مع بدء موسم الشتاء وارتفاع استهلاك الحلويات المرتبطة بالأعياد، يغفل الكثيرون عن كنز غذائي متاح بسهولة وهو الفواكه الشتوية الموسمية. هذه الفواكه لا توفر نكهة مميزة فحسب، بل تقدم مزيجًا غنيًا من الفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة التي تدعم المناعة وتحافظ على صحة الجهاز الهضمي في أكثر فترات العام برودة. ومع تزايد التحذيرات من الإفراط في تناول الأطعمة المعالجة والسكريات، يشدد خبراء التغذية على أهمية العودة إلى المصادر الطبيعية التي تمنح الطاقة دون الإضرار بالصحة.

في الوقت الذي تمتلئ فيه رفوف المتاجر بحلويات عيد الميلاد، يشدد خبراء التغذية على أن الشتاء ذاته يوفر بدائل صحية أكثر فائدة، تتمثل في الفواكه الموسمية التي تبلغ ذروة نضجها خلال هذا الوقت من العام.

ويوضح خبير التغذية روب هوبسون أن التفاح والكمثرى والتوت البري يجب أن تحجز مكانًا دائمًا في سلال التسوّق، بدلاً من الوجبات الاحتفالية المليئة بالدهون والسكر. ويؤكد أن "الأطعمة المرتبطة بالأعياد غالبًا ما تكون فائقة المعالجة، غنية بالسكريات والدهون غير الصحية، وفقيرة بالمغذيات، كما يسهل الإفراط في تناولها دون استعداد".

ويحذر هوبسون من أن هذه الأطعمة قد تسبب ارتفاعات حادة في مستويات السكر بالدم، خاصة عند تناولها بكميات كبيرة خلال موسم الأعياد.

أبرز الفواكه الشتوية التي ينصح بها هوبسون حتى مطلع 2026:

1. التوت الأسود

يصفه هوبسون بأنه فاكهته الشتوية المفضلة، نظرًا لغناه بالألياف ومركبات الأنثوسيانين المفيدة لصحة القلب والدماغ، إلى جانب انخفاض محتواه من السكريات. كما يحتوي على فيتامين C وK والمنغنيز. ويعتبره مثاليًا للإفطار بإضافة حفنة من التوت المجمد إلى عصيدة الشوفان الدافئة.

2.  (الكمثرى)

يعتبر مصدرًا ممتازًا للألياف عند تناوله بقشره، مما يجعله خيارًا مثاليًا لتحسين الهضم وتخفيف الإمساك الشائع في الشتاء. كما يحتوي على فيتامين C والبوتاسيوم وفيتامينات من مجموعة B، إضافة إلى البوليفينولات التي تدعم صحة الأوعية الدموية.

3. التفاح

من أشهر فواكه الشتاء وأكثرها فائدة بفضل ألياف "البكتين" القابلة للذوبان، التي تُحسن صحة الأمعاء وتساعد على خفض الكوليسترول الضار. وتشير دراسة عام 2019 إلى أن تناول تفاحتين يوميًا يخفض مستويات الكوليسترول الضار بشكل ملحوظ، خصوصًا الأنواع الغنية بمركبات البروأنثوسيانيدين.

4. التوت البري

يُعرف بقدرته على الوقاية من التهابات المسالك البولية عبر مركّبات PACs التي تمنع التصاق بكتيريا الإيكولاي بجدار المسالك. وأظهرت مراجعة علمية عام 2024 أن تناول عصير التوت البري يقلل احتمالية الإصابة بالتهابات البول بنسبة 54%. كما يعد غنيًا بفيتامين C والمنغنيز ومضادات الأكسدة الداعمة للمناعة.