لضمان الانضباط المدرسي وحماية مستقبل الطلاب التعليمي.
وأكد محافظ المنوفية، اللواء إبراهيم أبو ليمون، على ضرورة فرض الانضباط وغرس القيم الأخلاقية بين الطلاب، مشددًا على عدم التهاون مع أي تجاوزات تمس سلامة الطلاب، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والتربوية الرادعة.
شهدت إحدي مدارس إدارة بركة السبع الثانوية حادثة تعدي طالب على زميله بسلاح أبيض، ما أسفر عن إصابة الطالب بجرح طعني، وتم اتخاذ إجراءات عاجلة بتوقيف الطالب وفصل مدير المدرسة مؤقتًا، وفقًا للقرار الوزاري رقم 150.
أكد جلال كامل، مدير عام إدارة بركة السبع التعليمية، أن اللائحة تهدف إلي توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للطلاب والمعلمين على حد سواء، مع تحديد صلاحيات المعلمين والإدارات المدرسية في تقويم المخالفات، وتشدد على ضرورة تعاون المدرسة والأسرة لضمان سلوك الطلاب وتعليمهم الانضباط الذاتي، بما يسهم في بناء جيل واعي وملتزم بقيم المجتمع وأخلاقياته.
قررت الكليات الجامعية مثل كلية التربية الرياضية وكلية علوم الرياضة جامعة المنوفية توقيع عقوبات تأديبية على الطلاب المخالفين، تشمل الفصل المؤقت أو النهائي، واحتفظت الجامعة بحقها في التحقيق مع أعضاء هيئة التدريس المخالفين للسلوك الجامعي.
وأشار د. أحمد القاصد، رئيس جامعة المنوفية، إلي أن لائحة الانضباط الجامعية تهدف إلي توفير بيئة تعليمية آمنة وغرس القيم الأخلاقية، وتطبق عقوبات متدرجة تبدأ من التنبيه الشفوي وصولاً إلي الفصل النهائي، مع إبلاغ أولياء الأمور بالقرارات التأديبية وحفظها في ملف الطالب، مع إمكانية إعادة النظر في قرارات الفصل النهائي وفق اللوائح الجامعية.
اترك تعليق