لم تعد إدارة داء السكري مقتصرة على الأدوية والعلاجات الطبية وحدها، فالدراسات الحديثة تشير إلى أن نمط الحياة اليومي يلعب دورًا محوريًا في استقرار مستويات الجلوكوز على المدى الطويل، خاصة لدى كبار السن الأكثر عرضة للمضاعفات. تبنّي عادات بسيطة ومنتظمة يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في الوقاية من التقلبات الحادة، وتعزيز الصحة العامة، وتحسين القدرة على التعايش مع المرض بأمان.

أكد أطباء وخبراء صحة أن التحكم في مستويات سكر الدم لدى كبار السن يعتمد بدرجة كبيرة على العادات اليومية، وليس على الأدوية وحدها، مشيرين إلى أن الالتزام بروتين صحي ثابت يمكن أن يقلل من نسب المضاعفات ويُحسّن جودة الحياة.

وفق "هندوستان تايمز"، أوضح الدكتور سيد مختار محي الدين، استشاري الطب العام في مركز Anvayaa، أن كبار السن قادرون على تعزيز استقرار سكر الدم عبر خطوات بسيطة لكنها فعّالة، تبدأ من النظام الغذائي وتمتد إلى النشاط البدني والنوم وإدارة التوتر.

1. اتباع نظام غذائي متوازن

كشف الطبيب أن التحكم في الكربوهيدرات يُعدّ من أهم الأساليب لتجنب الارتفاعات المفاجئة في السكر، مع ضرورة الإكثار من البروتينات الخالية من الدهون للحفاظ على كتلة العضلات التي تتراجع عادة مع التقدم في العمر.

وأشار إلى أهمية تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الشوفان، والخضراوات الورقية، والحبوب الكاملة؛ نظرًا لدورها في إبطاء امتصاص الجلوكوز وتحسين الهضم.

توصياته الغذائية كانت كالتالي:

تناول: البروتينات الخالية من الدهون (كالبيض والأسماك والعدس)، الكربوهيدرات المعقدة (مثل الدخن والأرز البني)، والخضراوات الغنية بالألياف.

تجنب: المشروبات السكرية، والكربوهيدرات المكررة (الأرز الأبيض والخبز الأبيض)، والأطعمة المقلية والوجبات المصنعة.

التحكم في الحصص: الأفضل الاعتماد على وجبات صغيرة ومتعددة بدلًا من الوجبات الثقيلة، للحفاظ على مستوى ثابت من السكر طوال اليوم.

2. ممارسة تمارين خفيفة ومنتظمة

أكد الطبيب أن النشاط البدني الخفيف، حتى لو كان مجرد مشي لمدة 10 دقائق، يمكن أن يحد من ارتفاع السكر بعد الوجبات. كما نصح بتمارين منخفضة التأثير مثل اليوغا، والتاي تشي، وتمارين القوة البسيطة، محذرًا من الجلوس لفترات طويلة دون حركة.

3. المراقبة الدورية للعلامات الصحية

شدد على ضرورة المتابعة المستمرة لمستويات السكر والضغط وغيرها من المؤشرات الأساسية، لكونها عاملًا مهمًا في اكتشاف المشكلات مبكرًا والوقاية من المضاعفات.

4. الحفاظ على الترطيب

أوصى الدكتور محي الدين بشرب كميات كافية من الماء خلال اليوم، مع الحد من المشروبات السكرية والمشروبات عالية الكافيين، لما لذلك من دور في دعم التمثيل الغذائي وتقليل احتمالات الارتفاع المفاجئ في السكر.

5. تنظيم النوم وتقليل التوتر

وأكد أن النوم الجيد لمدة تتراوح بين 7 و8 ساعات يساعد في استقرار مستويات السكر، بينما تُسهم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق في التحكم بالتوتر الذي قد يؤدي بدوره إلى تقلبات في الجلوكوز.

وفي ختام توصياته، أوضح أن الجمع بين هذه العادات البسيطة يشكّل أساسًا قويًا لإدارة مرض السكري لدى كبار السن إلى جانب العلاج الطبي، مما يساعدهم على التمتع بصحة أفضل واستقرار أكبر في مستويات السكر.