أعادت الماساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هذه الايام الي الاذهان ماساة عاشها شعب مسلم اخر او يشكل المسلمون اغلبيته لمجرد انه فكر في الاستقلال بعد انهيار يوغوسلافيا السابقة.

ذلك هو شعب البوسنة والهرسك الذي قرر الاستقلال بعد تفكك يوغوسلافيا السابقة واعلان استقلال ثلاث من جمهورياتها "كرواتيا وسلوفينيا ومقدونيا"
لكن هذا الشعب لم يجد من يحترم استقلاله وتعرض لعدوان غاشم من الصرب والكروات حتي تمزقت اوصال دولته واستشهد عشرات الالوف من ابنائه ومن الصرب والكروات الذن تمسكوا بوطنهم ودافعوا عنه الي جانب اخوانهم المسلمين او البوشناق كما نسميهم . وساعد علي ذلك تواطؤ الغرب مع المعتدين حيث انه تدخل في النهاية من خلال ما يعرف باتفاقية ديتون "مدينة في ولاية اوهايو الامريكية" التي انتهت باقرار الصرب والكروات علي تقطيع اوصال الدولة وتمكين البوشناق من قطعة من ارضهم فقط. 
وانتهي الامر الي اعلان الدولة بعد استيلاء الصرب والكروات علي اجزاء منها. ولايزال ماتبقي من هذه الدول يعيش منقوص الحرية ويعيش المسلمون اصحاب البلد الحقيقيون حياة بائسة.
تجدد الحديث بعد القنبلة التي فجرها القضاء الايطالي والمعروفة باسم "رحلات قنص البشر". وتتلخص القصة في انه اثناء حصار سراييفو "ويعني اسمها سراي البوسنة" بين عامي 1992 و1995 كان الصرب يستأجرون قناصة من المرتزقة يدخلون سراييفو كسائحين "!!!"ويقتلون الاهالي العزل المحاصرين الذين هدهم الجوع.
واهتم القضاء الايطالي بهذه المؤامرة بعد ان توافرت ادلة جديدة ومؤكدة علي تورط ايطاليين في هذه المذبحة التي راح ضحيتها اكثر من عشرة الافبوسني معظمهم من المسلمين. وتم فتح تحقيق رسمي في ميلانوعام 2024 تحت مسمي "الرحلات السياحية لقنص البشر" فيسراييفو. وكان ذلك بناء علي بلاغ تقدم به الصحفي الاستقصائي الإيطالي.إيزيوجافازيني. مرفقاً بعدة وثائق.
وكانت "رحلاتالقنص" في البوسنة والهرسك خلال الحرب مع صربيا.موضوعات تناولته الصحافة الايطالية قبل 30 عاماً.وعلي مرّالزمن ظهرت شهادات ووثائق جديدة تتحدث عن الموضوع. 
وكان مما تناولته هذه الوثائق تعريفة القتل التي يتقاضاها القناصة المرتزقة المتنكرون. وكان الأطفالالأغليثمناً.يليهمالرجال "ويفضّلأنيكونوابزيعسكريومسلحين". ثم النساء. وأخيراً المسنون الذين يمكن قتلهم مجاناً. وكان من القناصة امريكيون وروس وكنديون وجنسيات أخري.  
وكان القنّاصة العنصرالأكثرإثارة للرعب في حياةالسكان تحت الحصار. إذكانوا يطلقون النار عشوائياً علي المارة في الشوارع. بمن فيهم الأطفال.
ووثقت السنيما العالمية هذه الماساة في فيلم "روميووجولييت في سراييفو". ويروي قصة العشيقين بوشكو بركيتش وأدميرا إسميتش. الذين قتلهما قناص في عام 1993 أثناء محاولتهما عبور جسر. وبقي جثمانهم لعدة أيام في منطقة فاصلة بين مواقع البوسنة والصرب. 
وهذه الايام تفجرت مفاجأة جديدة حيث تبين ان الرئيس الصربي الحالي الكسندر فوتشيتش "55 سنة"من مجرمي الحرب الذين ساهموا في التخطيط لمجزرة القناصة المتخفين في ازياء سائحين. وهو متعصب ومعروف بكراهيته العنيفة للاسلام والمسلمين وكان وقتها في مقتبل شبابه.
ولاينسي له خطبته المشهورة في البرلمان الصربي ودعا فيها الي قتل مائة مسلم امام كل صربي تقتله المقاومة البوسنية. ويعتقد انه ساهم في التخطيط لمذبحة سربرنيتسا التي قتل فيها اكثر من ثمانية الاف مسلم بعد الانسحاب الغامض والمفاجئ للقوات الهولندية التي كان من المفروض ان تحرسها.
وقد اصدر فوتشيتش عدة بيانات نفي فيها هذه الاتهامات لكن احدا لم يلتفت اليها لان وثائق الادانة واضحة.
ويحكم فوتشيتش صربيا منذ 2017 ممثلا لما يعرف بالحزب التقدمي.