هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

د.الليثي: هل انتهي زمن المذيع؟!

أكد الإعلامي د. عمرو الليثي أنه مع الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم، خصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبح السؤال عن مصير المذيع التقليدي حاضراً بقوة: هل نحن أمام نهاية هذا الدور التاريخي أم أن التطور يفتح أمامه آفاقاً جديدة؟!
 


منذ نشأة الإذاعة والتليفزيون، ارتبطت صورة المذيع بالهيبة والثقة، فهو صوت الناس إلي العالم، ووسيط بين الخبر والجمهور.. كان المذيع يتميز بقدراته الصوتية وثقافته الواسعة وحضوره الطاغي.. ومع ذلك. ظل هذا الدور مرتبطاً بشخصية بشرية تؤدي مهمة الإعلام والربط والتفسير.

اليوم. الذكاء الاصطناعي غيَّر المعادلة.. هناك تقنيات قادرة علي توليد أصوات بشرية شبيهة تماماً بالمذيعين المحترفين، إضافة إلي روبوتات قادرة علي قراءة الأخبار بلغة سليمة وبنبرة عاطفية مدروسة، بل إن بعض القنوات العالمية بدأت بالفعل في تجربة مذيعين افتراضيين يعتمدون علي الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي يمنح المؤسسات الإعلامية مزايا عملية وهي التكلفة المنخفضة، التي لا يحتاج المذيع الافتراضي إلي راتب شهري أو إجازات أو تدريب مستمر.. والسرعة والجاهزية، حيث يمكنه قراءة الأخبار فور كتابتها، على مدار 24 ساعة دون انقطاع.. والتعددية اللغوية، ومن خلالها يستطيع المذيع الافتراضي التحدث بعشرات اللغات بلكنة محلية متقنة.. والتحكم الكامل، فلا مجال للخطأ البشري أو زلات اللسان.

هذه الخصائص قد تدفع البعض للاعتقاد أن المذيع البشري أصبح شيئاً من الماضي.

أضاف: رغم القدرات المُبهرة، يظل الذكاء الاصطناعي أداة بلا روح حقيقية.. المذيع البشري لا يقتصر دوره علي إلقاء الأخبار، بل هو شخصية تفاعلية تبني علاقة وجدانية مع الجمهور.. تعابير الوجه، الارتباك العفوي، النبرة الصادقة، وحتي الأخطاء الطفيفة، كلها تمنح المذيع إنسانية لا يمكن للآلة تقليدها بالكامل.

ومن المرجح ألا ينتهي زمن المذيع، بل يتغير شكله.. سيصبح الذكاء الاصطناعي شريكاً داعماً للمذيع لا بديلاً عنه، يمكن أن يتولي المهام الروتينية مثل قراءة النشرات القصيرة أو تقديم موجزات الأخبار، بينما يحتفظ المذيع البشري بالبرامج الحوارية، والتغطيات المباشرة، والتحقيقات الاستقصائية.

إضافة إلي ذلك، قد يستفيد المذيع من الذكاء الاصطناعي كأداة للتحضير السريع، وجمع المعلومات، وتحليل البيانات، مما يرفع من جودة أدائه ويحرره من الأعباء التقنية.

الخلاصة، أن زمن المذيع لم ينتهِ بعد، بل هو في مرحلة تحول.. الذكاء الاصطناعي قد يغير طبيعة المهنة ويعيد تشكيلها، لكنه لن يسلب المذيع دوره الإنساني الذي يقوم على التواصل الحي والقدرة على التأثير.. سيبقي المذيع البشري حاضراً ربما بأعداد أقل، لكن بقيمة أكبر، فيما يتقاسم المساحة الإعلامية مع زميله الافتراضي.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق