هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

دراسة تكشف فوائد غير متوقعة للصيام المتقطع

لطالما اعتُبرت السمنة نتيجة مباشرة للإفراط في تناول السعرات الحرارية وقلة الحركة، لكن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف أن الصورة أعقد بكثير. فالجسم لا يتعامل مع الطعام كأرقام فقط، بل كشبكة مترابطة من الإشارات العصبية والبكتيرية التي تتحكم في الشهية والسلوك الغذائي والقدرة على الالتزام بالأنظمة الصحية. وفي هذا السياق، تفتح دراسة علمية جديدة بابًا مختلفًا لفهم خسارة الوزن، بعيدًا عن الحسابات التقليدية للحريرات.


كشفت دراسة علمية حديثة أن الصيام المتقطع لا يساهم فقط في فقدان الوزن، بل يُحدث تغييرات متزامنة وعميقة في الدماغ والأمعاء، وهما عنصران أساسيان في تنظيم الشهية والسلوك الغذائي.

الدراسة، التي نُشرت في مجلة Frontiers in Cellular and Infection Microbiology، أُجريت على 25 شخصًا يعانون السمنة في الصين، وخضعوا لنظام يعتمد على تقييد السعرات الحرارية بشكل متقطع، يُعرف علميًا باسم intermittent energy restriction (IER)، على مدار 62 يومًا.

وخلال فترة المتابعة، سجّل المشاركون خسارة وزن متوسطة بلغت 7.6 كيلوغرامات، أي ما يعادل نحو 8% من وزنهم الأساسي، وهو معدل ملحوظ خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. لكن اللافت في النتائج لم يكن الوزن المفقود بقدر ما كان ما يحدث داخل الجسم بالتوازي مع ذلك.

فقد أظهرت فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تغيّرًا في نشاط مناطق دماغية مسؤولة عن التحكم في الشهية واتخاذ القرار والسلوك الإدماني المرتبط بالطعام، وعلى رأسها منطقة الفص الجبهي الحجاجي السفلي، المعروفة بدورها في قوة الإرادة والاستجابة للمغريات الغذائية.

وفي الوقت نفسه، كشفت تحاليل الدم والبراز عن تبدلات واضحة في تركيبة الميكروبيوم المعوي، حيث لوحظ ارتباط أنواع معينة من بكتيريا الأمعاء، مثل Coprococcus comes وEubacterium hallii، بانخفاض النشاط في مناطق دماغية مرتبطة بالتقييم وضبط السلوك.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تؤكد وجود تواصل ديناميكي ومستمر بين الدماغ والأمعاء، فيما يُعرف بمحور الدماغالأمعاء–الميكروبيوم، وهو نظام شديد الحساسية يتأثر بنوعية الطعام وتوقيت تناوله، ويؤثر بدوره في الشهية والرغبة في الأكل.

وأشارت الباحثة شياونينغ وانغ إلى أن هذا التواصل يسير في اتجاهين، حيث تنتج بكتيريا الأمعاء مواد ونواقل عصبية تؤثر في الجهاز العصبي، بينما يتحكم الدماغ في السلوك الغذائي، ما يجعل فقدان الوزن عملية بيولوجية معقدة تتجاوز مجرد تقليل السعرات.

ويرى الباحثون أن فهم هذه العلاقة قد يفسر سبب نجاح بعض الأنظمة الغذائية لدى أشخاص وفشلها لدى آخرين، كما يفتح المجال أمام تطوير استراتيجيات علاجية جديدة للسمنة، قد تعتمد مستقبلًا على تعديل الميكروبيوم المعوي أو استهداف مناطق دماغية بعينها.

وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في ظل الارتفاع المتسارع في معدلات السمنة عالميًا، وما يرتبط بها من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، ما يجعل البحث عن حلول أكثر فاعلية واستدامة أمرًا ملحًا.

 

نقلا عن العربية




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق