هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كتاب الرياضيات المطوَّر "أولي ابتدائي".. الوزير يرحب.. والخبراء يتحفظون

عبد اللطيف:
نقلة نوعية لبناء جيل المستقبل .. بخبرات يابانية
مناهج جديدة للرياضيات
وتكنولوجيا المعلومات ICT بأحدث المعايير العالمية

الطريقة اليابانية تستهدف تنمية التفكير
النقدي والإبداعي لدي الطلاب

الأولوية لتعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي
في المدارس المصرية اليابانية&Search=" target="_blank">المدارس المصرية اليابانية.. العام المقبل

.. والخبراء:
خطوة مهمة.. نجاح التجربة مرهون
بوجود بيئة مناسبة للتطبيق

الاستعانة بخبراء مصريين لإعادة صياغة التجارب الدولية لضمان أفضل النتائج
التكيف مع البيئة المصرية وتدريب المعلمين
ووتوفير المدارس المجهزة لتحقيق المستهدفات

استيراد مناهج متقدمة لا يحقق الغاية المنشودة
ما لم تتوفر رؤية متكاملة لتطوير التعليم

في خطوة جديدة علي طريق إصلاح التعليم وتطوير مناهجه، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن تسلم النسخة الأولي من كتاب الرياضيات المطوَّر لطلاب الصف الأول الابتدائي، بالتعاون مع شركة "سبريكس" اليابانية، في إنجاز وصفه الوزير محمد عبد اللطيف بأنه "ترجمة حقيقية للشراكة المصرية اليابانية في مجال التعليم"، ومقدمة لإدخال مناهج حديثة في مادتي الرياضيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) وفق أحدث المعايير العالمية.


ولكن، وبينما اعتبر الوزير هذه الخطوة "نقلة نوعية لبناء جيل قادر علي مواكبة تحديات المستقبل"، رأي عدد من كبار معلمي الرياضيات أن نجاح التجربة اليابانية في مصر مرهون بمدي ملاءمتها للبيئة المحلية، وتوافر البنية الأساسية والمعلمين المدربين القادرين علي تطبيقها.

أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة قطعت خطوة جديدة في مسار تطوير المناهج الدراسية، من خلال إصدار كتاب الرياضيات المطوَّر لطلاب الصف الأول الابتدائي، والذي أُعد بالتعاون مع شركة "سبريكس" اليابانية، ليكون إنجازًا يعكس متانة الشراكة المصرية اليابانية في مجال التعليم.

وأوضح الوزير أن هذا التطوير لا يقتصر فقط علي مادة الرياضيات، بل يشمل إدخال مناهج جديدة في مادتي الرياضيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، بما يتماشي مع أحدث المعايير العالمية، ويُسهم في تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدي الطلاب منذ الصغر، بما يعزز قدرتهم علي مواكبة متطلبات العصر في مجالات البرمجة والتكنولوجيا الحديثة.

أشار وزير التربية والتعليم، إلي أن المنهج الجديد في الرياضيات يستند إلي نفس المنهجية المتبعة في اليابان، التي جعلتها تتصدر التقييمات العالمية في هذه المادة، حيث يعتمد علي معالجة عناصر الرياضيات الأساسية بشكل عرضي بدلاً من النهج الرأسي التقليدي، مما يمنح الطلاب فهمًا أعمق وتدرجًا معرفيًا يضمن الاستيعاب الكامل، كما يقوم المنهج علي أسلوب تعليمي مكون من أربع خطوات متكاملة: شرح محدد وبسيط - التحضير - التجربة - التدريب. وهو ما يعزز الفهم والممارسة ويُسهم في تثبيت المعلومات لدي التلاميذ.

أما مادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، فأكد الوزير أنه تم إعداد منهجها وفق أحدث مخرجات التعليم الياباني، مع التركيز علي التطبيق العملي بعد تقديم المعلومة النظرية، ويولي المنهج اهتمامًا خاصًا بتعليم البرمجة من خلال مشروعات تفاعلية أبرزها برمجة الألعاب الإلكترونية، وصولًا إلي إدخال أساسيات الذكاء الاصطناعي، الذي سيبدأ تدريسه بالمدارس المصرية اليابانية&Search=" target="_blank">المدارس المصرية اليابانية اعتبارًا من العام الدراسي القادم.

وشدد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، علي أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في بناء جيل جديد من الطلاب يمتلك المهارات الإبداعية والتكنولوجية اللازمة للمنافسة في المستقبل، مؤكداً أن التعاون المصري الياباني في مجال تطوير التعليم بات نموذجًا يُحتذي به علي المستويين الإقليمي والدولي.


