لطالما كانت كرة القدم مصدر إلهام للسينما المصرية، ليس فقط بوصفها اللعبة الشعبية الأولى، بل كجزء متجذر في الثقافة اليومية للمجتمع. وكان من الطبيعي أن تتسلل مباريات القمة بين الأهلي والزمالك إلى الشاشة الكبيرة، إما كخلفية درامية لأحداث العمل أو كجزء محوري من الحبكة.

بل إن بعض نجوم الكرة، خاصة من قطبي الكرة المصرية، خاضوا تجربة التمثيل بأنفسهم، وشاركوا في أفلام شهيرة، لينتقلوا من المستطيل الأخضر إلى كاميرات السينما، في تجارب لا تزال راسخة في ذاكرة الجماهير.

فيما يلي أبرز الأفلام التي تناولت صدامات القمة بين الأهلي والزمالك أو استعانت بنجوم الناديين:

 «رجل فقد عقله».. القمة على الشاشة وأيقونة من الأهلي في البطولة

تدور القصة حول رجل أعمال متعدد العلاقات، فيدخل ابنه "زيكو" – لاعب كرة قدم شهير – في صراع داخلي للحفاظ على استقرار أسرته. في خلفية الأحداث، تتخلل المباراة الكبرى بين الأهلي والزمالك مسار الفيلم، حيث يظهر الأهلي منتصرًا ويتوج ببطولة الدوري، في مشهد حماسي يختلط فيه الدراما بالروح الرياضية.

 «الزمهلاوية».. التعصب الكروي يهدد الحب

أما فيلم "الزمهلاوية"، فقد وضع التعصب الكروي في صميم القصة. يسرد الفيلم الصراع اليومي بين عائلتين، كل منهما يشجع نادٍ مختلف — أحدهما أهلاوي والآخر زملكاوي. وبين نقاشات مشتعلة ومواقف هزلية، يظهر الحب بين "عبير" ابنة أحد مشجعي الزمالك، و"حسن" ابن العائلة الأهلاوية، مما يحوّل تشجيع الكرة إلى عقبة حقيقية أمام قصة الحب.

ما يميز الفيلم هو مشاركة مجموعة من نجوم الكرة الحقيقيين، مثل: عصام الحضري، خالد الغندور، خالد بيبو، جمال حمزة، ومحمد شوقي، مما منح الفيلم طابعًا واقعيًا، خاصة مع الأغنية التي قدمها "ريكو" و"هدى" عن القمة المصرية.

 «يا رب ولد».. الأسرة في المدرجات!

فيلم "يا رب ولد" تناول علاقة الكرة بالأسرة المصرية، وإن لم تكن المباراة هي الحدث الأساسي، إلا أن حضور القمة كان واضحًا في نهايته.

تدور القصة حول تاجر أخشاب يُرزق بثلاث بنات، وتسير الأحداث في قالب اجتماعي ساخر، حتى تفاجئه زوجته بحمل جديد، فيأمل أن يُرزق بولد يرث تجارته. وفي المشهد الختامي، يظهر جميع أفراد العائلة داخل مدرجات استاد القاهرة، يتابعون مباراة الأهلي والزمالك، في إشارة رمزية لحضور القمة في تفاصيل الحياة اليومية.

تعكس هذه الأعمال كيف أن مباراة القمة ليست مجرد مواجهة رياضية، بل حدث ثقافي، تتردد أصداؤه في البيوت، والمقاهي، وحتى الأعمال الفنية. وسواء كانت الكرة هي محور الحدث أو مجرد خلفية درامية، فإن وجودها على الشاشة يبرز مدى تغلغلها في تفاصيل المجتمع المصري.

اللافت أن بعض نجوم الكرة لم يكتفوا بالظهور العابر، بل كانت لهم أدوار مؤثرة في هذه الأفلام، وعلى رأسهم:

صالح سليم: أسطورة الأهلي الذي خاض تجربة سينمائية رائدة في أفلام مثل الشموع السوداء.

عصام بهيج: نجم الزمالك، الذي ظهر في عدة أعمال درامية.

شريف إكرامي: الذي شارك في فيلم "رجل فقد عقله"، جامعًا بين حراسة المرمى والتمثيل السينمائي.