يشهد التعليم الفني في مصر تحولًا جوهريًا خلال السنوات الأخيرة. بعدما أصبح ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة لبناء اقتصاد حديث قائم علي الصناعة والتكنولوجيا. من مدارس تكنولوجية تطبيقية تفتح أبوابها للمتميزين. إلي شراكات مع كبري المصانع المحلية والدولية. وهو ما يجعل التعليم الفني طريقًا رئيسيًا لتأهيل الشباب لسوق العمل المحلي والعالمي. وجذبًا متزايدًا لأولياء الأمور والطلاب علي حد سواء.
أكد حسام زهدي. مدير إدارة غرب شبرا الخيمة التعليمية. أن التطوير الجاري في مدارس التعليم الفني يمثل خطوة محورية نحو ربط الدراسة باحتياجات سوق العمل. مشيرًا إلي أن هذا التوجه انعكس علي أرض الواقع من خلال الإقبال المتزايد من الطلاب وأولياء الأمور.
وأوضح أن بعض المدارس رفعت الحد الأدني للقبول ليصبح أعلي من الثانوية العامة. مثل مدارس "إيجيبت جولد" بالعبور. التي تقبل الطلاب بفارق درجتين فقط عن مدارس المتفوقين. وهو ما يعكس ثقة المجتمع المتنامية في هذا المسار.
أشار زهدي إلي أن التعاون مع مصانع كبري مثل "MCV" للأتوبيسات أو شركات الصناعات المعدنية أتاح للطلاب الجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملي. حيث يقضي الطالب يومين أسبوعيًا داخل المصانع وثلاثة أيام في الدراسة الأكاديمية.
وأضاف أن هذا النظام يجعل الخريج أكثر تأهيلاً. حتي وإن لم يُوظف في المصنع الذي تدرب فيه. فهو يخرج إلي سوق العمل بخبرة حقيقية تضمن له فرصًا أوسع.
وشدد مدير الإدارة التعليمية علي أن وزارة التربية والتعليم. بالتعاون مع الشركات. تنفذ حملات مستمرة للتوعية بمميزات التعليم الفني. مما ساعد علي تغيير النظرة النمطية القديمة. ودفع أولياء الأمور إلي الإقبال علي هذا النوع من التعليم باعتباره مسارًا استراتيجيًا لمستقبل أبنائهم.
أكد علي أن التعليم الفني لم يعد بديلاً ثانويًا للثانوية العامة. بل أصبح مسارًا استراتيجيًا يفتح آفاقًا واسعة للتوظيف والابتكار. ويواكب احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.
أكد مجدي علي حسن. المعلم الخبير. أن التعليم الفني في مصر يشهد نقلة كبيرة خلال السنوات الأخيرة. معتبرًا أن إنشاء المدارس التكنولوجية التطبيقية يمثل "خطوة فارقة" في ربط التعليم بسوق العمل.
وأوضح حسن أن نظام الجدارات الجديد ومشروعات التخرج التي ينفذها الطلاب تسهم في إعداد خريجين مؤهلين لمتطلبات الصناعة. مشيدًا بالشراكات التي تربط المدارس الفنية بالمصانع والشركات. حيث يتم تدريب الطلاب عمليًا لعدة أيام داخل مواقع الإنتاج. ما يمنحهم خبرة عملية وفرص توظيف مباشرة بعد التخرج.
وأشار إلي أن التعليم الفني أصبح أكثر جدوي من الثانوية العامة التقليدية. خاصة مع تزايد احتياجات سوق العمل إلي العمالة المدربة. مؤكدًا أن التجربة تحقق استفادة مزدوجة لكل من الطلاب ورجال الأعمال الذين يجدون كوادر مدربة تلبي احتياجات مصانعهم.
كما رحّب حسن بالشراكات الدولية مع دول مثل ألمانيا واليابان. معتبرًا أنها تتيح نقل خبرات وتجارب متقدمة إلي مصر. داعيًا في الوقت ذاته إلي تعزيز ثقافة الالتزام والانضباط بين الطلاب للاستفادة القصوي من هذه التجارب.
اترك تعليق