"الجمهورية أون لاين" استطلعت آراء الخبراء والمعلمين حول المناهج الجديدة ورؤيتهم لها..

يقول عبدالله وجدي، كبير معلمي الرياضيات. إن الاستفادة من التجربة اليابانية في تطوير مناهج الرياضيات خطوة مهمة، لكنها لن تكون مثمرة ما لم يتم مواءمتها مع البيئة التعليمية والعقلية المصرية.

وأوضح "وجدي" أن الطالب الياباني يتعامل مع الكمبيوتر منذ سنواته الأولي وكأنه جزء طبيعي من حياته اليومية، بينما يختلف الوضع تمامًا في مصر، ما يعني أن تطبيق نفس الآليات دون تعديل قد لا يحقق النتائج المرجوة، قائلًا "اليابان تضع المنهج ونحن نطلع عليه لنري إن كان صالحًا لنا أم لا. لكن لا يمكن نقله كما هو".

وفي سياق متصل، انتقد أسلوب الوزارة في تطوير المناهج. معتبرًا أنه يتم دون استيعاب حقيقي لآراء الخبراء أو دراسة الواقع، وضرب مثالًا بما حدث في مادة التطبيقات بالصف الثاني الثانوي العام الماضي، حيث تم نقل أجزاء من منهج الصف الثالث إلي الصف الثاني، ما جعل المقرر الدراسي ضخمًا وغير مناسب للفترة الزمنية المتاحة.

وأشار "وجدي" إلي أن بعض المسئولين عن تطوير المناهج "متمسكون بفكر تقليدي عفا عليه الزمن"، وهو ما يعرقل أي عملية تطوير حقيقية، مضيفًا: "نحن بحاجة إلي خبراء أكفاء لديهم رؤية حديثة. لا إلي أشخاص يكررون نفس السيستم منذ عقود".

وأكد أن التجارب الدولية. ومنها التجربة اليابانية، يمكن أن تكون ملهمة، لكن شرط أن يتم عرضها علي المتخصصين المصريين أولًا، وإعادة صياغتها بما يتناسب مع البيئة المحلية لضمان نجاحها واستمراريتها.

أشاد د. محمد الشحات، كبير معلمي الرياضيات، بإصدار كتاب الرياضيات المطوَّر لطلاب الصف الأول الابتدائي، والذي أُعد بالتعاون مع شركة "سبريكس" اليابانية، مؤكداً أن أي منتج تعليمي قادم من اليابان يتميز بجودة عالية، غير أن نجاحه الحقيقي يتوقف علي مدي توافقه مع البيئة المصرية وعقلية الطالب المصري.

وأوضح "الشحات" أن قوة أي منهج تكمن في ترابط موضوعاته وتدرجها بشكل منطقي، مشيراً إلي أن بعض المناهج الحديثة بدت "مفككة" مقارنة بالمناهج السابقة، الأمر الذي قد يُربك الطالب، قائلًا: "المنهج الناجح هو الذي يبني المعرفة خطوة بخطوة، ويراعي طبيعة المجتمع الذي يطبق فيه، فلا يمكن أن نستورد تجربة تعليمية كما هي دون تكييفها مع الواقع المحلي".

وأضاف كبير معلمي الرياضيات، أن تطوير المناهج يجب أن يبدأ من المراحل الأولي بشكل متكامل. لافتاً إلي مشكلة إدخال الأرقام العربية في بعض الصفوف دون البدء بها من مرحلة رياض الأطفال، مما يخلق فجوات تربك الطالب لاحقاً.

كما شدد علي أن الاستفادة من التجربة اليابانية لا تقتصر علي المناهج فقط، بل تشمل أيضاً بعض الممارسات التربوية التي أثبتت نجاحها هناك، لكنه أكد أن نقل هذه الممارسات كما هي قد لا يتناسب مع العادات والسلوكيات في المجتمع المصري، مثل أساليب الترحيب أو التفاعل داخل الفصول.

أكد علي أن التجربة اليابانية رائدة وناجحة، وأن الاستفادة منها ضرورة، لكن بشرط تكييفها بما يتوافق مع الخصوصية المصرية لضمان أفضل نتائج تعليمية.

أشاد مراد البطل، معلم أول رياضيات. بالمنهج الياباني المطوَّر الذي تم إدخاله لطلاب الصف الأول الابتدائي في مصر، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية، لتمييز الجانب الياباني في الرياضيات وطرقهم التعليمية المبتكرة والتي تعزز الفهم والتجربة والممارسة، وهو ما يجعله في حد ذاته "منهجًا رائعًا ومميزًا".

لكن شدد في الوقت ذاته علي أن التحدي الحقيقي لا يكمن في جودة المنهج ذاته، بل في مدي قدرة النظام التعليمي المصري علي تطبيقه وفق المواصفات اليابانية، قائلًا: "الفكرة كلها مش في الكلام، الفكرة في التطبيق. ممكن يكون عندك أفضل كتاب في العالم، لكن إذا لم تُوفر له الإمكانيات اللازمة والمدرسين المدربين، فلن يحقق الهدف".

أشار إلي أن التجربة اليابانية تقوم علي أربعة محاور متكاملة "الشرح المحدد والبسيط - التحضير - التجربة - التدريب"، وهي آلية رائعة. لكن تطبيقها يتطلب توافر معلمين بأعداد كافية وتدريب متخصص، في وقت ما زالت تعاني فيه المدارس المصرية من عجز واضح في أعداد المعلمين.

وضرب مثالًا بتجربة "نظام التابلت" في التعليم الثانوي. قائلاً: "النظام نفسه كان رائعًا، لكن غياب البنية التحتية والتدريب أدي إلي فشله في التطبيق، وأن الفكرة مش في الأداة. الفكرة في الاستعداد والتنفيذ".

وأضاف "البطل" أن بعض الأنشطة المنصوص عليها في المنهج الجديد، مثل خروج الطلاب لإجراء تجارب عملية أو تدريبات ميدانية، تحتاج إلي إمكانيات تنظيمية ولوجستية قد لا تكون متاحة بعد في معظم المدارس، وتساءل: "هل سيتم الاكتفاء بالجانب النظري أم سيتحقق الجانب العملي كما هو مقصود في التجربة اليابانية؟"

أكد أن نجاح المنهج الياباني في مصر يتوقف علي أمرين أساسيين: الأول تكييفه بما يتناسب مع البيئة المصرية من حيث الإمكانيات والسلوكيات التعليمية، ثانيًا تدريب المعلمين بشكل كافي علي الأسلوب الياباني في التدريس، حتي لا يتحول المنهج إلي مجرد كتاب جديد يطبق بطريقة تقليدية.

قال مراد البطل، أن التفكير سليم والتجربة اليابانية ثرية بلا شك، لكن نجاحها لدينا مرهون بمدي جاهزيتنا للتنفيذ، ولا بد أن نُطبق المنهج كاملًا وبوعي، لا أن ننقل نصوصًا دون مضمون.

أكد أسامة أحمد، معلم أول رياضيات، أن المنهج الياباني في الرياضيات يعد بالفعل من المناهج المتطورة والمفيدة، مشيرًا إلي أنه يتفوق علي المناهج المصرية الحالية من حيث أسلوب العرض والتفكير والابتكار، لكنه شدد في الوقت ذاته علي أن تطبيقه في مصر يحتاج إلي أساس قوي حتي يحقق أهدافه المرجوة.

قال إنني لكي يجب أن أطبق نظامًا جديدًا يجب أن أعمل له أساس أولًا، وهذا الأساس يتمثل في المدارس، والمعلمين، وأدوات وأساليب التعليم، وتسأل: هل هذا الأساس متوفر فعلًا؟.

أضاف أن إدخال مناهج متطورة مثل المنهج الياباني دون تهيئة بيئة تعليمية مناسبة قد يحوِّل التجربة إلي مجرد تغيير شكلي لا ينعكس علي مستوي الطلاب أو تطوير قدراتهم الحقيقية.

أشار معلم الرياضيات، إلي أن هناك قرارات أثارت جدلاً، مثل تحويل كتابة الأرقام من العربية إلي الإنجليزية، وهو ما اعتبره نوعًا من إضاعة الهوية دون مبرر تربوي واضح، موضحًا أنه إذا لم تكن هناك رؤية متكاملة للتعليم، فلن يُجدي استيراد مناهج متقدمة مهما كانت جودتها.

أكد أن المنهج الياباني بلا شك أكثر تطورًا ويملك قيمة تعليمية عالية، لكن نجاحه في مصر مرهون بوجود بيئة تعليمية مؤهلة تضم معلمين مدربين، ومدارس مجهزة، وأساليب تدريس حديثة تدعم الفكرة وتترجمها علي أرض الواقع.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق