مراحل الاستدراج الخمس في قول الله تعالى: ﴿فَلَمّا نَسوا ما ذُكِّروا بِهِ فَتَحنا عَلَيهِم أَبوابَ كُلِّ شَيءٍ حَتّى إِذا فَرِحوا بِما أوتوا أَخَذناهُم بَغتَةً فَإِذا هُم مُبلِسونَ [الأنعام: 44]
أولاً: "فَلَمّا نَسوا ما ذُكِّروا ": أعرضوا، وعصوا، وأبوا، وتمردوا، وعاندوا.
ثانياً: «فتحنا عليهم أبواب كل شيء»:
وهي صورة بليغة لإقبال الدنيا عليهم من كل أقطارها بجميع نعمها، وبكل قوتها وإغرائها؛ حتى ظنوا معها أن الله راض عنهم، فلماذا يعطيهم إن كان ساخطاً عليهم؟! فكان هذا من أشد تلبيس إبليس.
ثالثاً: «حتى إذا فرحوا بما أوتوا»:
وهي مرحلة الفرح، فلا أتتهم ألوان العطايا من أبواب كثيرة فرحوا فرحا أنساهم شكر النعمة، ومحاسبة النفس فحان وقت المرحلة الرابعة.
رابعاً: «أخذتهم بغتة»
وفجأة انتقم الله منهم بلا مقدمات، والقوم في غفلة، وهو تدبير رباني بالخفاء، فكان وقعه أشد وأعظم ألما، فصاروا إلى المرحلة الخامسة.
خامساً: "فإذا هم مبلسون" :
ويسمونها «إذا الفجائية، والإبلاس له ثلاثة معان في اللغة: الحزن والحسرة واليأس، فهؤلاء المستدرجون في غاية الحزن، متحسّرون غاية الحسرة، ويائسون من الفوز بأي خير، ومن هنا سُمي إبليس؛ لأنه يحزن الذين آمنوا، ويبث اليأس من رحمة الله في قلوبهم؛ لتصير أعمالهم عليهم حسرات، وفي الجملة الاسمية دلالة على استقرار تلك الحالة الفظيعة مع القوم.
اترك تعليق