رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
أعضاء الخنازير المعدلة وراثيًا.. أمل جديد لمرضى الفشل الكلوي
لا تزال أزمة نقص الأعضاء البشرية تمثل تحديًا طبيًا عالميًا، مع آلاف المرضى على قوائم الانتظار حول العالم، خصوصًا مرضى الكلى الذين تتوقف حياتهم على فرصة قد تتأخر لسنوات. وفي مواجهة هذا العجز الكبير، يواصل العلماء البحث عن حلول مبتكرة، كان أبرزها فكرة زراعة أعضاء الحيوانات في جسم الإنسان. واليوم، يبدو أن هذه الفكرة تقترب أكثر من الواقع.
فقد منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الضوء الأخضر لإجراء تجارب سريرية واسعة باستخدام كلى مأخوذة من خنازير معدّلة وراثيًا طوّرتها شركة التكنولوجيا الحيوية eGenesis. ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها منعطفًا كبيرًا في مسار أبحاث زراعة الأعضاء بين الأنواع (Xenotransplant).
الخنازير التي جرى تعديلها وراثيًا عبر تقنية CRISPR صُممت لتكون أعضاؤها أكثر توافقًا مع الجسم البشري، بعد حذف الجين المسؤول عن مادة "ألفا غال" التي تدفع جهاز المناعة إلى رفض العضو فورًا. هذه التعديلات فتحت الباب أمام تجارب عملية، كان أبرزها زراعة كلى خنازير لعدد محدود من المرضى في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين.
وتتواصل النجاحات تدريجيًا، فقد أُجريت مؤخرًا ثالث عملية تجريبية لزراعة كلية خنزير في مستشفى ماساتشوستس العام، حيث عاد المريض بيل ستيوارت (54 عامًا) إلى حياته الطبيعية بعد أن عانى طويلًا من الفشل الكلوي والغسيل المستمر.
ورغم أن محاولات سابقة شهدت نجاحًا متفاوتًا، فإن هذه المرحلة الجديدة من التجارب السريرية تمثل اختبارًا حاسمًا لمدى صمود هذه الأعضاء المزروعة لدى عدد أكبر من المرضى. أكثر من 100 ألف شخص في الولايات المتحدة على قوائم انتظار الأعضاء، 86% منهم بحاجة إلى كلية، وهو ما يعكس حجم الأمل المعلق على نجاح هذه التقنية.
شركات مثل eGenesis وUnited Therapeutics تخطط لتوسيع نطاق التجارب خلال السنوات المقبلة، لتشمل عشرات المرضى. ويؤكد خبراء أن الانتقال من الحالات الفردية إلى الدراسات السريرية الموسعة سيوفر بيانات أدق حول استجابة الجسم البشري، وقد يفتح الطريق أمام اعتماد هذه التقنية مستقبلًا كحل واقعي لإنقاذ آلاف الأرواح.
اترك تعليق