كامل الوزير: نسعي ليكون الأكبر في البحر الأحمر

زيادة حصة مصر من السوق الدولية.. لتجارة الترانزيت

يشهد قطاع النقل البحري طفرة غير مسبوقة من تطوير في الموانئ البحرية ومن بين تلك الموانئ التي تشهد تطويرًا كبيرًا هو ميناء السخنة حيث يأتي ذلك في إطار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير كافة الموانيء المصرية بهدف تحويل مصر إلي مركز اقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت وخلال السطور التالية نستعرض قصة هذا الإنجاز وكيف تحولت "السخنة"من أرض ألغام إلي ميناء عالمي.

أكد الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل ان ميناء السخنة أحد المكونات الرئيسية للممر اللوجستي "السخنة - الدخيلة". الذي يأتي تنفيذه في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي. بتنفيذ مشروع إنشاء محور "السخنة - الإسكندرية" اللوجستي المتكامل للحاويات للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.

أشار إلي أن الدولة تعكف علي تحويل ميناء السخنة إلي ميناء محوري. وزيادة حصة مصر من السوق العالمية لتجارة الترانزيت. ومشروع إنشاء البنية الفوقية. وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة للحاويات بميناء السخنة. يأتي في إطار المخطط الشامل لاستكمال وتطوير ميناء السخنة الجاري تنفيذه. ليصبح أكبر ميناء علي البحر الأحمر» حيث تم تخطيط الموقع العام للميناء ليضاهي أحدث الموانئ العالمية. بما يخدم حركة التجارة الإقليمية والدولية.

  اللواء محمد خليل مدير المشروع:  

ما تحقق في 4 سنوات.. فاق التوقعات

ربط الميناء.. بالقطار الكهربائي السريع

أكد اللواء محمد خليل مدير المشروع إن إجمالي مساحة الميناء تبلغ 29 كيلو متراً.. وتم البدء في تطوير الميناء عام 2021 مشيرًا إلي أن مساحة الميناء قبل التطوير كانت 25 كم مربع وطول الأرصفة 5 كم وكان الميناء قادرا علي استقبال سفن بغاطس 17 مترًا وتم وضع خطة عاجلة لتطوير واستكمال تطوير ميناء السخنة في اطار خطة تحويل مصر الي مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت وشملت خطة التطوير التي بدأ تنفيذها في عام 2021 علي إنشاء 5 أحواض جديدة بعمق 18 مترًا وإنشاء ارصفة جديدة بطول 18 كم بالإضافة الي تنفيذ ساحات تداول بمساحة 9.2 مليون متر مربع و مناطق لوجستية بمساحة 5.2 كيلومتر مربع بالإضافة إلي إنشاء شبكة سكك حديدية بطول 30 كيلومترًا داخل الميناء. وربطها بالقطار الكهربائي السريع وتطوير طرق داخلية بطول 17 كيلومترًا بواقع 6 حارات مزدوجة وكذلك إنشاء "المبني الإداري والمجمع الأمني والاسوار والبوابات" وإنشاء حواجز أمواج بطول 3,270 مترًا وكذا اكتساب أرض جديدة من نواتج الحفر بمساحة 4 مليون متر مربع لتصبح المساحة الإجمالية للميناء 29 كم مربع تقريباً لافتا إلي نسب تنفيذ الحالية وصلت كالتالي "الارصفة 100% والحفر الجاف 95% واعمال التكريك 95% والطرق الداخلية 85% والسكك الحديدية 70 % واعمال المرافق 70% والإنشاءات 70% وحواجز الامواج 100%" وبلغ الإجمالي العام لتنفيذ المشروع 96% .

قال إن التعاون مع أكبر تحالف عالمي في مجال إدارة وتشغيل الخطوط الملاحية ومحطات الحاويات الدولية يأتي في إطار الخطة الشاملة لوزارة النقل لتكوين الشراكات الاستراتيجية مع كبري شركات إدارة وتشغيل محطات الحاويات العالمية والخطوط الملاحية لضمان وصول وتردد أكبر عدد ممكن من السفن العالمية علي الموانئ المصرية. ومضاعفة طاقة تشغيل الموانئ والتوسع في تجارة الترانزيت.

وصول الأوناش العملاقة خطوة حاسمة لبدء التشغيل

المحطة تعمل بأنظمة ذكية وتكنولوجيا متقدمة لتحقيق أفضل أداء

أولي محطات مشروع تطوير الميناء هي محطة حاويات "هاتشيسون" والتي تم الانتهاء من اعمال البنية التحتية الخاصة بها بنسبة 100 % ويتقدم العمل في اعمال البنية الفوقية الخاصة بها والتي تشمل ساحة المحطة والمباني الادارية والاسوار. 
كما استقبلت مؤخرا محطة هاتشيسون رقم 1 بميناء عدد 3 أوناش رصيف عملاقة من أوناش "STS" من اجمالي 6 اوناش عملاقة "STS" مخطط وصولها للعمل بالمحطة و12 ونش ساحة أوتوماتيكي "RTG Cranes" من إجمالي 18 ونشًا وذلك في ضوء تنفيذ اعمال البنية الفوقية لأولي محطات مشروع تطوير الميناء وهي محطة حاويات "هاتشيسون" وحيث تعد الأوناش الثلاثة من طراز التي وصلت STS إلي رصيف المحطة. من رافعات المناولة العملاقة القادرة علي التعامل مع السفن ذات الحمولات الكبيرة. كما تُعد عنصرًا أساسيًا لتسريع دورة تداول الحاويات ورفع كفاءة الأداء بالمحطة أما أوناش الساحة الاثنا عشر من طراز RTG. فهي تعمل آليًا داخل الساحات. وتعتمد علي أنظمة ذكية في تحديد مواقع الحاويات وترتيبها. ما يقلل من الأخطاء البشرية. ويعزز من الكفاءة التشغيلية للمحطة.
تتسم المحطة بأنها ستكون محطة آلية بالكامل. بجميع عناصر تشغيلها من أنظمة الإدارة إلي الأوناش ذاتها. سواء كانت أوناش الساحة RTG أو أوناش الرصيف العملاقة STS. حيث تعمل جميعها بأنظمة ذكية وتكنولوجيا متقدمة لتحقيق أعلي معدلات الأداء كما تعتمد المحطة في إدارتها علي أنظمة تشغيل متطورة تشمل "نظام إدارة محطة الحاويات TOS "Terminal Operating System" الذي يتحكم في حركة الحاويات لحظيًا وأنظمة التتبع باستخدام GPS وRFID.  وغرف تحكم مركزية لتشغيل الأوناش ومراقبة الساحة وتقنيات صديقة للبيئة لتقليل الانبعاثات وتعظيم كفاءة الطاقة.
ويعد وصول هذه الأوناش العملاقة يمثل خطوة حاسمة نحو التشغيل الفعلي للمحطة وفق أعلي المعايير العالمية. مما يعزز من قدرة الميناء علي استقبال أكبر الخطوط الملاحية الدولية. ويدعم مكانة مصر كمركز محوري هام في سلاسل الامداد العالمية وذلك في إطار الخطة الشاملة لوزارة النقل لتكوين الشراكات الإستراتيجية مع كبري شركات إدارة وتشغيل محطات الحاويات العالمية والخطوط الملاحية لضمان وصول واستقبال أكبر عدد من السفن العالمية العملاقة بالموانئ المصرية. ومضاعفة طاقة التشغيل بالميناء والتوسع في تجارة الترانزيت.

  محمد شهاب:   

جذب استثمارات وتحالفات تشغيلية عالمية

التعاقد مع موانئ أبوظبي لإدارة التشغيل إحدي المحطات

نجح ميناء السخنة في استقطاب استثمارات وتحالفات تشغيلية عالمية. فقد تم التعاقد مع شركة البحر الأحمر للتداول الحاويات  RSCT لتشغيل وإدارة محطة تداول الحاويات بالميناء. وهو ما يعكس الثقة الدولية في قدراته اللوجستية والبنية الحديثة وجاري التعاقد مع موانئ أبو ظبي لإدارة وتشغيل محطة الدحرجة "RO-RO" ومحطة استقبال سفن سياحية. مما يضيف بعدا تكامليا لخدمات الميناء ويعزز تنوع أنشطته كما سيتم تسليم المحطات فور انتهاء التعاقدات إلي ميناء السخنة بكامل البنية الفوقية.
من ناحية أخري ضخت "دي بي ورلد" استثمارات تجاوزت قيمتها المليار دولار. مما رسخ دورها كمساهم رئيسي في دعم الاقتصاد الوطني خاصة مع الدور المحوري لميناء السخنة في منظومة الخدمات اللوجستية بمصر. حيث يتمتع بطاقة استيعابية تصل إلي 1.75 مليون حاوية نمطية قياس 20 قدماً سنوياً. إضافة إلي حصة متنامية من حركة التجارة الوطنية حيث أكد محمد شهاب. الرئيس التنفيذي لدي بي ورلد مصر وشمال إفريقيا أنه يتم إنشاء منطقة لوجستية متطورة في السخنة باستثمارات تبلغ 85 مليون دولار علي مساحة 300 ألف متر مربع. وستضم هذه المنطقة بنية تحتية حديثة تشمل مخازن للتخزين العام والمبرد. وساحات للبضائع. ومناطق مخصصة للحاويات الفارغة. إلي جانب خدمات متكاملة تضيف قيمة ملموسة للشركات المحلية والعالمية علي حد سواء موضحا أنه تم تصميم هذه المشروعات لتعزيز كفاءة الخدمات اللوجستية وتسريع إجراءات التخليص الجمركي. بما يتماشي مع أهداف الحكومة لتقليص زمن الإفراج عن البضائع بشكل كبير قبل نهاية عام 2025. مشيرًا إلي الشراكة مع مصلحة الجمارك المصرية والتي تمثل حجر الزاوية في تعزيز منظومة التجارة المصرية. فيما تهدف استثماراتنا في الحلول الرقمية المتقدمة والتميز التشغيلي إلي جعل ميناء السخنة نموذجاً عالمياً في سرعة الأداء وجودة الخدمات".
كما تم تعزيز مكانة السخنة كبوابة التجارة الأولي لمصر علي البحر الأحمر عبر تحقيق طاقة مناولة سنوية بلغت 1.75 مليون حاوية نمطية قياس 20 قدماً. مدعومة ببنية تحتية متقدمة تشمل 29 رافعة ساحة و1,194 وصلة كهربائية للحاويات المبردة وتضاعفت صادرات الحاويات المبردة تقريباً في عام 2024 مقارنة بعام 2023. مما عزز دور السخنة كمركز رئيسي لصادرات مصر الزراعية والغذائية ويتم مرور 21% من إجمالي تجارة مصر عبر السخنة. مع توقعات بارتفاع النسبة إلي 24% هذا العام ويتم تنويع خدمات السخنة لتشمل أنشطة أخري بخلاف مناولة الحاويات. حيث تم تصدير 2,000 سيارة "نيسان" إلي ميناء جبل علي في دولة الإمارات مع دعم سياحة الرحلات البحرية من خلال استقبال 60 ألف راكب علي متن سفن "إم إس سي كروز".

استقبال أحدث رافعتين.. من بلجيكا

يعزز قدرة الميناء علي التعامل مع السفن الضخمة

استقبل ميناء دي بي ورلد مصر بالسخنة مؤخرًا سفينة الشحن INDUSTRIAL SONG القادمة من ميناء أنتويرب البلجيكي. وعلي متنها رافعتان من أحدث الرافعات المتحركة في العالم من طراز Konecranes ESP 08. وذلك في إطار خطة التطوير المستمرة التي تنفذها الشركة لتعزيز قدرات ميناء السخنة ورفع كفاءته التشغيلية حيث تتميز الرافعتان بقدرة رفع تصل إلي 125 طناً وبذراع يبلغ 54 متراً. لتدخل الخدمة علي رصيف BGC Berth - Basin 1. ما يعزز قدرة الميناء علي التعامل مع أحجام أكبر من البضائع ويضاعف سرعة المناولة اليومية. مع تقليص زمن انتظار السفن ومنح الميناء ميزة تنافسية في سوق الخدمات اللوجستية الإقليمي وهذه الدفعة الجديدة تعد الثانية بعد استلام أول دفعة من المعدات عام 2024. تعكس بوضوح استراتيجية التوسع المستمر ورفع الطاقة الاستيعابية. والهادفة إلي استيعاب الزيادة المتوقعة في حجم تداول البضائع العامة. بما يواكب النمو المتسارع في حركة التجارة ويجذب المزيد من العملاء الإقليميين والدوليين ويمثل وصول هذه الرافعات المتطورة تأكيداً علي التزامنا بدعم خطط الدولة المصرية لتطوير البنية التحتية للموانئ وتحويل مصر إلي مركز لوجستي عالمي. وتعزيز دور السخنة كبوابة رئيسية للتجارة بين الشرق والغرب فمع كل استثمار جديد في السخنة. يتم تعزيز قدرتنا علي تلبية متطلبات السوق المتنامية. وترسخ الموقع كحلقة وصل رئيسية للتجارة في المنطقة. فهذه المعدات ستوفر ميزة تنافسية كبيرة للميناء. من خلال رفع القدرة الاستيعابية وتحسين مستوي الخدمات اللوجستية المقدمة للعملاء. بما يتماشي مع رؤية الحكومة المصرية لجعل موانئها الأكثر كفاءة في المنطقة.