مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

لغز كيميائي في الدماغ..اكتشاف جديد يكشف سرًا غير متوقع وراء القلق

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن القلق لا يترك أثره فقط على السلوك والمشاعر، بل يمتد تأثيره إلى كيمياء الدماغ ذاتها. فبينما يبحث العلماء عن جذور هذا الاضطراب واسع الانتشار، تزداد الأدلة التي تكشف عن تغيّرات دقيقة في توازن المواد الكيميائية العصبية لدى المصابين. ومن بين هذه التغيرات، يبرز عنصر غذائي أساسي قد يحمل المفتاح لفهم القلق بشكل أعمق وربما تطوير طرق علاجية جديدة.


كشف فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا ديفيس هيلث عن ارتباط واضح بين اضطرابات القلق وانخفاض مستويات الكولين في الدماغ، وذلك بعد تحليل تلوي شمل 25 دراسة سابقة قارنت بين 370 مصابًا بالقلق و342 شخصًا يتمتعون بصحة نفسية مستقرة.

نُشرت النتائج في مجلة "الطب النفسي الجزيئي" التابعة لمجموعة "نيتشر"، وأظهرت أن المصابين باضطرابات القلق يمتلكون مستويات أقل من الكولين بنسبة تقارب 8%، خاصة في القشرة الجبهية المسؤولة عن التفكير والتنظيم العاطفي واتخاذ القرارات.

وأوضح جيسون سموكني، الأستاذ المساعد والمؤلف المشارك، أن هذا التحليل يعدّ أول بحث شامل يحدد نمطًا كيميائيًا ثابتًا لدى مرضى القلق، مشيرًا إلى أن التدخلات الغذائية – مثل مكملات الكولين – قد يكون لها دور مستقبلي في تحسين كيمياء الدماغ، رغم الحاجة إلى المزيد من الأبحاث قبل اعتمادها كعلاج.

الكولين يُعد عنصرًا غذائيًا أساسيًا يدعم أغشية الخلايا ووظائف الدماغ المتعلقة بالذاكرة والمزاج والتحكم العضلي. وبينما ينتج الجسم جزءًا بسيطًا منه، فإن معظمه يجب الحصول عليه من خلال الغذاء.

اضطرابات القلق تُعد من أكثر الحالات النفسية انتشارًا، حيث تؤثر على نحو 30% من البالغين، وقد تتسبب في إعاقات حياتية شديدة، وفقًا لما أكده ريتشارد مادوك، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية. وأمضى مادوك سنوات في دراسة التغيرات البيولوجية المرتبطة بالقلق، معتمدًا على تقنيات التصوير المتقدمة مثل مطيافية الرنين المغناطيسي للبروتون (1H-MRS) التي تكشف مكونات الدماغ الكيميائية بدقة.

وتشير الدراسة إلى أن ارتفاع نشاط استجابة “القتال أو الهروب” لدى المصابين بالقلق قد يزيد من استهلاك الدماغ للكولين، مما يؤدي إلى انخفاض مستوياته. ورغم أن الباحثين لم يجزموا بفعالية زيادة الكولين في تخفيف القلق، فإنهم يؤكدون أهمية النظام الغذائي المتوازن والاعتماد على مصادر طبيعية للكولين مثل البيض، الأسماك، الدجاج، الكبد، فول الصويا ومنتجات الألبان.

ويرجّح الباحثون أن التغذية قد تلعب دورًا أكبر مما يُعتقد في دعم صحة الدماغ لدى المصابين بالقلق، ما يمهّد الطريق لنهج علاجي متكامل يجمع بين السلوكيات الصحية والتدخلات الغذائية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق