سجل علماء يابانيون حالة طبية نادرة لفتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، عانت من نوبات ذهان حقيقية تظهر بانتظام قبل الدورة الشهرية بنحو أسبوعين وتختفي تمامًا بعد بدايتها. وتُعد هذه الظاهرة مختلفة عن متلازمة ما قبل الحيض المعتادة، وقد تم تسجيل أقل من 100 حالة من هذا النوع في تاريخ الطب - حيث كانت أعراض، مثل الإحساس بتسرب الأفكار عبر الهاتف، أو "اقتحام" أصوات الآخرين على الدماغ ، أو جنون الارتياب والشعور بالمراقبة، تعيق حياتها لمدة عامين.
ورغم أن المريضة لم تستجب للأدوية المضادة للذهان التقليدية، فقد لوحظ تحسن ملحوظ بعد تغيير التشخيص إلى اضطراب ذهاني مرتبط بالدورة الشهرية، ووصف دواء مضاد للاختلاج (فالبروات)، مما أدى إلى استقرار حالتها.
ويُعتقد أن التغيرات الهرمونية، خاصة الانخفاض الحاد في مستوى الإستروجين خلال المرحلة الأصفرية، تؤثر في نظام الدوبامين العصبي مسببة اضطراب التوازن الكيميائي في الدماغ. وتسلط هذه الحالة الضوء على العلاقة المعقدة بين الهرمونات والحالة النفسية، وعلى أهمية التشخيص الدقيق في الاضطرابات النفسية النادرة.
ويقول علماء النفس إن حالة واحدة لا تشكل بالطبع قاعدة عامة للجميع، لكن مثل هذه الحالات تساعد في فهم الأمراض النادرة وتؤكد أن الهرمونات يمكنها "إعادة ضبط" الحالة النفسية.
اترك تعليق