هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الليثي.. مخاطر الذكاء الاصطناعي شديدة

أكد الإعلامي د. عمرو الليثي أن قصة جيسيكا رادكليف وحوت الأوركا القاتل ليست مجرد مزحة أو حملة دعائية مبتكرة. بل هي جرس إنذار عالمي بأن الذكاء الاصطناعي اليوم قادر علي إنتاج أخبار وهمية كاملة. مدعومة بصور وفيديوهات وشهادات مزيفة. يمكن أن تؤثر علي الرأي العام وتُغير سلوك الملايين في غضون ساعات.


وهنا الخطورة تكمن في ثلاثة أبعاد:

1- التأثير السريع والمباشر علي المشاعر: الفيديو المزيف لا يترك مجالًا للتفكير النقدي. لأنه يخاطب العاطفة قبل العقل.
2- سهولة الإنتاج: ما كان يحتاج سابقًا إلي استوديو سينمائي ميزانيته ملايين الدولارات. يمكن اليوم لشخص واحد إنتاجه من موبايله الشخصي أو جهاز الكمبيوتر الخاص به.
3- صعوبة التحقق الفوري: حتي الصحفيون المحترفون يمكن أن يقعوا في الفخ إذا لم يتمكنوا من الوصول إلي أدلة مادية أو شهود حقيقيين بسرعة.

واضاف الليثي عندما تصبح الحقيقة ضحية في عالم مغمور بالمحتوي. تصبح الحقيقة واحدة من أندر الموارد. إذا تكررت قصص مثل "جيسيكا والحوت" بكثرة. فإن الثقة في الأخبار والصور والفيديوهات ستتآكل. سيصبح رد فعلنا التلقائي هو الشك حتي في الأحداث الحقيقية. مما يخلق بيئة من اللايقين المزمن. والأخطر أن هذه التقنية يمكن أن تُستخدم في سياقات سياسية أو أمنية: تصوير زعماء وهم يقولون تصريحات لم يقولوها. نشر مقاطع عن حوادث لم تقع لإثارة الذعر. تزييف أدلة قضائية قد تحدد مصير أشخاص.

كيف نحمي أنفسنا؟. 

1- التدريب علي التحقق الرقمي: يجب أن نتعلم جميعًا - من الأطفال إلي كبار السن - أساسيات التحقق من صحة الصور والفيديوهات مثل البحث العكسي عن الصور أو التدقيق في تفاصيل الظلال والإضاءة.
2- الاعتماد علي المصادر الموثوقة: ليس كل ما يُنشر علي وسائل التواصل الاجتماعي يساوي الحقيقة. المؤسسات الإعلامية ذات المصداقية لا تزال تلعب دورًا مهمًا في التدقيق.
3- الضغط من أجل تنظيم تقني: يجب أن تكون هناك قوانين تلزم مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي بوضع علامات مائية أو بيانات تعريفية تشير إلي أن المحتوي مولد آليًا.

ربما لم توجد جيسيكا في الحقيقة. ولم يسبح أي حوت بجانبها. لكن قصتها ستبقي حقيقية في رمزيتها: لقد شاهدنا بأعيننا كيف يمكن لذكاء اصطناعي. دون طلقة واحدة أو جندي واحد. أن يخترق وعي الملايين ويصنع واقعًا بديلًا لعدة أيام. في الماضي. كانت الأكاذيب تحتاج إلي وقت طويل حتي تنتشر. أما اليوم فهي تنتشر أسرع من الضوء. وإذا لم نطور مناعتنا الرقمية سنجد أنفسنا نعيش في عالم تختلط فيه الحقيقة بالوهم لدرجة أننا لن نعرف أين تنتهي القصة الحقيقية وأين يبدأ السيناريو المصنوع.

في النهاية. قصة "جيسيكا والحوت" لم تكن مجرد حادثة ترفيهية علي الإنترنت. بل تجربة عالمية في كيف يمكن للتقنية أن تخدعنا جميعًا - وتجعلنا نشعر ونغضب ونبكي من أجل حدث لم يوجد قط. وهنا تكمن أكبر قوة للذكاء الاصطناعي. ودليل خطره في الوقت نفسه

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق