د. دعاء بيرو استشاري الإتيكيت والعلاقات الإنسانية:
يعتبر إتيكيت العتاب بين الزوجين.. "لغة القلب التي تحفظ المودة" العلاقة الزوجية ليست خالية من الخلافات أو سوء الفهم.. فالحياة اليومية تحمل ضغوطا وتفاصيل قد تثير التوتر أحيانًا.. لكن سر نجاح أي علاقة زوجية لا يكمن في غياب الخلاف بل في فن إدارة العتاب. وهنا يأتي دور الإتيكيت ليضع قواعد رقيقة تحفظ الكرامة وتُبقي علي دفء المودة.. وإليكم بعض من تفاصيل الإتيكيت والشياكة لتفيدكم عند عتاب الشريك.. فيجب اختيار الوقت المناسب للعتاب فلا يجب أن تنتظر الزوجة عودة زوجها من العمل فارغ الصبر حتي تعاتبه علي أمر ما.. فهو في هذا التوقيت سيكون متعبا ومضغوطا.. لذا علي شريكي العلاقة الزوجية اختيار الوقت المثالي للنقاش وتقبل العتاب وحل المشكلات والإشادة بالشريك فهو من الأشياء الهامة هي بداية حديثك مع من تعاتبه بالإشادة به.. مع إبراز مميزاته لكي تزيد ثقته بك.
وعند عتابنا للشريك فنحن لا نتشاجر معه.. لذا فلابد أن نستقبله ببشاشة ووجه متسامح.. ما نسميه "بكيمياء الوجه مريحة" فتعبيرات الوجه ولغة الجسد مهمة جدآ فعندما يظهر علي الوجه الهدوء والطمأنينة والتسامح يزول جبل الجليد بين الطرفين حتي من قبل العتاب.. وأن يحرص كلا من الزوجين جعل مستوي الصوت منخفضا أثناء العتاب.. فيه لمسة من الهدوء والحنان ليس به أي نبرة غضب أو كره أو كراهية.. فعلي كل طرف احترام الآخر وتقديره وعدم التقليل من شأنه.. وعلي الطرفين الجلوس قريبا من بعضهما أثناء العتاب حتي يشعرا تجاه بعضهما بالحب والمودة والتعاطف والاحتضان المعنوي..
ولابد عند العتاب مع الشريك الحرص في بداية الحديث معه علي الاطمئنان عليه أولا والترحيب به وبوجوده لأن هذا يعطيه بعض الرسائل والدلالات الإيجابية له والتي تثبت الثقة في نفسه.. والثقة في العلاقة بينكما..
والتركيز علي مشكله واحدة.. ضرورة عدم العتاب في مشكلات قديمة او تكرارية.. والاقتصار علي الخطأ الحالي لتجنب إثارة الضغينة والتعقيد.
وعلي الزوجة.. أن تترك للزوج مساحة للتحدث والتعبير عن رأيه وعن نفسه فعليها أن تنصت جيدا حتي لو كان ما يقوله الزوج ليس حقيقيا أو سوء ظن منه فعليها أن تتعامل معه بالعقل والحكمة..
فالعتاب يحتاج إلي مناخ هاديء لا لحظة غضب.. ولذا من أبرز أصول وذوقيات العتاب بين الشريكين أن يؤجل الحوار حتي تهدأ النفوس والمشاعر ويصبح الطرفان مستعدين للاستمتاع لا الهجوم.. ويكون بذلك النقاش بناء بينهما.. والإتيكيت يعلمنا أن نعاتب علي الموقف لا علي الصفات والصدق والهدوء.. ضرورة علي الشريكين أثناء العتاب قول الحقيقة بهدوء ومنطقية.. مع الابتعاد عن التجريح والألفاظ المسيئة وتجنب المقارنات مع الآخرين..
ومن قواعد الإتيكيت الأساسية للعتاب.. أن يكون مكانه بين الزوجين فقط لا أمام الأهل أو الأصدقاء أو حتي الأبناء أو في مكان عام لتجنب الإحراج.. فالخصوصية تحفظ الاحترام و تمنع تضخيم المشكلة.. ومن إتيكيت العتاب أيضا تجنب المبالغة والتكرار فكثرة العتاب علي أبسط المشاكل تجعل الطرف الآخر يشعر بأنه مقيد في علاقة سامة.. لذا علي كل طرف تحديد أهم النقاط التي تحتاج إلي عتاب.. ومن المهم جدا التركيز في صلب الموضوع.. ولا داعي المناقشات الثانوية والفرعية.. فالعتاب يكون وقته محدد وسريع وبعدها نتجاوز الموضوع..
وعلي كل طرف أيضا أثناء العتاب.. الحذر و التأني عدم التسرع في قول شيء قد يندم عليه فيما بعد.. فيتعين علي الرجل أو المرأة.. الحرص علي اتباع العقلانية والحكمة واللياقة عند المناقشة في أي موضوع واتباع آداب الكلام حتي يكونا دوما علي اتفاق ولا يكون العتاب سببا للبعد أو النفور..
والأمور التي يصلح فيها العتاب ويكون ناجحا هو مايتعلق بجرح الشعور بموقف أو كلمة أو المزاح بأمور لا يمكن تقبلها أو توجيه نقد مؤلم في المظهر أو في الطعام أو في تنظيم البيت أو السخرية من الزوجة أمام الآخرين هنا يكون العتاب بذوق وحكمة مطلوبا لأنها كلها أمور جارحة لها كزوجة وامرأة.
اترك تعليق