الاحتلال يواصل القصف العنيف والتدمير الشامل والحصار الخانق

مظاهرات في إسرائيل.. خوفاً من مصير باقي المحتجزين

في ظل تصاعد وحشية الاحتلال الإسرائيلي حيث تتفاقم الكارثة يوما بعد يوم نتيجة القصف العنيف والتدمير الشامل والنزوح القسري إضافة إلي الحصار الخانق ومنع إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية من غذاء ومواد إيواء. ما أدي إلي تفشي المجاعة وسوء التغذية وسقوط الضحايا المدنيين بشكل يومي.

وجهت وزارة الصحة في قطاع غزة نداء استغاثة عاجلًا امس قالت خلاله إن وحدة المختبرات وبنوك الدم في المستشفيات تعاني من نفاذ في المحاليل ومستهلكات الفحوصات المنقذة للحياة.. وأضافت في بيان امس أن محاليل فحوصات "أملاح الدم. غازات الدم. CBC. وفحص الفيروسات" غير متوفرة. وهو ما يعيق إتمام الفحوصات للمرضي والجرحي.
أكدت وزارة الصحة أنها ومن خلال منظمة الصحة العالمية عملت علي توفير الأصناف المطلوبة وهي تتواجد حاليًا في مخازن المنظمة بالضفة الغربية مطالبةً الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإتمام التنسيقات الضرورية لإدخال الأصناف المخبرية وتسيير وصولها الآمن إلي بنوك الدم في المستشفيات.
اشارت الوزارة الي ارتفاع حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلي 64,803 شهداء. و164,264 مصابًا.. ومنذ 18 مارس. بلغ عدد الشهداء 12,253 والمصابين 52,223.
كما بلغ عدد شهداء "لقمة العيش" 2,484. والمصابين 18,117. فيما سجّلت مستشفيات غزة 7 وفيات جديدة بسبب المجاعة خلال 24 ساعة. من بينهم طفلان. ليرتفع عدد الوفيات إلي 420 حالة. بينهم 142 طفلًا.
وفي سياق متصل .. أكد بسام زقوت مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة  أن الطواقم الطبية تعيش تحت تهديد دائم ولا تستطيع الاستمرار بالعمل وترك عائلاتها تحت التهديد والقصف المستمر .. مضيفا فقدنا كافة البيانات للأشخاص الذين هم في حاجة للخدمات الصحية والمراكز الطبية بالقطاع ولا يستطيعون الوصول إليها" .. لافتا إلي أن هناك فوضي عارمة وازدحام وإخلاء مستمر ومعاناة تجعل ذلك مستحيلا . 
أضاف زقوت أن القطاع يمر بأيام عصيبة بسبب التهديد المستمر ومحاولات تهجير السكان وتدمير الخدمات الصحية والبني التحتية .. مشيرا إلي أن الإغاثة الطبية اضطرت لإخلاء المركز الرئيسي التابع لها بعد أن تم تحديد المنطقة المجاورة له منطقة إخلاء وتهديد .. موضحا أنه تم تدمير المركز الصحي التابع للجمعية في مخيم الشاطئ. كما أن هناك إيقاف لكافة العيادات والمراكز الطبية. والمتبقي فقط بعض المستشفيات مثل الشفاء والأهل العربي والتي تقع في منطقة خطيرة تهدد حياة المرضي.
أشار إلي أن لوجستية الطرق تمنع وصول أي نوع من الإمدادات الطبية إلي مدينة غزة وهناك طريق واحد يكتظ بآلاف الشاحنات التي تحمل السكان نحو الجنوب.
من ناحية اخري .. كشفت صحيفة "معاريف" عن وجود خلافات داخل أروقة القيادة الإسرائيلية علي خلفية فشل عملية اغتيال قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي .. مشيرة إلي أن رئيس الموساد. ديفيد برنياع. ورئيس الأركان. إيال زامير. رغم أنهما مؤيدان لفكرة تصفية قادة حماس. إلا أنهما كانا يريان أنّ "هذا ليس الوقت المناسب لاغتيالهم .. ولفتت إلي وجود ضغوط من وزير الشؤون الاستراتيجية. رون ديرمر. باتجاه تنفيذ العملية.
