د. وفاء البسيوني استشاري امراض النساء والتوليد: يعتبر ذهان ما بعد الولادة او ما يعرف بذهان النفاس هو حالة طبية طارئة تتعلق بالصحة العقلية والنفسية والتي تؤثر علي إحساس الأم بالواقع الجديد التي أصبحت تعيش فيه مما يسبب الهلوسة أو الأوهام أو ظهور بعض التغيرات السلوكية الأخري التي تختلف بين سيدة وأخري وقد تعاني منه بعض السيدات في الأسابيع الأولي بعد الولادة وقد تتسبب في إيذاء الأمهات لأنفسهن أو أطفالهن.

وتظهر اسباب الاصابه بذهان النفاس وجود حالة صحية عقلية تم تشخيصها مسبقاً بالنسبة للأم مثل اضطراب ثنائي القطب. أو اضطراب الاكتئاب الشديد والتي يمكن أن تحدث للسيده أثناء الحمل أو أن يكون هناك تاريخ وراثي عائلي للمرض ومن أهم وأكثر اسباب حدوث هذا المرض هو الحرمان من النوم و عدم الحصول علي قسط كافي من النوم والراحة بعد الولادة أو حدوث بعض التغيرات في الهرمونات حيث تخضع السيده أثناء الحمل لتغييرات كبيرة بعد الولادة وترتفع مستويات بعض الهرمونات لديها بينما تنخفض مستويات أخري وهناك أيضا بعض الأسباب الطبية مثل الأمراض الالتهابية ونقص الفيتامينات واضطرابات الغدة الدرقية وتظهر علي النساء أعراض ذهان ما بعد الولادة عادةً خلال الأسبوع الأول بعد الولادة و في حالات نادرة جداً. قد تظهر الأعراض علي النساء بعد عدة أسابيع من الولاده ويمكن أن يظهر علي الام بعض الأعراض الأخري مثلا وجود صعوبة بالغة في الاستجابة عاطفياً لمولودها الجديد وشعورها بالنشاط الزائد وعدم الرغبة في النوم مع سرعة الانفعال وهذا غير طبيعي خاصة بعد الولادة وغالبًا يحدث شعور بالاكتئاب و البكاء والانطواء 

واحيانا تظهر عليها اشياء اخري مثل سماع أصوات أو شم روائح غريبة لا يستطيع الآخرون تمييزها. وهي غير موجودة في الواقع وتحدث أيضا تغيرات في النظام الغذائي والشهية.يمكن للطبيب تشخيص ذهان ما بعد الولادة بناءً علي الأعراض الواضحة والفحص الجسدي والعصبي ويمكن اجراء بعض الفحوصات الأكثر شيوعاً وهي اختبارات الدم أو البول أو سوائل الجسم الأخري ويمكن أن تحدد هذه الفحوصات حالات العدوي ونقص الفيتامينات والمعادن أو زيادتها .

ويصف الطبيب المعالج المختص للام يمكن العديد من أنواع الأدوية المختلفة أن تساعد علي العلاج مثل الادوية النفسية المضادة للذهان ويمكن أن تتعرض لجلسات العلاج النفسي بالإضافة إلي أنه قد تستمر أعراض الذهان بعد الولادة من أسبوعين إلي 12 أسبوعاً. وقد تحتاج بعض الأمهات وقتاً أطول للتعافي يمتد من 6 إلي 12 شهراً. لذلك يعد من الضروري الالتزام بالأدوية وتلقي العلاج والدعم النفسي من الاسرة والطبيب النفسي للشفاء سريعًا.