لطالما ارتبطت الرياضة بالعاطفة والشغف، لكن ماذا لو كشف العلم أن متابعة مباريات كرة القدم تؤثر على دماغ المشجعين بشكل أعمق مما نتصور؟ تشير أبحاث حديثة إلى أن التفاعل العاطفي مع الانتصارات والهزائم لا يعكس مجرد حب الرياضة، بل يسلط الضوء على آليات عصبية تتحكم في التعصب والانتماء الاجتماعي منذ الطفولة. هذه النتائج تجعل من الملاعب نموذجًا مثاليًا لدراسة كيف تتشكل مشاعر الانتماء والسيطرة العاطفية داخل الدماغ البشري.
ووفق "ساينس ديلي"، كشفت دراسة حديثة أن مشاهدة مباريات كرة القدم لفريقك المفضل تنشط مناطق معينة في الدماغ، مسببة ردود فعل عاطفية قوية سواء بالفرح عند الفوز أو بالغضب عند الخسارة. الدراسة، المنشورة في مجلة Radiology، استخدمت التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لمسح أدمغة 60 مشجعًا تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عامًا.
لاحظ الباحثون أن المكافأة العاطفية عند تسجيل فريق المشجع هدفًا تتضاعف مقارنة بالمباريات غير التنافسية، بينما تقل السيطرة المعرفية في الدماغ عند الهزائم الكبيرة، ما يفسر اندفاع بعض المشجعين وردود أفعالهم الحادة في اللحظات الحاسمة.
وأوضح الباحث فرانسيسكو زامورانو أن نفس الآليات العصبية التي تُحرّك الشغف الرياضي قد تمتد لتفسير التعصب في المجالات السياسية والاجتماعية. كما أشار إلى أن هذه الدوائر تتشكل منذ الطفولة، وأن البيئة والتنشئة المبكرة تلعب دورًا كبيرًا في قدرة الأفراد على التحكم في انفعالاتهم لاحقًا.
تقدم الدراسة مثالًا على كيفية استخدام الرياضة كنموذج لفهم الهوية الاجتماعية والتحكم العاطفي، مع التأكيد على أهمية حماية الطفولة لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وقدرة على ضبط الانفعالات الجماعية.
اترك تعليق