هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

دراسة تكشف مخاطر صحية لألعاب الأطفال
صورة تعبيرية بالذكاء الاصطناعي
صورة تعبيرية بالذكاء الاصطناعي

تشكل سلامة الألعاب واحدًا من أهم الجوانب التي تشغل بال الأمهات والآباء، فهذه القطع الصغيرة التي يمسك بها الأطفال يوميًا قد تكون مصدرًا لخطر صامت لا يُرى بالعين. وبينما يفترض الكثيرون أن الألعاب المتداولة في الأسواق خاضعة لمعايير صارمة، تكشف الأبحاث الحديثة عن حقيقة مقلقة: وجود مواد كيميائية ومعادن سامة في ألعاب يفترض أنها آمنة. دراسة جديدة أجريت في البرازيل تسلط الضوء على حجم التلوث الخفي داخل الألعاب البلاستيكية، وتدعو إلى إعادة النظر في سلامة ما يصل إلى أيدي أطفالنا.


وفق "ساينس ديلي" فقد توصل باحثون من جامعة ساو باولو بالتعاون مع جامعة ألفيناس الفيدرالية إلى نتائج صادمة بعد فحص 70 لعبة بلاستيكية تباع في الأسواق البرازيلية، سواء كانت محلية الصنع أو مستوردة. الدراسة، المنشورة في مجلة Exposure and Health، تعد الأكبر من نوعها في البلاد، وقد كشفت عن وجود مستويات خطيرة من المواد الكيميائية والمعادن السامة داخل هذه الألعاب.

 

تجاوزات خطيرة في معايير السلامة

أظهرت نتائج التحاليل أن العديد من الألعاب لا تلتزم بالمعايير التي يفرضها المعهد البرازيلي للمقاييس (INMETRO) أو حتى تلك المعتمدة في الاتحاد الأوروبي. وكان أكثر المخالفات خطورة مرتبطًا بعنصر الباريوم، إذ تجاوز الحد المسموح به في 44.3% من العينات، ووصلت بعض المستويات إلى ما يعادل 15 ضعفًا للحد الآمن. يسبب هذا العنصر مشاكل خطيرة للقلب والجهاز العصبي، وقد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب أو الشلل.

مستويات عالية من الرصاص والكروم والأنتيمون

لم يتوقف الأمر عند الباريوم، فقد اكتشف الباحثون أيضًا كميات مرتفعة من:

الرصاص: تجاوز بنسبة 32.9% من العينات، ووصل في بعضها إلى أربعة أضعاف الحد المسموح. وهو مرتبط بتراجع الذكاء، وتلف عصبي دائم، ومشكلات في الذاكرة لدى الأطفال.

الأنتيمون: ظهر في 24.3% من الألعاب، وقد يؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي.

الكروم: وُجد بنسبة 20%، وهو مصنف كمادة مسرطنة.

 

اختيار الألعاب وطريقة الاختبار

للتأكد من أن النتائج تمثل واقع السوق، قام الباحثون بشراء ألعاب موجهة لأطفال من أسر مختلفة، ومن متاجر متنوعة بين المراكز التجارية والمتاجر منخفضة الأسعار. شملت الألعاب منتجات مخصصة للأطفال من عمر يوم واحد وحتى 12 عامًا، وكثير منها يمكن وضعه في الفم، مما يزيد خطر التعرض للمواد السامة.

استخدم الفريق أجهزة متقدمة لقياس المعادن، منها تقنية ICP-MS، بالإضافة إلى طريقة هضم الأحماض لمحاكاة تأثير لعاب الطفل على اللعبة.

 

21 مادة سامة داخل الألعاب

كشفت الاختبارات وجود 21 عنصرًا سامًّا، من بينها:

الفضة، الألمنيوم، الزرنيخ، الباريوم، البريليوم، الكادميوم، الكوبالت، الكروم، النحاس، الزئبق، المنغنيز، النيكل، الرصاص، الأنتيمون، الثاليوم، اليورانيوم… وغيرها.

 

هل تتسرب المواد فعلاً إلى جسم الطفل؟

أظهرت الدراسة أن نسبة ما يتسرب من هذه المواد عند ملامسة اللعاب تتراوح بين 0.11% و7.33%، وهي نسبة تبدو صغيرة، لكنها تبقى مقلقة بسبب التركيزات العالية أصلًا داخل الألعاب. ويؤكد الباحثون أن فترة وضع الطفل للعبة في فمه هي عامل أساسي يزيد من كمية التعرض.

 

مؤشرات على مصادر التلوث

لاحظ الفريق ارتباطًا بين وجود عدة معادن معًا مثل النيكل والكوبالت والمنغنيز، مما يشير إلى استخدام مواد أولية ملوثة في عملية تصنيع الألعاب. كما تبين أن الألعاب ذات اللون البيج احتوت على نسب أعلى من المعادن، وهو ما قد يشير إلى مشكلات في مادة الطلاء.

 

دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة

يؤكد الباحثون أن هذه ليست الدراسة الأولى التي تكشف هذا القدر من التلوث، لكنها واحدة من أكثرها شمولًا. ولذلك، دعا الفريق إلى فرض رقابة أقوى على سوق الألعاب، وإجراء فحوصات دورية، وتشديد شروط الاستيراد، من أجل حماية صحة الأطفال من مخاطر قد تكون غير مرئية ولكنها خطيرة للغاية.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق