مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بيانات جديدة تكشف حجم إصابة النساء دون الأربعين بسرطان الثدي

تشهد الأوساط الطبية تزايدًا في القلق بشأن إصابة النساء الأصغر سنًا بسرطان الثدي، خاصة مع ظهور بيانات تؤكد أن المرض لم يعد حكرًا على الفئات الأكبر سنًا كما كان يُعتقد سابقًا. ومع استمرار توسع قواعد البيانات الطبية، يبدو أن الصورة الحقيقية لانتشار المرض بين الشابات تكشف فجوة واضحة في إرشادات الفحص المعمول بها، وتدفع الخبراء لإعادة التفكير في العمر الأمثل لبدء الفحص وكيفية تقييم المخاطر بشكل أكثر دقة.


وفق "ساينس ديلي" أظهرت مراجعة واسعة لسجلات سبعة مراكز رعاية خارجية في منطقة نيويورك أن ما بين 20% و24% من حالات سرطان الثدي التي جرى تشخيصها على مدى أحد عشر عامًا كانت لدى نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و49 عامًا. ومن المقرر عرض هذه النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية.

وأوضحت الدكتورة ستاماتيا ديستونيس، أخصائية الأشعة في مركز إليزابيث ويندي لرعاية الثدي، أن الدراسة تكشف عن نسبة لافتة من الحالات بين النساء دون الأربعين، وهي فئة لا تشملها إرشادات الفحص الحالية. ودعت إلى ضرورة تقييم المخاطر لدى هذه الفئة المبكرة لتحديد من قد يستفيد من فحوصات أكثر انتظامًا، خاصة مع المؤشرات المتزايدة التي تربط صغار السن بأنماط أكثر عدوانية من المرض.

وتشير قواعد البيانات الوطنية المتنامية إلى زيادة معدل الإصابة بين الشابات، الأمر الذي يدفع المجتمع الطبي لإعادة تقييم الأعمار المستهدفة بالفحص الدوري والمعايير التي تحدد مستويات الخطورة.

 

فجوة واضحة في الإرشادات الحالية

تنص التوصيات الأمريكية الحالية على بدء تصوير الثدي بالأشعة السينية من سن الأربعين للنساء ذوات الخطورة المتوسطة، مع اختلافات طفيفة بين الجمعيات الطبية. أما النساء الأكثر عرضة للخطر فقد يُنصحن بالخضوع لتصوير الرنين المغناطيسي إلى جانب التصوير التقليدي بدءًا من سن الثلاثين، بينما لا تُقدّم أي إرشادات ثابتة للنساء الأصغر سنًا.

 

منهجية الدراسة

راجع فريق البحث بقيادة الدكتورة ديستونيس وأندريا أرينو سجلات تشخيص سرطان الثدي بين عامي 2014 و2024 في سبعة مرافق تمتد على نطاق جغرافي واسع. وتم تحليل جميع الحالات التي سُجّلت لدى النساء بين 18 و49 عامًا، مع جمع بيانات تفصيلية حول طريقة الاكتشاف ونوع السرطان وخصائص الورم.

وكشفت البيانات عن 1799 تشخيصًا لدى 1290 امرأة في هذه الفئة العمرية، بمتوسط عمر بلغ 42.6 عامًا. وتم اكتشاف 41% من الحالات خلال الفحص الدوري، بينما ظهرت 59% أثناء التقييم التشخيصي. وكانت أغلبية الحالات (80.7%) سرطانات غازية، ونحو 19.3% فقط غير غازية.

وأشارت ديستونيس إلى أن نسبة كبيرة من الحالات العدوانية ظهرت لدى النساء دون الأربعين، بما في ذلك النوع الثلاثي السلبي الذي يُعدّ من أكثر الأنواع صعوبة في العلاج.

 

ربع الحالات تقريبًا لدى شابات

ورغم أن الشابات يمثلن نحو 21% إلى 25% فقط من إجمالي من يخضعن للفحص سنويًا، فإنهن يشكلن نحو ربع حالات سرطان الثدي المكتشفة، ما يعكس ثباتًا لافتًا في معدلات الإصابة داخل هذه الفئة.

وترى ديستونيس أن استمرار عدد الحالات رغم انخفاض الفحوصات بين الشابات يعكس تحديًا طويل الأمد يتطلب تحديثًا جادًا في سياسات الفحص. وذكرت أن النساء دون الأربعين لا ينبغي اعتبارهن منخفضات الخطورة بناءً على العمر فقط، مشيرة إلى أهمية تقييم تاريخ العائلة والعوامل الوراثية وبعض الخلفيات العرقية التي ترتبط بارتفاع خطر الإصابة.

 

العمر وحده ليس معيارًا كافيًا

وأكدت الدراسة أن الاعتماد على العمر وحده في تحديد موعد الفحص قد يؤدي إلى تأخر تشخيص أورام تكون شديدة العدوانية لدى الشابات. وأوصت بتشجيع الفحص المبكر عند وجود عوامل خطورة واضحة، وزيادة الوعي بأهمية متابعة أي تغيّر في الثدي لدى النساء في العشرينات والثلاثينات.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق