أطلت فتاة لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها في مشهد مؤلم عبر منصات التواصل، تشكو ظلم الأعمام بعد أن فقدت الأب والأم والإخوة، وزاد البلاء ببتر ذراعها، فإذا بها تُغرق الأسماع بلحن عقوق الأقارب وأكل مال اليتيم. وهى أفعال لا تُراعي حرمة الفقد وآلامه، بل تضاعف وطأته بمخالفة صريحة لحدود الله.
قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ النساء: 10
وأوضح الحافظ ابن كثير أن: "من أكل مال يتيم ظلماً فإنما يأكل ناراً تتأجج في بطنه إلى يوم القيامة".
وبيّن العلماء أن أكل مال اليتيم من السبع الموبقات المهلكة، ففي الحديث الصحيح قال النبي ﷺ:
"اجتنبوا السبع الموبقات. قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات".
التدرج في العقوبات القرآنية
أوضح الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن العقوبات القرآنية لأفعال مثل أكل مال اليتيم وكتمان الحق تتدرج من السيئ إلى الأسوأ، حيث قال تعالى: «يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا»، مبيناً أن "السعير" نار تزداد اشتعالاً وتستعر أكثر، مما يعكس عاقبة أشد وأخطر.
اترك تعليق