اسدل الستار على مهرجان الفيوم لأفلام البيئة والفنون المعاصرة فعالياته بحفل توزيع الجوائز الذي كرّم أفضل الأعمال المشاركة محليًا ودوليًا وشهد الحفل تتويج مجموعة من أبرز الأفلام التي تناولت قضايا البيئة برؤى مبتكرة ومعالجات إنسانية عميقة، ليؤكد المهرجان مكانته كمنصة رائدة لصوت السينما البيئية في مصر والعالم العربي.
وفى مسابقة الأفلام الطويلة والتى ضمت لجنة التحكيم برئاسة السيناريست الدكتور مدحت العدل، و عضوية الفنانة اللبنانية دياموند أبو عبود المخرج المصري عمر الزهيري و الفنان البحريني عمار زينل واعلنت عن فوز فيلم "انسيسو.. آثار الذاكرة" (ENCISO: Footprints of Memory) من إسبانيا، للمخرج Jeuses Hermida، جائزة أفضل فيلم، وذلك تقديراً لمعالجته الفنية والإنسانية لقضايا الذاكرة وبصمة الماضي على الحاضر.
ونالت رومانيا جائزة أفضل سيناريو عن فيلم "البيت الضائع" (Straying Home) للمؤلف Aron Nor، الذي قدّم سرداً درامياً عميقاً يجمع بين حساسية الموضوع وبراعة الكتابة.
أما جائزة لجنة التحكيم فذهبت إلى الفيلم المغربي "كورباريوس" (Cubarouis) للمخرج عزيز كودير، اعترافاً بتميز الفيلم في رؤيته الإخراجية وقدرته على تقديم معالجة مختلفة لثيمة إنسانية معاصرة.
وحصل المخرج العراقي عُدي رشيد على جائزة أفضل إخراج عن فيلم "أناشيد آدم" (Adam Songs) الذي أشادت اللجنة بلغته البصرية وقدرته على تقديم عالم درامي متماسك ومؤثر.
كما منحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً للممثل الطفل عزام أحمد، بطل الفيلم العراقي "أناشيد آدم" تقديراً لأدائه اللافت وقدرته على تجسيد شخصية محورية أثرت في مسار الفيلم وجمهوره.
الافلام القصيرة
وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير المكونة من المخرج الكبير يسري نصر الله رئيسا، ويشاركه في العضوية: المخرجة السعودية ريم البيات والناقد أسامة عبد الفتاح الجوائز وقدمها المخرح عمر عبد العزيز، حيث حصد فيلم "العسل المر" (Bitter Honey) من روسيا، للمخرجة Julia Makarova، جائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير، بعد إشادة لجنة التحكيم بمعالجته البصرية للمادة الوثائقية وقدرته على تقديم رؤية إنسانية مؤثرة.
وفازت مصر بجائزة لجنة التحكيم للفيلم التسجيلي القصير عن فيلم "أم الدنيا" للمخرج مروان طارق، الذي تناول العمل فيه علاقة الإنسان ببيئته من خلال طرح بصري معاصر.
كما منحت اللجنة تنويهاً خاصاً للفيلم المصري "بلا مأوى" (Homeless) للمخرج أمجد السوسي، تقديراً لتناوله قضية اجتماعية بطرح صادق وواقعي.
وفي فئة الأفلام الروائية القصيرة، حصل الفيلم المصري "نطّة" للمخرج إسلام أحمد السيد على جائزة أفضل فيلم روائي قصير، بعد تميّزه في تقديم قصة شابة مكثفة تجمع بين الإبداع والواقعية.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الروائي القصير فذهبت إلى الفيلم الإيراني "نهاية سعيدة" (Happy End) للمخرج Hossein Firouzeh، تقديراً لمعالجة الفيلم لقضاياه الإنسانية بأسلوب بصري مبتكر.
واختتمت الجوائز بمنح تنويه خاص للفيلم الألماني "سمك وجبن" (Fish and Cheese)، نظراً لما قدّمه من طرح فني بسيط ولكنه مؤثر في معالجة العلاقة بين الإنسان وواقعه اليومي.
أفلام الطلبة
جاءت نتائج مسابقة أفلام الطلبة التي شارك فيها عدد من المواهب الشابة من مختلف المعاهد والكليات المتخصصة، مقدّمين رؤى جديدة حول قضايا البيئة والعلاقة بين الإنسان ومحيطه حيث تنافس في المسابقة 22 فيلما.
وكشفت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة والمكونة من الناقد وليد سيف والفنان أحمد فتحي الجوائز حيث نال فيلم "ماذا بعد؟" للمخرج محمود فرج جائزة أفضل فيلم، بعد إشادة لجنة التحكيم بقدرته على طرح تساؤلات عميقة حول مستقبل البيئة من خلال معالجة سينمائية مبتكرة وأداء بصري مميز.
وحصد فيلم "عواء" للمخرج أحمد عصام جائزة لجنة التحكيم الخاصة، تقديراً للجرأة في الأسلوب والتناول، ولما قدمه الفيلم من رؤية فنية شابة تلامس موضوعات إنسانية وبيئية بأسلوب تعبيري مؤثر.
كما منحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم "أفكار عم فكري" للمخرج عصام حيدر، تقديراً لبساطة الطرح وقدرته على توصيل رسالته بذكاء وجاذبية، مع تقديم معالجة إنسانية تنبض بالصدق.
كما شهد حفل الختام تكريم الفنانة الشابة ميران عبد الوارث، تقديراً لموهبتها وحضورها الفني المميز، وتشجيعاً لها كأحد الوجوه الصاعدة في الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة.
وأعربت ميران عبد الوارث عن سعادتها بهذا التكريم، مؤكدة أنه يشكل دافعاً كبيراً لها للاستمرار في تقديم أعمال فنية هادفة وتطوير قدراتها. ووجهت الشكر لإدارة المهرجان على دعمها الدائم للمواهب الشابة وإتاحة منصة للاحتفاء بالوجوه الجديدة.
**و أكدت الناقدة ناهد صلاح، المدير الفني لمهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، أن المهرجان يأتي هذا العام ليجدد التأكيد على أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة معرفية عميقة قادرة على قراءة العالم وتغييره. وقالت إن إدارة المهرجان حرصت في هذه الدورة على فتح نوافذ جديدة على القضايا البيئية من خلال الصورة السينمائية، وربط الفن بالوعي، والخيال بالمستقبل الذي نطمح إليه لأجيالنا.
وأضافت صلاح أن اختيار الأفلام المشاركة جاء استنادًا إلى رؤية تستشرف التحولات البيئية والاجتماعية بروح نقدية وبمنظور بصري طموح. وأوضحت أن الأفلام المختارة تنتمي إلى ثقافات متعددة، لكنها تلتقي عند سؤال واحد: كيف يمكن للفن أن يحمي الحياة؟ مشيرة إلى أن هذا التنوع يعكس روح الفيوم ذاتها؛ مدينة تتجاور فيها البحيرة والصحراء، التاريخ والطبيعة، التراث والحداثة.
وتابعت أن الفيوم ليست مجرد موقع يحتضن المهرجان، بل فضاء بصري وجمالي يتسع للأفكار التي يسعى المهرجان إلى روايتها. كما أكدت حرص المهرجان على تكريم نماذج فنية وإنسانية أثّرت في المشهد الثقافي العربي، وهو تكريم يعيد الاعتبار لقيمة الإبداع الملتزم ويمنح المهرجان بعدًا إنسانيًا أعمق. وأشارت إلى أن المكرّمين هذا العام يشكّلون امتدادًا لجسور صنعتها السينما العربية عبر عقود، مؤكدين أن الفن الحقيقي لا يشيخ بل يتجدد كلما لامس قضايا الإنسان.
وفي ما يتعلق بلجان التحكيم، أوضحت صلاح أنه تم اختيارها بعناية لتضم أسماء تمتلك خبرة ومصداقية ورؤية نقدية، إذ إن الحكم على الأعمال السينمائية يتطلب قراءة فنية وجمالية وبيئية شاملة. وأضافت أن تعددية الخلفيات الإبداعية داخل اللجان تضمن نقاشًا حيًا وصدامًا فكريًا يثري النتائج ولا يكتفي بالمألوف.
واختتمت ناهد صلاح تصريحاتها قائلة: "نحن لا نقدّم دورة جديدة فحسب، بل نخوض تجربة مشتركة مع الجمهور والفنانين والمبدعين، لبحث كيف يمكن للفنون المعاصرة أن تفتح آفاقًا أوسع للوعي البيئي، وأن تعيد التفكير في علاقتنا بالعالم. هذا المهرجان ليس حدثًا سنويًا فقط، بل محاولة لصنع ذاكرة بصرية جديدة، تتسع كما تتسع الفيوم لكل ما هو جميل وحقيقي وصادق."
أكد الفنان أحمد مجدي، المستشار الفني لمهرجان الفيوم لأفلام البيئة، أن الدورة الحالية من المهرجان شهدت نقلة نوعية سواء في جودة الأفلام المشاركة أو في التنظيم، مشيرًا إلى أن المهرجان بات منصة حقيقية لصنّاع الأفلام الذين يهتمون بقضايا المناخ والطبيعة، ويقدّمون أعمالًا تحمل رؤى جديدة ومختلفة.
وقال مجدي ، إن إدارة المهرجان بذلت جهدًا كبيرًا لتعزيز الهوية البيئية التي تميّز المهرجان عن غيره، موضحًا أن اختيار الأفلام المتنافسة خضع لمعايير فنية صارمة، خاصة أن أغلب الأعمال الدولية والعربية ركزت على العلاقة بين الإنسان ومحيطه البيئي، وصوّرت آثار التغيّرات المناخية على المجتمعات.
وأشار المستشار الفني إلى أن مسابقة الطلبة كانت من أهم مفاجآت الدورة، إذ قدمت جيلاً جديدًا من المواهب، وتميّزت أعمالهم بالجرأة والخيال والأسلوب البصري المختلف، مؤكدًا أن «هؤلاء الشباب هم مستقبل صناعة الفيلم البيئي في مصر والعالم العربي».
وعن الأفلام الفائزة، أوضح مجدي أن لجنة التحكيم اختارت الأعمال التي تجمع بين الجودة الفنية والرسالة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الأفلام التي حصلت على الجوائز «استحقت الفوز لما قدمته من معالجة بصرية وفكرية واعية، وقدرتها على توظيف الصورة لخدمة قضايا البيئة».
وأضاف أن المهرجان نجح هذا العام في جذب مشاركات من عدة دول عربية وأجنبية، ما يؤكد أن مهرجان الفيوم أصبح نقطة التقاء لصنّاع الأفلام في المنطقة، ومركزًا لصناعة خطاب فني يدعم ثقافة الحفاظ على البيئة.
ووصف مجدي المهرجان بأنه «مشروع وطني مهم»، ليس فقط لكونه يقدّم أفلامًا، ولكن لأنه يخلق وعيًا مجتمعيًا بقضايا البيئة، ويمنح المحافظة والطلاب والجمهور فرصة للاحتكاك المباشر بصنّاع السينما والخبراء.
ووجّه أحمد مجدي الشكر لكل من ساهم في إنجاح الدورة الحالية من منظّمين ورعاة ولجان تحكيم وضيوف من مصر والعالم العربي، مؤكدًا أن الدورات المقبلة ستشهد توسعًا أكبر، سواء في عدد العروض أو المبادرات الموجهة للطلاب.
أعرب الفنان أحمد فتحي عن سعادته الكبيرة بمشاركته لأول مرة كعضو لجنة تحكيم في مسابقة أفلام الطلبة ضمن فعاليات مهرجان الفيوم لأفلام البيئة والفنون المعاصرة فى دورته الثانية مؤكدًا أن التجربة شكّلت بالنسبة له مفاجأة فنية مميزة.
وقال فتحي " الجمهورية أون لاين" إنه شاهد ما يقرب من عشرين فيلمًا لطلاب من مختلف المعاهد والجامعات، مشيرًا إلى أن المستوى الذي ظهروا به كان "رائعًا وغير متوقّع".
وأضاف: الحقيقة كنا أنا والدكتور وليد سيف في حيرة شديدة، لأن أكثر من فيلم يستحق الجائزة، لكن في النهاية هي جائزة واحدة. و بالنسبة لي اعتبر أن كل المشاركين فائزون، وكلهم شرف للمسابقة».
وأكد فتحي أن مسابقة الطلبة تمثل نواة حقيقية لمخرجين وصناع جدد، لافتًا إلى أن المهرجان يمنح هؤلاء الشباب نافذة مهمة لعرض أعمالهم أمام متخصصين وجمهور، بالإضافة إلى أنها فرصة لاكتشاف المواهب وتصفيتها وإعدادها لسوق الإنتاج.
وأوضح أن بعض هذه المشاريع يمكن أن تتحول لاحقًا إلى أعمال أكبر، سواء في شركات الإنتاج أو من خلال دعم فني مستقبلًا، قائلاً: «إحنا بنشوفهم وبنقيم قدراتهم.. ده ينفع يكمل، وده ياخد جائزة، وده عنده مشروع يقدر يكبر. ودي أهم استفادة».
وحول أعماله الجديدة كشف الفنان أحمد فتحي عن انتهائه من فيلمه "مؤلف ومخرج وحرامي" وينتظر عرضه في السينما خلال الفترة المقبلة بعد تحديد موعد مناسب للعرض.
كما أعلن عن مشاركته في الجزء الخامس من مسلسل "اللعبة"، مشيرًا إلى أنه انتهى متبقى من تصوير دوره حوالى أسبوعين ونصف تقريبًا، وأن العمل المنتظر سيُعرض قريبًا.
وبخصوص موسم رمضان الدرامي، أوضح أنه في مرحلة مفاوضات لعدد من الأعمال، قائلًا: «ربنا يسهل ونعلن عنها في وقتها».
وابدى الفنان أحمد فتحى رغبته في الخروج من إطار الأدوار الكوميدية، مؤكدًا أنه يسعى جاهدًا لتقديم أدوار تراجيدية وإنسانية تعكس مشاعر الإنسان بكامل تعقيداته. قائلا : «أنا ممثل مش كوميديان بس. نفسي ألعب شخصية إنسانية كاملة.. فيها حزن وفرح وضعف وقوة. كل اللي يخص الإنسان من جوه».، معربا عن امتنانه لحُب الجمهور له، مؤكدًا أنه يبذل كل جهده ليظهر دائمًا بصورة تليق بثقة محبيه.
أعرب المخرج الكبير عمر عبد العزيز عن سعادته بالمشاركة في فعاليات مهرجان الفيوم لأفلام البيئة لأفلام المعاصرة مؤكدًا أن المهرجان استطاع خلال دورته الحالية أن يقدّم تجربة تنظيمية أكثر نضجًا وتميّزًا، سواء في العروض أو الندوات أو تفاعل الجمهور.
وقال عبد العزيز " للمساء " إنه حرص على متابعة عدد كبير من فعاليات المهرجان على مدار الأيام الماضية، مشيرًا إلى أنه شاهد أفلامًا مميزة لطلاب السينما، إضافة إلى ندوات وصفها بـ«القيمة والثرية»، خاصة الماستر كلاس التي قدّمها عدد من كبار المخرجين.
وأضاف أن خصوصية المهرجان تكمن في تركيزه على سينما البيئة، وهو ما يجعله مختلفًا عن باقي المهرجانات التقليدية، لافتًا إلى أن «العالم كله اليوم يتجه نحو تقديم محتوى بصري يعالج قضايا البيئة والطاقة والمناخ».
وأشار عبد العزيز إلى أن المشاركة العربية هذا العام كانت أوسع، مع أفلام من دول عربية وأجنبية ، معتبرًا ذلك «مظهرًا صحيًا يُثري التجربة ويُعزز التواصل الفني بين صناع السينما العالمية .
، أعرب عن تطلعه لأن يشهد المهرجان خلال الأعوام المقبلة مبادرة لإنتاج أفلام قصيرة للطلاب قبل موعد المهرجان بشهرين، ليتم عرضها ضمن فعالياته، معتبرًا هذا الأمر خطوة مهمة لدعم المواهب الشابة.
وتطرّق المخرج الكبير عمر عبد العزيز إلى ملف انتشار المهرجانات في المحافظات، قائلاً: «إحنا في لجنة المهرجان بنسعد بأي مهرجان في مصر، والميزة إننا شايفين انتشارًا أكبر، لكن للأسف لا يمكن إقامة مهرجان في منطقة لا تمتلك دار عرض أو جمهور».
وأضاف أن تجارب الأقصر وأسوان أثبتت نجاحًا كبيرًا، متمنيًا إقامة مهرجانات مستقبلية في محافظات الصعيد مثل أسيوط، سوهاج، والمِنيا.
وأكد عبد العزيز أن الوزارة وحدها لن تستطيع تمويل المهرجانات، موضحًا: «لازم نفكر برّا الصندوق.. إحنا ظروفنا المادية مش عظيمة، ولازم نعتمد على رعاة وإعلانات وبنوك لأنها بتدعم بشكل كبير. الاعتماد على الدعم الحكومي فقط مش هيعمل مهرجانات».
كشفت المخرجة السينمائية والمصوّرة الفوتوغرافية السعودية ريم سمير البغدادية كعضو لجنة تحكيم الأفلام القصيرة عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان الفيوم لأفلام البيئة، مؤكدة أن وجودها في مصر والفيوم «شرف كبير»، ومشيرة إلى تقديرها للتجربة الفنية والثقافية التي يقدمها المهرجان هذا العام.
وقالت ريم، عضو لجنة تحكيم الأفلام القصيرة اثناء حديثها مع " المساء " إن العمل تحت إدارة المخرج الكبير يسري نصر الله و أعضاء اللجنة أتاح حالة من الانسجام والتفاهم المهني بين أعضاء اللجنة، ما ساعد في تقييم الأعمال المشاركة بسلاسة واحترافية.
وأضافت البغدادى : أن الدورة شهدت تنوعاً واسعاً في الأفلام المشاركة من مختلف دول العالم، وهو ما أتاح فرصة ثرية للاطلاع على تجارب سينمائية جديدة، خاصة في مجال الأفلام البيئية.
وفي ردّها على سؤال حول دور السينما العربية في تعزيز الوعي البيئي، شدّدت البغدادية على أن تحميل الأطفال والشباب عبء حماية البيئة هو «طرح غير منصف»، مشيرة إلى أن المسؤولية الحقيقية تبدأ من الحكومات وصنّاع السياسات، وليس من المستهلكين البسطاء.
وقالت: «الشركات الكبرى هي المصدر الرئيسي للتلوث، ومع ذلك لا تزال بعيدة عن المساءلة. في الماضي كانت الشركات تجمع العبوات لإعادة تدويرها، أما اليوم فاختفت هذه الممارسات تمامًا… فكيف نطلب من الأفراد أن يتحمّلوا وحدهم تبعات التدهور البيئي؟».
وأضافت البغدادية أن التوعية البيئية للأطفال ضرورية لكنها غير كافية، إذ لا يمتلك المستهلك العادي «أي سلطة حقيقية تجاه ما تفرضه الشركات من منتجات ومواد ملوّثة». وتابعت موضّحة:
«الفن يستطيع أن يفتح العيون ويصنع وعيًا، لكنه وحده لا يغيّر الواقع. حتى صنّاع الأفلام يستخدمون مواد وأدوات قد تُسهم بدورها في التلوث أثناء مراحل الإنتاج، لذا يجب ألا نُجمّل الصورة. الحل يبدأ من قرارات حكومية صارمة وتشريعات تُلزم الشركات بتحمّل مسؤوليتها البيئية».
وفي ردّها على سؤال حول دور السينما العربية في تعزيز الوعي البيئي، ردت قائلة : الفن يستطيع أن يفتح العيون ويصنع وعيًا، لكنه وحده لا يغيّر الواقع. حتى صنّاع الأفلام يستخدمون مواد وأدوات قد تُسهم بدورها في التلوث أثناء مراحل الإنتاج، لذا يجب ألا نُجمّل الصورة. الحل يبدأ من قرارات حكومية صارمة وتشريعات تُلزم الشركات بتحمّل مسؤوليتها البيئية».
وشددت على تحميل الأطفال والشباب عبء حماية البيئة هو «طرح غير منصف»، مشيرة إلى أن المسؤولية الحقيقية تبدأ من الحكومات وصنّاع السياسات، وليس من المستهلكين البسطاء.
وقالت: «الشركات الكبرى هي المصدر الرئيسي للتلوث، ومع ذلك لا تزال بعيدة عن المساءلة. في الماضي كانت الشركات تجمع العبوات لإعادة تدويرها، أما اليوم فاختفت هذه الممارسات تمامًا… فكيف نطلب من الأفراد أن يتحمّلوا وحدهم تبعات التدهور البيئي؟».
وأضافت البغدادية أن التوعية البيئية للأطفال ضرورية لكنها غير كافية، إذ لا يمتلك المستهلك العادي «أي سلطة حقيقية تجاه ما تفرضه الشركات من منتجات ومواد ملوّثة».
شراكة إبداعية بين مصر والسعودية
وفي حديثها عن السينما السعودية، أكدت البغدادية أن المشهد السينمائي في المملكة حقق تحولًا كبيرًا خلال عشر سنوات فقط، بعدما بدأ من «مرحلة حفر في الصخر» منذ أولى دورات مهرجان أفلام السعودية عام 2008، وصولًا إلى الانفتاح السينمائي في 2018.
وقالت إن دعم الجهات الرسمية اليوم أسهم في جعل السينما «جزءًا من اقتصاد المملكة وليس مجرد نشاط فني»، مع الحفاظ على الهوية السعودية التي تتشكل تدريجيًا.
كما أشادت بريادة السينما المصرية، مؤكدة أن مصر «مركز أساسي لصناعة السينما عربيًا» وأنها لا تزال مدرسة يتعلم منها الجميع بخبراتها وإمكاناتها وتنوعها الفني.
وعن التعاون السينمائي المحتمل بين مصر والسعودية، قالت ريم إن تحديد أسماء بعينها أمر صعب، لكنها شددت على أن اجتماع المواهب المصرية والسعودية في أي عمل واحد «سيقدّم بالتأكيد مشروعًا استثنائيًا»، نظرًا لما يملكه الطرفان من طاقات إبداعية كبيرة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية تعزيز الشراكة الإبداعية بين البلدين، معتبرة أن مستقبل السينما العربية يعتمد على هذا النوع من التعاون.
شهد مهرجان الفيوم لأفلام البيئة مشاركة المخرج السوري المقيم في هولندا روش عبد الفتاح مدير الفيلم العربى بمهرجان روتردام في إحدى الندوات الرئيسية، حيث قدّم رؤية نقدية مهمة حول دور السينما في طرح قضايا البيئة، مؤكداً أن «الواقع البيئي المعاش لا ينعكس بشكل حقيقي في معظم الأعمال الفنية العربية».
وقال عبد الفتاح فى حديثه مع " الجمهورية أون لاين" إن مشاركته في المهرجان تعد الأولى له في الفيوم، معبّرًا عن إعجابه الشديد بإقامة مهرجان متخصص في قضايا البيئة في محافظة مثل الفيوم، التي تعد مكانًا طبيعيًا ملائمًا لطرح هذا النوع من المحتوى السينمائي.
وأضاف: أن المشكلة الأساسية تكمن في أن عددًا من الأعمال الدرامية والسينمائية باتت تقدم صورة «غير واقعية وبعيدة تمامًا عن المجتمع»، مشيرًا إلى أن الأعمال الروائية التي تتناول البيئة قليلة جدًا مقارنة بالأفلام الوثائقية التي تقترب عادة من قضايا مثل المياه، الجفاف، والهجرة.
ودعا عبد الفتاح إلى إنشاء صندوق رسمي من الدولة سواء عبر وزارة البيئة أو جهات الإنتاج يكون مخصصًا لدعم الأفلام التوعوية الخاصة بالبيئة، معتبرًا أن «التوعية البيئية لا يمكن النظر إليها من منظور مادي بحت، لأنها تضيف قيمة حقيقية للمجتمع أكبر بكثير من أي ربح مالي».
وأكد المخرج أن وجود منتجات يقدمون أعمالًا تجارية أمر طبيعي، لكن مسؤولية التغيير تبدأ من المجتمع والتعليم والمدارس وتربية الأجيال، مضيفًا:«حين يدرك المجتمع أهمية البيئة، سيصبح المنتج نفسه أكثر وعيًا وسيبحث عن أعمال تحمل رسالة، وتجمع بين الربح والتأثير».
وتابع روش قائلا: انتقد تصوير القضايا البيئية العربية من خلال نماذج بعيدة مثل «الدب القطبي»، مشددًا على ضرورة تقديم قصص نابعة من الواقع المحلي ليشعر بها الجمهور ويؤمن برسالتها.
شدد عبد الفتاح على أهمية دعم مبادرات إنتاج أفلام طلاب الجامعات، واعتبر أن خطوة جامعة الفيوم لإنتاج أعمال سينمائية حول البيئة «مبادرة مهمة يجب تعميمها على جميع الجامعات المصرية»، مؤكدًا أن «بناء وعي بيئي حقيقي يبدأ من التعليم ويكتمل بدعم الدولة لصناعة فيلم هادف وواقعي».
عن صناعة الفيلم بشكل عام رد قائلا «نحن بحاجة إلى خطة تمتد لأربع أو خمس سنوات، تحدد ما هي القضايا التي يجب أن نناقشها، وكيف نغير بها وعي الجمهور. الفن يعمل فقط عندما تكون له رؤية.
اترك تعليق