هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الخبير الأمني ومسئول مكافحة الجريمة الدولية لـ الجمهورية أون لاين

اللواء أحمد طاهر: "الشائعات" أخطر سلاح في حرب المعلومات

مرتزقة السوشيال.. جيوش خفية تُدير الفوضى من وراء الشاشات
تأثيرها ..  أقوى من الرصاص فى تدمير الأوطان  
كتائب تضليل خفية بلا قيود.. عابرة للحدود
الغرامة 100 ألف جنيه والحبس 6 أشهر..
لأصحاب التريند المأجور

مروجوها يخدمون أجندات..
لدول معادية و جماعات

معركة الوعى لم تبدأ بعد..
المواطن هو خط الدفاع الأخير

تهدف للتجنيد والتحريض.. وزعزعة الاستقرار..
الشباب فى أصعب اختبار

لدينا مؤسسات وآليات تعمل على رصدها والرد عليها

في زمن تتبدل فيه ميادين الصراع، لم تعد الحرب مجرد دبابات وصواريخ.. بل هاشتاجات وتدوينات!
هكذا وجدت الشائعات طريقها إلى أن تصبح سلاحًا استراتيجيًا فى حروب الجيل الرابع، حيث تُستهدف الدول من الداخل.، ويتم ضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته عبر غرف عمليات إلكترونية منظّمة تعمل ليل نهار لخلق حالة من البلبلة والإحباط.


فلا شيء اليوم يحدث صدفة.. ومع كل أزمة أو قضية رأي عام، تنفجر تريندات مدفوعة تُعلي أصواتًا وتُخفي أخري، تُضخم حدثًا بسيطًا أو تدفن حقائق كبري، لتشكّل وعيًا منحرفًا عن الواقع“ وتُربك الاستقرار الوطني.

الخبراء يرون أن مواجهة هذا الخطر الصامت تحتاج إلى تحرك مؤسسى وتحصين معرفى للمجتمع، لأن الجبهة الجديدة لا تُرى بالعين، جبهة تُطلق فيها الرصاصة غير المرئية صوب العقول والقلوب.

والسؤال الأهم الذي نحاول الإجابة عنه هو:
كيف نحمي المجتمع من فوضي المعلومات؟
وكيف نرفع وعي المواطن ليصبح هو خط الدفاع الأول في معركة الوعي؟
وفي مصر حيث التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية متعددة الأوجه، تزداد أهمية فهم تأثير الشائعات علي الأمن القومي وكيفية التصدي وسبل المواجهة.."الجمهورية أون لاين" التقت مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء أحمد طاهر الخبير الأمني ومسؤول مكافحة الجريمة الدولية، الذي أكد على خطورة الشائعات على  أمن واستقرار الدولة بسبب ما تثيره من قلق وبلبلة بين الأفراد، وما ُتسببه من اضطرابات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وكيف أنها تهز ثقة المواطنين في مؤسساتهم وتعزز للانقسام والكراهية والفتنة الطائفية، موضحا سبل التصدي والمواجهة، وضررورة تكاتف الأدوار المتوجبة على الجميع مسئولين وهيئات ومؤسسات رسمية ومواطنيين وإعلام وصحافة، حتي يكون الجمع كتلة وحائط سد في وجه المخططات الشيطانية وسيف يقطع أيادي العابثين بأمن واستقرار الوطن.

بداية ما هي الشائعة؟
الشائعة هي معلومة غير مؤكدة تنتشر بسرعة بين الناس وغالبا ما تكون كاذبة أو مشوهة ويكون هدفها التأثير على الرأي العام أو إثارة البلبلة، هي خبر أو معلومة غير مثبتة وليس لها أساس من الصحة يتم نشرها وإعادة تداولها بين الناس دون التحقق من صحتها وغالبا ما تحمل طابع الإثارة لإثارة الفزع والخوف أو التشكيك.

ولماذا يصدق الكثير من المواطنين الشائعات رغم إنها غير مؤكدة؟
لأنها تلامس مشاعرهم مثل الاحساس بالخوف أو الفضول ويتم إعادة تكرارها على لسان آخرين بشكل متواتر دون أن يتبينوا صحتها  أو البحث عن مدي صدقها والمصدر الموثوق الصادر عنه مثل تلك المعلومات.

ما هي أنواع الشائعات؟
الشائعات بتتنوع حسب هدفها أو الظروف التي تنتشر فيها ومن أهم الأنواع: شائعة التخويف أو"الذعر" هدفها نشر الخوف والقلق بين الناس مثلا "في كارثة جاية! مثل منع المياه عن مصر ودخولها في مرحله الجفاف، أو "هناك دول معادية ستحتل سيناء من خلال صفقة لن يرضي عنها الشعب المصري، أو ''هناك مرض جديد سينتشر وليس له علاج" و التأثير هنا يسبب فوضي وهلع وتكدسات بشريه لا داعي لها...  وهناك" شائعة الأمل" أو التطمين الكاذب، هدفها إعطاء الناس أمل زائف أو تطمين غير حقيقي...أمثلة: "الحكومة ستوزع أموال على المواطنين كإعانة غلاء أو لمواجهة الظروف الاقتصادية بخلاف الحقيقة، التأثير هنا.. المواطنون يتفاعلون بإيجابية لكن عندما تظهر الحقيقة تحدث الصدمة وفقدان الأمل....هناك أيضا "شائعة التشويه"، تشويه السمعة هدفها  الإساءة لمؤسسة ما واتهامها بالفساد أو اتهام جهة معينة بالإضرار بمصالح المواطنين وإفقادهم لاستثمارتهم وأحلامهم، مما يضرب الثقة وتضر بسمعة المؤسسات و الكيانات بدون دليل.. ويوجد كذلك شائعة التفرقة أو "الفتنة"، هدفها خلق انقسام أو صراع داخل المجتمع وهو من أخطر أنواع الشائعات لأنه يمكن أن يؤدي إلى العنف والكراهية والفتن الطائفية والاجتماعية... و"الشائعة  سياسية اقتصادية" هدفهازعزعة الثقة في الدولة أو قراراتها، مثل "البلد علي وشك الإفلاس!".. "هيغيروا القيادة السياسية وأن هناك تعديلات وزارية خلال ساعات، هذا النوع من الشائعات يؤثر بشكل مباشر على الأحوال الاقتصاد والاستثمار وحركة الأسهم في البورصة واستقرار المجتمع.... "شائعة التسلية"  أو الفضول، هدفها مجرد إثارة وفضول وتسالى مثل شائعات عن فنانين زواج وطلاق، مواقف غريبة، التأثير هنا يبدو "خفيفا"، لكنه فى الحقيقه مخيف وناعم  لأنه هو بداية تعود المجتمع على تشجع  الاستسهال فى نشر أي خبر وتداولها ونقله وتصديقه وهى عملية عميقة وخطيرة تعتمد على دراسات نفسية تهدف إلى تعويد المجتمع وتهيئته لاستقبال الشائعات.

إذن ما هو تأثير الشائعات على الأمن القومي المصري؟
الأمن القومي هو قدرة الدولة على حماية حدودها، ومؤسساتها، مصالحها، هويتها، ثقة شعبها من أي تهديد داخلي أوخارجي، وبالتالي الشائعة لاتؤثر فقط على فرد أو مؤسسة بل الشائعة يمكن أن تودي إلى تهديد أمن الدولة نفسها بكامل مؤسساتها، ضرب الثقة بين المواطن والدولة، التشكيك في قرارات الحكومة أو في نوايا الدولة، فعندما تتكرر الشائعة بعض الناس تبدأ فعلا في تصديقها، وهذا يقلل من ثقتهم في الإعلام الرسمي أو المؤسسات بشكل عام فمثلا انتشار  شائعات عن ارتفاع الأسعار أو رفع الدعم عن التعليم والصحة ممكن يؤدي إلي إحداث حاله من الذعر والغضب العام بدون سبب حقيقي، إثارة البلبلة والفوضي والقلق العام والذعر فيتحرك المواطنين بشكل غير عقلاني ليسارعوا مثلا بتخزين سلع غذائية أو سحب أموال من البنوك خشية ضياعها أو مقاطعة منتجات معينة تصنع في مصر باسم شركات أجنبية تؤدي إلى إفلاس شركات هى فى الأصل ملك لوكلاء مصريين ويعمل بها أيدي عاملة مصرية  وفي نهاية الأمر تقع الاحتجاجات مما يسبب إرباك  الشارع ويستهلك جهد الدولة في التهدئة بدلا من البناء.، واستهداف رموز الدولة ومؤسساتها في شائعات يتم توجيهها مباشرة ضد "الجيش- الشرطةـ القضاء ـ القيادة السياسية"الهدف منها تقليل هيبة الدولة وزعزعة الاستقرار من الداخل، وهنا تكون الخطوه الحقيقية والمستهدف من وراء مروجيها حيث يكون هؤلاء في خدمه أجندات خارجية معادية تحاول تشويه صورة الدولة أمام شعبها.

