هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فى حب مصر

رئيس التحرير يكتب: رسالة الرئيس للداخل والخارج

الزيارة المفاجئة والخاطفة إلى السعودية .. مهمة أمن قومى على أعلى مستوى

عندما يقول الرئيس السيسى: (إن وعى المصريين وصلابتهم تعد الركيزة الأساسية التي أعول عليها في مجابهة أي تحدى أو أى تهديد محتمل) فيجب تنشيط الذاكرة والانتباه والاستعداد جيداً

..وعندما يقول الرئيس : (لا نقبل بتهجير الفلسطينيين ولن نسمح به) فلابد من تفسير "عدم السماح بالتهجير" بمعناه المباشر والحاسم !!!

القوات المسلحة المصرية جاهزة لكل السيناريوهات من أى اتجاه وفى أى وقت ومن أى طرف


اتصالات مصرية مكثفة لوضع دول العالم أمام مسؤولياتها قبل وصول تل أبيب للخط الأحمر ثم التعامل معها فوراً بما يليق بها

نتنياهو ينتحر سياسياً وعسكرياً بشهادة جنرالاته وجنوده وعقلاء العالم

قواته منهكة ويفشل دائماً فى "تقدير الموقف" .. وعملية 7 أكتوبر البدائية كشفت قوته الزائفة

ضغوط ومساومات كبيرة وكثيرة على مصر لقبول التهجير أو إدارة غزة

"البنتاجون" تعرف جيداً قوة الجيش المصرى وحذرت ترامب من إجبار أهل غزة على النزوح باتجاه معبر رفح

..و"الواشنطن بوست" تنذر الإدارة الأمريكية بأن مصر لا تعرف التهاون عندما يتعلق الأمر بحماية أمنها القومى وأرضها ومواطنيها 

بقلم/ أحمد سليمان
[email protected]


نتذكر جميعا ولا ننسى ويجب ألا ننسى العبارات التى قالها زعماء مصر الوطنيون فى مناسبات وطنية مهمة، وسيخلدها التاريخ الحديث، ومن هذه العبارات التى يجب الا تغيب عن ذاكرتنا ما قاله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما كان وزيراً للدفاع والانتاج الحربى يوم 24 يوليو 2013 أثناء حفل تخريج دفعتين من الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوى: "أنا باطلب من المصريين طلب .. يوم الجمعة الجاية لابد من نزول كل المصريين الشرفاء الأمناء علشان يدونى تفويض وأمر بأنى أواجه العنف و"الإرهاب المحتمل")، ومصطلح "الإرهاب المحتمل" الذى طلب السيد الرئيس تفويضاً لمواجهته كان مبنياً على تقدير موقف دقيق، أكد هذا التقدير أن هناك بالفعل إرهاباً وعنفاً سوف يقعان فى القريب العاجل وأنه تم رصد خطوات الإعداد لهذا العنف وهذا الإرهاب، الذى كانت له إرهاصات، خاصة بعد العملية الإرهابية التى وقعت بجوار مديرية أمن الدقهلية وراح ضحيتها جندى وأصيب 29 آخرون قبل هذا اليوم.


وعندما يقول السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مع رئيس أوغندا يورى موسيفينى بقصر الاتحادية منذ أيام: (أؤكد وأكرر أن وعى المصريين وصلابتهم تعد الركيزة الأساسية التي أعول عليها في مجابهة أى تحدى أو أى "تهديد محتمل")، فإننا يجب أن ننشط ذاكرتنا ونستدعى مصطلح "الإرهاب المحتمل" التى قالها السيد الرئيس عام 2013 وحدثت بالفعل بعدها عمليات إرهابية واجهتها مصر بكل قوة وحسم نيابة عن العالم ، ويجب أن نستعد جيداً لمواجهة هذا "التهديد المحتمل" الذى من المؤكد ـ كما اعتدنا من السيد الرئيس ـ أنه مبنى على شواهد وتقدير موقف دقيق جداً، وأن هناك إرهاصات ومقدمات لهذا التهديد الذى يستلزم الوعى والفهم واليقظة والانتباه والحذر والاستعداد لمواجهته بصلابة المصريين ووحدة الصف خلف القيادة السياسية وقواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة.


وعندما يقول السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة: "إننا لا نقبل بتهجير الفلسطينيين من أرضهم ، ولن نسمح به" فإنه يجب وضع أكثر من خط تحت عبارة "ولن نسمح به"، ففى سبيل عدم السماح بحدوث هذا التهجير بذلت مصر ومازالت تبذل الجهود المضنية التى لم ولا ولن تتوقف بالتواصل مع كل الأطراف الفاعلة لوقف إطلاق النار فى غزة وإنفاذ المساعدات والافراج عن المعتقلين والرهائن، وفى الوقت نفسه تتواصل مصر مع قادة وممثلى دول العالم لوقف حرب الإبادة الجماعية والتجويع لأهل غزة.


ولعل الاتصالات الهاتفية التى تلقاها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ثم كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، واستقباله لكل من محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثانى رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر بحضور اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية وخلفان بن على بن خلفان الكعبى، رئيس جهاز أمن الدولة القطرى، ثم الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة مستشار الأمن الوطنى وقائد الحرس الملكى بمملكة البحرين والشيخ خالد بن حمد بن عيسى آل خليفة قائد العمليات الخاصة بالمملكة تصب فى الاتجاه نفسه.


ثم تأتى الزيارة المفاجئة والخاطفة التى قام بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ يومين إلى المملكة العربية السعودية ولقائه صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولى عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء بمدينة نيوم السعودية والتى تأتى فى سياق وتوقيت مهم جداً، وتمثل مهمة أمن قومى على أعلى مستوى بين الشقيقتين مصر والسعودية.
السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية صرح بعد هذا اللقاء المهم بأن الزعيمين شددا على ضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، والإفراج عن الرهائن والأسرى، ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو إعادة فرض الاحتلال العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة، كما شددا أيضاً على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.


طبعا هناك التعاون الثنائى وقضايا اقتصادية عديدة تمت مناقشتها خلال هذا اللقاء المهم ، ولكن تبقى قضية الأمن القومى المصرى والعربى فى مقدمة هذه المباحثات المهمة، خاصة بعدما أعلن رئيس حكومة الاحتلال أنه يحلم برؤية حلم "إسرائيل الكبرى" يتحقق على أجزاء من أراضى السعودية ومصر والأردن، وهذه التخاريف على الرغم من انها أوهام لا توجد إلا فى مخيلة من يعيش فى غيبوبة ولكنها تصريحات تستلزم التعامل معها بمنتهى الجدية وهو ما تفعله مصر الآن.


إن الاتصالات المصرية المكثفة مع قادة ومسؤولى دول العالم تستهدف بالأساس وضع دول العالم أمام مسؤولياتها قبل وصول تل أبيب للخط الأحمر الذى حددته مصر ، ثم اضطرار رجال مصر للتعامل مع هذا التجاوز بما يليق به.


وكلنا يقرأ ويشاهد الأنباء المتداولة حول الضغوط الكبيرة والكثيرة التى تمارس على مصر لقبول تهجير الفلسطينيين سواء إلى سيناء او إلى أية دول أخرى ، أو قبول إدارة قطاع غزة لمدة خمسة عشر عاماً مقابل إسقاط الديون المصرية الخارجية البالغة 155 مليار دولار، وهو ما رفضته مصر شكلاً وموضوعاً، وأيضاً إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلى على المضى قدما فى تنفيذ خطة احتلال غزة عسكرياً والضغط على الفلسطينيين بهذا القطاع للنزوح طوعاً من شمال غزة إلى جنوب القطاع باتجاه معبر رفح البرى على الحدود المصرية، وهو ما سبق أن حذر منه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى واعتبره خطاً أحمر ، ولكن يبدو أن رئيس الوزراء الاسرائيلى يعلم تماماً أنه إذا توقف عن تنفيذ هذا المخطط فإن حكومته ستتعرض للانهيار ثم إحالته للمحاكمة المحلية والدولية وربما اعتقاله بتهمة جرائم الحرب التى ارتكبها ومازال يرتكبها بحق الفلسطينيين لذلك هو يمضى بلا تفكير فى العواقب مادامت النتيجة النجاة بنفسه من المحاكمة الجنائية وليحدث ما يحدث.