تابعت الصحيفة  أن قادة المنظومة الأمنية يوجهون انتقادات لاذعة إلي ديرمر. ويرونه بات يقود التيار المتشدد. إذ يقود تيارًا يطالب بضرورة دخول غزة وتدمير المباني وإلحاق الضرر بحماس حتي ترفع راية الاستسلام البيضاء .. مضيفة أن قادة المنظومة الأمنية يرون أن ديرمر لا يهتم لمسألة المحتجزين وأنه لا يري في عودتهم "قيمة عليا فوق كل اعتبار".
وتؤكد الأجهزة الأمنية أنه كانت هناك فرصة يوم الثلاثاء الماضي لبدء المفاوضات ووقف الزحف نحو مدينة غزة لكن عملية الاستهداف في الدوحة أفسدتها .. وأردفت أن تلك العملية أوقفت مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين. ويسود حاليًا الإحباط والغضب داخل المؤسسة الأمنية.
افاد مصدر أمني اسرائيلي للصحيفة إذا أرادت القيادة السياسية شيئًا آخر غير إطلاق سراح المحتجزين. فليُعلنوا ذلك جهارًا. لا أحد يعلم إن لم يُقتل أي محتجز منذ يوم الثلاثاء متابعًا: "إنهم يتلاعبون بمصائر الناس هنا".
في ظل تنامي الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب استمرار الحرب علي قطاع غزة .. هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد مجددا الحكومة
قال زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد إن حكومة بنيامين نتنياهو"الحكومة الإسرائيلية تُدمر كل ما في البلاد. العلاقات الدولية. والاقتصاد. والثقافة. والرياضة. كل شيء ينهار .. مضيفا إنهم يجروننا إلي أن نصبح دولة ضعيفة فاسدة ومعزولة من دول العالم الثالث..  
اكد لابيد حان الوقت لندفع بالبلاد إلي الأمام لنصبح دولة ناجحة متطورة ومحبوبة .. متابعا إنهم يفضلون هدم المباني الشاهقة في غزة علي إعادة المحتجزين إلي ديارهم وفق صحيفة معاريف 
وفي ذات السياق ..  تجمع آلاف المتظاهرين الإسرائيليين مساء امس في ساحة الرهائن بتل أبيب. حيث أعرب أقارب الرهائن عن مخاوفهم المتزايدة من أن الضربة الإسرائيلية الفاشلة التي استهدفت قيادات "حماس" في قطر قد عرقلت المفاوضات بشأن صفقة الرهائن. 
ذكرت صحيفة "يديعوت آحرونوت" أن المتظاهرين حملوا لافتة ضخمة موجهة إلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشيرون فيها إلي أن ""رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين" يقوم بخداعه حيث كتب عليها باللغة الإنجليزية: "نتنياهو. توقف عن خداع الرئيس ترامب".
وفي رحوفوت. تجمع المئات عند تقاطع حديقة العلوم وهم يهتفون: "لماذا ما زالوا في غزة؟!". وفي بتاح تكفا. أغلق المتظاهرون مداخل تجمع لحزب الليكود حيث كان الوزراء يرفعون نخب العيد. وهم يهتفون: "كيف يمكنك الاحتفال وإخواننا في الأنفاق وجنودنا علي حافة دخول خطير إلي مدينة غزة؟!". وتظاهر المئات عند تقاطع كركور.
وفي حيفا. تظاهر الآلاف عند مفترق حوريف المزدحم. مُطالبين بإنهاء الحرب والإفراج عن جميع الرهائن. ونُظمت مظاهرة أخري في بئر السبع.