وهل تؤثر الشائعة على الاقتصاد والاستثمار؟
أي شائعة عن الوضع المالي أو قيمة الجنيه أمام الدولار في البنوك يمكن أن تتسبب في قيام المستثمرين بسحب أموالهم خوفا من الخسارة، فالمستثمر يحتاج إلي الااستقرار والثقة والشائعات تقوم بتدمير هذين المحورين وهنا يقع اقتصاد الدولة وينهار وهذا هو المطلوب تنفيذه من الجهات العدائية.

هل تخلق الشائعات انقسامات داخلية بالمجتمع؟ 
بعض الشائعات تستهدف النسيج الاجتماعي والديني والعرقي وتلعب علي وتر "التمييز، الظلم، المؤامرة" لتولد كراهية داخلية، وهذا أخطر ما في الشائعة إنها تعمل على تفتيت  "المجتمع من الدخل وإيقاظ النزاعات الطائفية والانقسامات التي قد  تؤدي إلي مطالبات حقيقية بالانفصال وهو ما حدث فعلا ومؤخرا في منطقه السويداء بـ "سوريا" وغيرها من الدول العربية.

الشائعة  في زمن الحروب والتوترات الإقليمية والعالمية لم  تعد مجرد كذبة بل يجب أن نعترف بحق أنها أصبحت أخطر سلاح يمكن أن يدمر الأوطان دون طلقه رصاص واحدة، تأثير الشائعات على الأمن القومي المصري يحب أن نعرف أنه تهديد حقيقي يعمل على التشكيك في الدولة، القيام بخلخلة ثقة الناس، كما يؤثر على الاقتصاد وبيفتح أبواب الفتن، ولأن  مصر تمر بتحديات كبيرة والشائعات المتواترة كثيرة، بل ومنظمة ومتكررة من الداخل والخارج فإن محاربتها  ليس فقط دور الحكومة لأنها قضية وعي وطني.

هل توجد عصابات أو دول أو جماعات وراء استهداف الدولة بنشر الشائعات؟
نعم التاريخ الحديث يبين أن جهات مختلفة  تستخدم الشائعات كأداة استهداف، هناك بالفعل دول وأجهزة مخابرات في إطار حرب معلومات أو الضغط السياسي، وكذلك جماعات إرهابية أو تنظيمات متطرفة تستخدم الدعاية والشائعات للتجنيد والتحريض لزعزعة الاستقرار وضرب الأمن  الاجتماعي، تستغل الأكاذيب للتأثير علي الرأي العام .

إذن هل عملية نشر الشائعات عشوائية أم منظمة؟
في الواقع كلاهما موجود هناك مستويات مختلفة من التنظيم، فهناك أسلوب عشوائي من خلال فرد واحد  يقوم بنشر شائعة ثم تتوسع لأن الناس تشاركها هذه حالة شائعة يتم تداولها فرديا علي السوشيال ميديا، وهناك عملية منظمة، وذلك عندما توجد حملة مدروسة تُستخدم لخلخه النسيج المجتمعي بهدف إرهاقه نفسيا وذلك باستخدام شبكات من الحسابات.

ـ بوتات ـ صفحات مزيفة ـ محتوي منسق ومنهجيات تضخيم "، وعادة ما تبدأ الشائعة عشوائية لكنها إذا لقت صدي واسع وتلقت تضخيما من حسابات كبيرة أو ممولة تتحول إلي حملة منظمة.