نشرت الصحف الإسرائيلية مقالات وتحذيرات للكثيرين من جنرالات الحرب الاسرائيليين السابقين وعقلاء العالم حذروا خلالها رئيس وزراء حومة الاحتلال ومسؤولى الحكومة من أن إعادة احتلال غزة عسكريا وتهجير أهلها يمثل انتحاراً سياسياً وعسكريا، لأن قوات الاحتلال "منهكة" عسكريا منذ عملية يوم السابع من أكتوبر البدائية التى كشفت فشلهم الاستخباراتى والعسكرى وعلى كل المستويات، وأن قوتهم زائفة.


لذلك ومادامت حكومة الاحتلال تسير قدماً فى طريق الخط الأحمر الذى حددته مصر فإنه يصبح من الطبيعى والمنطقى أن تكون قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للتعامل مع أى تجاوز لهذا الخط الأحمر فى حينه، ولعل الزيارات اليومية التى يقوم بها الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى لمقار الجيوش المختلفة والمناطق العسكرية ولقائه بالمقاتلين فى مختلف الاسلحة وحثهم على الاستعداد القتالى لتنفيذ أية مهام فى أى مكان وأى وقت، وتأكيده لمقاتلى الاستخبارات العسكرية منذ أيام على أن حماية الأمن القومى المصرى مهمة مقدسة، كل ذلك يؤكد أننا مستعدون للمواجهة التى يبدو أنها اقتربت أكثر من أى وقت مضى، والتى تحاول مصر وتحث كل الأطراف على إعمال العقل لتجنبها، ولكن إذا فرضت المواجهة العسكرية دفاعاً عن الأمن القومى المصرى  فقواتنا المسلحة لها.


لقد حذرت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من إجبار أهل غزة على النزوح باتجاه معبر رفح والاقتراب من الخط الأحمر الذى حددته مصر لأنها تعرف جيداً قوة الجيش المصرى الذى به مقاتلون على استعداد للتضحية بحياتهم دفاعاً عن مصر والمصريين الذين يقفون خلف قيادتهم السياسية وقواتهم المسلحة بكل ما أوتوا من قوة، وأن الجيش المصرى لا يعرف الاستكانة والاسترخاء خاصة فى ظل اشتعال منطقة الشرق الأوسط من كل الاتجاهات الاستراتيجية المصرية. 


وفى كل زيارة يقوم بها القائد العام للقوات المسلحة للقواعد العسكرية والجيوش والمناطق العسكرية يؤكد أن قواتنا المسلحة قادرة على مواجهة أى تهديدات من أى اتجاه استراتيجى ومن أى طرف وفى أى وقت نتيجة التدريبات الشاقة والمستمرة لمقاتلينا استعداداً لحماية الأمن القومى المصرى


صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية أيضاً أنذرت الإدارة الأمريكية بأن مصر لا تعرف التهاون عندما يتعلق الأمر بحماية أرضها ومواطنيها وأمنها القومى وأن الجيش المصرى سيتدخل عسكريا فعلاً إذا تجاوزت إسرائيل الخط الأحمر وأجبرت الفلسطينيين على النزوح باتجاه معبر رفح المصرى. 


هناك اجتماع مهم آخر عقده السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولا يمكن النظر إليه بمنأى عن الاجتماعات والزيارات والاتصالات التى يجريها السيد الرئيس هذه الايام فى إطار الحفاظ على الأمن القومى المصرى والاستعداد لمواجهة أى تهديد محتمل، هذا الاجتماع هو لقاء السيد الرئيس مع  السيد حسن عبد الله محافظ البنك المركزى.


السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية صرح بأن الاجتماع تناول عددًا من المحاور المتعلقة بأداء الاقتصاد المصرى خلال الفترة الحالية، والمؤشرات الخاصة بتعزيز احتياطات الدولة من النقد الأجنبى، وضرورة إتاحة الموارد الدولارية بشكل كاف ينعكس بصورة إيجابية على توفير مخزون مطمئن من السلع المختلفة والمنتجات البترولية ومستلزمات الإنتاج للمصانع.
الخلاصة أن مصر تعيش فى أجواء جيوسياسية ملتهبة، وفى ظل هذه الظروف فلا نستبعد أى سيناريو للتعامل مع أصحاب غطرسة القوة الذين لا يسكتهم إلا القوة الحقيقية التى تتمتع بها القوات المسلحة المصرية، لأننا فعلاً نعيش فى عصر القوة الذى لا يعترف بالضعفاء، وهو ما عمل عليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق