يستعد ريال مدريد الإسباني لخوض واحدة من أصعب مواجهاته في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، عندما يحل ضيفًا على فريق كايرات ألماتي الكازاخستاني، في مواجهة تفرض تحديات خاصة من الناحية الجغرافية والبدنية والذهنية، وذلك بعد أيام فقط من الخسارة الثقيلة أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة 5-2 في ديربي العاصمة.
وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن الفريق الملكي واجه رحلة مرهقة استغرقت قرابة ثماني ساعات عبر طائرة خاصة إلى مدينة ألماتي، في حين أن الجماهير المرافقة عانت أكثر بسبب الرحلات غير المباشرة والتوقفات الطويلة، والتي امتدت ما بين 12 إلى 24 ساعة. وفرض فارق التوقيت (3 ساعات) أيضًا تحديًا إضافيًا على الجهاز الفني، الذي اضطر لإعادة برمجة جدول التدريبات والتأهيل البدني، لضمان جاهزية اللاعبين.
تُقام المباراة على ارتفاع جغرافي ملحوظ عند سفوح جبال "ترانس-إيلي ألاطاو"، في ملعب صغير نسبيًا يتسع لـ 23 ألف متفرج فقط، بعيدًا عن الأجواء الأوروبية المألوفة التي اعتاد عليها نجوم ريال مدريد.
ورغم أن درجات الحرارة معتدلة (حوالي 15 مئوية)، فإن الجفاف والارتفاع عن سطح البحر يفرضان عبئًا بدنيًا إضافيًا على اللاعبين، ويستلزمان تعاملًا دقيقًا من الطاقم الطبي والفني لتفادي أي إجهاد أو إصابات محتملة.
يدخل المدرب تشابي ألونسو المواجهة مدفوعًا برغبة قوية في تصحيح المسار، بعد الخسارة المهينة في الديربي، التي فجرت موجة من الانتقادات داخل الأوساط المدريدية.
ورغم غياب الثنائي الدفاعي إيدير ميليتاو وداني كارفاخال بداعي الإصابة، قرر ألونسو السفر بكامل العناصر المتاحة، في إشارة واضحة إلى أنه لا ينظر للمباراة باعتبارها "سهلة" أو مضمونة، بل امتحانًا حقيقيًا لشخصية الفريق وقدرته على النهوض سريعًا من كبوته.
المواجهة أمام ألماتي تمثل أكثر من اختبار فني؛ فهي أيضًا تحدٍّ ذهني ولوجستي، خاصة في هذا التوقيت الدقيق من الموسم، حيث يعاني الفريق من ضغط المباريات والغيابات، ويحتاج بشدة إلى استعادة الثقة، محليًا وقاريًا.
اترك تعليق