صراحة.. هل الجماعات الإرهابية والإخوان يستخدمون حرب الشائعات؟
نعم بعض الجماعات الإرهابية استخدمت الدعاية المنظمة بكثافة من خلال "قنوات نشر فيديوهات- محتوي وهمي غير حقيقي - منصات بديلة" وذلك لأهداف تجنيدية وتحريضية و هذا معروف تاريخيا.

هل هناك علم منظم يعتمد علي الهندسة النفسية والاجتماعية في نشر الشائعات؟
نعم هناك مجال كبير ومكتسب تحت مسمي، الهندسة الاجتماعية والتحليل النفسي للسرد والتوجيه العاطفي، يستخدم لصياغة رسائل تستهدف مشاعر محددة مثل "خوف -غضب - إحساس بالظلم"، والدول المعادية والمنظمات التي يتم توظيفها للقيام بحملات تأثير حديثة تستخدم فرقا متكاملة من "محللو بيانات ـ خبراء سلوك مجتمعي ـ صانعو محتوي ـ  خبراء شبكات اجتماعية ـ  استخدام أدوات تحليل نقاط الضعف الاجتماعية كـ  "قضايا طائفية -اقتصادية- سعرية"   لاستهدافها.

والمنهجية هنا تشمل "تحديد جمهور مستهدف ـ اختيار منصات مناسبةـ  تصميم رسائل عاطفية ـ استخدام حسابات آلية وواقعية للتضخيم  ـ  قياس التأثير ـ  تعديل الرسائل"

كيف نعلم  أن الشائعة منظمة وليست عشوائية؟
عندما نرصد أو نري  تزامن منشورات كثيرة تحمل "نفس النص ــ نفس الفكرة ـ  وقت واحد ـ حسابات جديدة ـ  مزيفة ـ مشاركة  نفس المحتوي بكثافة وهو "سلوك بوتي" تكرار نفس الوسائط صور أو فيديوهات معدلة  مع رسائل متطابقة ـ تمويل/إعلانات مدفوعة تدفع بموضوع معين لدي جمهور واسع ــ انتقال الرسالة عبر لغات ومنصات متعددة بطريقة متسقة ".. كل ذلك يشير إلى وجود تنسيق محترف وأن هناك محاولات استهداف تعمل بشكل احترافي ومنظم.

هل هناك فعلا شائعات بغرض التريند؟
نعم  هي شائعات مقصودة بيتم نشرها بهدف جذب الانتباه وزيادة التفاعل والمشاهدات، زيادة المتابعين. تحقيق مشاهدات، الظهور في الترند، تحقيق أرباح  مثل الإعلانات أو الهدايا أو الربح من المحتوي، أمثلة على شائعات الترند ان يقوم فنان ما ليعلن اعتزاله الفن وبعد فترة  ينفي تلك الشائعة ليقول إنها كانت خدعة إعلامية، وكذلك أخبار ملفقة عن فنانين أو مشاهير وعلاقاتهم ببعض ما بين زواج وطلاق وعلاقات مشبوهة وخلافات شخصية فقط من أجل خلق حالة  من الزخم وزيادة المتابعات أو الشهرة.

هل للإعلام دور في  مواجهة الشائعات ؟ وهل يؤدي ذلك الدور أم هناك تقصير؟
"الإعلام له دور كبير جدا في الرد ومحاربة الشائعات بشرط هو الاستباق، وليس فقط  كـ رد فعل علي  الشائعة، فالشائعة كالفتنة تماما لو لم يتم وأدها في وقتها تحولت إلي سرطان مجتمعي يصعب احتواؤه، فالإعلام الحقيقي يجب أن يكون المصدر الذي يرجع إليه الأفراد عندما يقعوا في منطقة الحيرة، ويجب أن ينأي الإعلام عن إقحام نفسه والأ يكون طرفاً في نشر الشائعة أو التلميح ليها، وبعص وسائل الإعلام تقوم بدور ممتاز، لكن لابد من المزيد خاصة مواقع السوشيال ميديا.

البعض يري أن الرد علي الشائعة يعظم منها ويعطيها حجم أكبر.. ماصحة ذلك الاعتقاد؟
هذا حقيقي، فليس من المنطقي أن كل شائعة تستحق الرد، لكن لما عندما يكون تأثيرها كبير وتمس وعي الأفراد داخل المجتمع وأمنهم يجب أن يكون هناك  رد سريع  وذكي، أي لا تكرر فيه  الشائعة لكن توضح الحقيقة دون تغذية لها.

 هل لدينا مؤسسات وآليات تعمل علي رصد الشائعات والرد عليها؟ 
نعم يوجد ومنها
1- AkhbarMeter
هي مرصد إعلامي مستقل يراقب المحتوي علي مواقع الأخبار الشعبية ويقيم مدي التزامها بالمهنية والمصداقية، تقوم أيضا بالتحقق من الأخبار المتداولة عبر الإنترنت وتوعية العامة بكيفية التحقق من المعلومات. 
2- المجلس الأعلي للإعلام
اتخذ مبادرات لوضع توصيات لمواجهة الأخبار الكاذبة والشائعات والعمل على وضع توصيات لإنشاء منصة متخصصة للتحقق من المعلومات وتدريب الإعلاميين والناطقين الرسميين على الردّ علي الشائعات

3- مركز الإعلام التابع لمجلس الوزراء
في بعض الحالات الحكومة ترد رسميا علي الشائعات، هذا بجانب حملات توعية عامة بوزارات مثل الأوقاف التي  تشارك بخطاب ديني ومواعظ ومحتوي إعلامي لتوعية المجتمع بأهمية التثبت من الأخبار.

لكن تظهر التحديات في أنه يبدو أن هناك "جهاز" تقني or مستقل من الدولة يرصد الشائعات بشكل أوتوماتيكي "باستخدام الذكاء الاصطناعي أو أدوات كشف المحتوي الزائف" مع القدرة علي الرد الفوري علي كل شائعة، بعض الردود الحكومية تتأخر أو تكون بعد انتشار واسع للشائعة مما يجعل السيطرة أقل فاعلية، التوعية للجمهور لا تزال غير كافية دائما والكثير من الناس قد لا يعرفون المصادر الموثوقة أو كيفية التحقق من المعلومات.

كيف يمكن مواجهه الشائعات داخل المجتمع؟
المواجهة تعتمد علي ثلاثة محاور 
1- وعي فردي فقبل مشاركه أية معلومة يحب أن يسأل الفرد نفسه سؤال بسيط جدا هل المصدر موثوق؟
2- دور تعليمي.. المدارس والجامعات يحب أن تقوم بتدريس وتعليم الطلاب في جميع المراحل الوعي الرقمي بحيث يميزوا بين الحقيقة والإشاعة.
3- دور إعلامي محترف يقدم محتوي موثوق ويوضح الحقائق أول بأول من غير تهويل أو تهوين بحيث يكسب ثقه المواطن ويتحول إلي  مصدر موثوق وحقيقي المعلومه وليس شريك فيها.

هل يعاقب القانون صراحة مروجي الشائعات وهل العقوبة كافية للردع؟

 أولًا: المادة 188 من قانون العقوبات المصري "يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد علي عشرين ألف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين كل من نشر بسوء قصد أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

ثانيًا: المادة 80 "د" من قانون العقوبات المصري: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تزيد علي خمسمائة جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين. كل مصري أذاع عمدا في الخارج أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد وكان من شأن ذلك إضعاف هيبة الدولة أو اعتبارها.ط أو إضعاف الثقة في اقتصادها أو النيل من مصالحها القومية."

ثالثًا: قانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات. "المعروف بـ "قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية"" المادة 25 - بشأن انتهاك الخصوصية ونشر الشائعات: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا كتقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدي هاتين العقوبتين. كل من تعمد استعمال شبكة معلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي في نشر أو بث أو ترويج أخبار أو معلومات كاذبة من شأنها إلحاق الضرر بالأمن القومي أو تكدير الأمن والسلم العام."

فالقانون المصري لم يترك الموضوع مفتوح من المادة 188 في قانون العقوبات حتي صدور قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية رقم 175 لسنة 2018 والعقوبات واضحة الحبس والغرامة وهذا يأكد أن  الشائعة ليس  برأي أو خبر عابر.

الشائعة جريمة تزعزع ثقة مجتمع وتهدد أمن دولة بكامل مؤسساتها.

