أكد الإعلامي د. عمرو الليثي أن قصة جيسيكا رادكليف وحوت الأوركا القاتل ليست مجرد مزحة أو حملة دعائية مبتكرة. بل هي جرس إنذار عالمي بأن الذكاء الاصطناعي اليوم قادر علي إنتاج أخبار وهمية كاملة. مدعومة بصور وفيديوهات وشهادات مزيفة. يمكن أن تؤثر علي الرأي العام وتُغير سلوك الملايين في غضون ساعات.
وهنا الخطورة تكمن في ثلاثة أبعاد:
واضاف الليثي عندما تصبح الحقيقة ضحية في عالم مغمور بالمحتوي. تصبح الحقيقة واحدة من أندر الموارد. إذا تكررت قصص مثل "جيسيكا والحوت" بكثرة. فإن الثقة في الأخبار والصور والفيديوهات ستتآكل. سيصبح رد فعلنا التلقائي هو الشك حتي في الأحداث الحقيقية. مما يخلق بيئة من اللايقين المزمن. والأخطر أن هذه التقنية يمكن أن تُستخدم في سياقات سياسية أو أمنية: تصوير زعماء وهم يقولون تصريحات لم يقولوها. نشر مقاطع عن حوادث لم تقع لإثارة الذعر. تزييف أدلة قضائية قد تحدد مصير أشخاص.
ربما لم توجد جيسيكا في الحقيقة. ولم يسبح أي حوت بجانبها. لكن قصتها ستبقي حقيقية في رمزيتها: لقد شاهدنا بأعيننا كيف يمكن لذكاء اصطناعي. دون طلقة واحدة أو جندي واحد. أن يخترق وعي الملايين ويصنع واقعًا بديلًا لعدة أيام. في الماضي. كانت الأكاذيب تحتاج إلي وقت طويل حتي تنتشر. أما اليوم فهي تنتشر أسرع من الضوء. وإذا لم نطور مناعتنا الرقمية سنجد أنفسنا نعيش في عالم تختلط فيه الحقيقة بالوهم لدرجة أننا لن نعرف أين تنتهي القصة الحقيقية وأين يبدأ السيناريو المصنوع.
في النهاية. قصة "جيسيكا والحوت" لم تكن مجرد حادثة ترفيهية علي الإنترنت. بل تجربة عالمية في كيف يمكن للتقنية أن تخدعنا جميعًا - وتجعلنا نشعر ونغضب ونبكي من أجل حدث لم يوجد قط. وهنا تكمن أكبر قوة للذكاء الاصطناعي. ودليل خطره في الوقت نفسه
اترك تعليق