تسعى الأم دائمًا لحماية طفلها وتربيته على القيم السليمة، ومن أهم ما تحتاج أن تعلمه له هو كيف يفرق بين الخصوصية وبين الأسرار .. فكثير من الأمهات يشتكين "ابني بيحكي كل حاجة لصحابه أو للي يقابله"، وأمهات أخريات يقلقن أن أبناءهن يخبئون عنهن أمورا مهمة. هنا يبرز دورنا كآباء وأمهات أن نزرع في أبنائنا مهارة حفظ الأسرار بشكل صحي، حتى ينشأ الطفل متوازنًا يعرف متى يتكلم ومتى يصمت.
تقول هبة السيد خبيرة إرشاد أسري، ان تعليم الطفل حفظ الأسرار مهارة تربوية مهمة، لكنها تحتاج وعيًا واتزانًا.. الهدف ليس أن نزرع في الطفل الكتمان، بل أن نعلّمه التمييز بين الخصوصية الصحية و الأسرار الضارة.
توضح هبة السيد ان أول خطوة لابد من فعلها أن تشرحي لطفلك معنى الخصوصية..هناك أمور تخص بيتنا أو عائلتنا لا يجب أن يعرفها الآخرون، مثل تفاصيل الخلافات أو مشاكل البيت.
وتتابع قائلة: وضّحي له الفرق بين الخصوصية والأسرار , الخصوصية تعني احترام حدود البيت والعائلة.. الأسرار قد تكون سعيدة (مثل مفاجأة لعيد ميلاد) أو مؤذية (مثل تهديد من شخص ما).بالاضافة الى تقديم أمثلة عملية مثل: "لو بابا جاب هدية لماما ونخليها مفاجأة، ده سر جميل نحافظ عليه.أما لو قال له أحد: "متقولش لمامتك إني ضربتك"، هنا يفهم الطفل أن هذا سر مؤذٍ يجب أن يخبرك به فورًا.
وتشير على ضرورة تشجيع الصراحة داخل البيت فالطفل الذي يشعر بالأمان والقبول من والديه لا يخاف من الكلام.. لذا من الضرورى ان تخصصي وقتًا يوميًا للحديث معه عن يومه، واستمعي له بهدوء من غير أسلوب التحقيق أو اللوم.. وقولي له بوضوح: "أي سر يخوفك أو يضايقك لازم تقوله لي فورًا، وأنا هحميك. حتى يتعلم أن الأسرار التي تحتوي على ضرر أو تهديد لا يجوز الاحتفاظ بها أبدًا.
وتوضح هبة السيد على ضرورة وجود القدوة فى هذا الامر , فإذا رأى طفلك أنك تحافظين على خصوصية بيتك وكلامك، سيتبع هذا السلوك تلقائيًا ويصبح عادة عنده.
اترك تعليق