ما مدي الخطورة من الشائعة علي مصر في الوقت الراهن تحديدا؟
الشائعة في الفترة الحالية غاية الخطورة على بلدنا، نظرا لقيامها باستغلال نقاط حساسة في محالات متعددة  "اقتصاد- أسعار السلع- الدعم- الأمن -قضايا الهوية" وجميعها  لها تأثير مباشر وحقيقي على الأمن القومي بل ويؤدى إلى: زعزعة الثقة فى قدرة الدولة، إثارة الفوضي، إضعاف المؤسسات.. فتلك  الحملات المنظمة قادرة على خلق أزمات وهمية تؤثر على سلوك المواطنين فيندفعوا إلي سحب الأموال نتيجه الهلع المجتمعي.

ماهي الخطوات اللي تتخذها الدولة لمواجهة هذا النوع المنظم من الشائعات؟
كشف الحملات رقميا عبر فرق ترصد الشبكات وتقوم بتحليل سلوك تلك الحسابات، والتعاون مع شركات السوشيال ميديا لوقف الحسابات المضللة وإزالة المحتوي الممول الزائف، إجراءات قانونية ضد المتورطين وفقا لـ "قوانين مثل مكافحة الجرائم الإلكترونية والمادة الخاصة بنشر الأخبار الكاذبة"، برامج توعية وطنية لتقوية مناعة الجمهور ونشر ثقافه التحقق الموثوق ودعم منصات الفحص، تعزيز الشفافية الإعلامية للمؤسسات الرسمية لتقليص الفراغ المعلوماتى الذى تستغله الشائعات.

أخيرا جيل الشباب الحالي بماذا تنصحه حتى لايكون يدا طيعة تساعد على نشر الشائعات ولو بدون قصد؟
نعم، بشكل عام هو أكثر جيل عرضة وتأثرا ونشراً للشائعات، وهذا لعدة أسباب:

1- طبيعة استهلاكهم للمعلومات، فجيل زد ياخذ  المعلومة بشكل سريع ومختصر وغالبا من مصادر غير تقليدية "تيك توك - إنستجرام - يوتيوب - تويتر" وعدد قليل منهم بيتابعون  الأخبار من صحف رسمية أو مصادر موثوقة، وكانت  النتيجة المنطقية سهولة الوقوع في فخ الأخبار الكاذبة أو التريند المفبرك.

2- المشاركة السريعة بدون تحقق لأنهم متعادين على المشاركة اللحظية وإعادة النشر (Share / Retweet) كنوع من التفاعل فيقوموا بمشاركة المعلومة قبل ان يتأكدوا منها.

3- فجوة الثقة في الإعلام التقليدي فهناك شريحة من الشباب تري أن الإعلام الرسمي قديم أو منحاز فيقوم بالبحث على البديل في السوشيال ميديا حتى لو كان غير  مصادر موثوقه وهنا الخطر الحقيقي، حيث يتم استغلالهم في نقل وتداول الشائعات من قبل جهات إجرامية منظمة  دون أن يدركوا حتي أنهم مستغلين من الغير.

4- سهولة التأثير العاطفي، لأن الجيل ده حساس جدا للقضايا الاجتماعية، العدالة، الهوية لذا فهو جيل سهل استغلال مشاعره عن طريق شائعات فيها تعاطف أو إثارة أو غضب.

وهل ساهم هذا  الجيل في صناعة الشائعة؟
نعم، ساهم كضحايا للتطور التكنولوجى، أيضا كمشاركين فى صناعة الشائعة بشكل كبير فنهاك الكثير من المؤثرين "الإنفلونسرز" من جيل الشباب ينشرون محتوى بدون تحقق وبعضهم يتعمد على نشر الشائعات من أجل التريند والمكسب، وفى المقابل لا ننكر أن هناك فئة واعية جدا تحارب الشائعات وتقدم محتوى مفيد، ولأن ببساطة المعلومة عنده سريعة والعاطفة أوقات تسبق العقل، فهذا يجعل مهمتنا أكبر فى توعيته واحتوائه وكسب ثقتهم فى مصادر معلومات وطنية، ويجب سرعا استيعاب هذا الجيل ودمجه حتى لا ينفصل عن المجتمع، وهناك بالفعل شريحة رائعة من هذا الجيل شاب واعى بيستخدم نفس الأدوات ليحارب الشائعات وهذا الجانب يجب أن نشجعه ونقوم بدعمه.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق