فقدان المياه القارية.. يرفع مستوى سطح البحر أكثر من ذوبان الجليد!!
كشفت بيانات الأقمار الصناعية، على مدى عقدين من الزمن، أن العالم يفقد المياه العذبة بمعدل غير مسبوق.
أظهرت القياسات التي أجرتها وكالة ناسا أن مساحة الأراضي التي تعاني من فقدان المياه تتزايد سنويًا منذ عام 2002. ويشمل ذلك فقدان المياه من الخزانات السطحية كالبحيرات والأنهار والمياه الجوفية، وهي مصدر عالمي مهم لمياه الشرب.
ظهرت مناطق جفاف شديد في نصف الكرة الشمالي، عبر الساحل الغربي لأمريكا الشمالية، وجنوب غرب أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا.
نتيجةً لذلك، يعيش 75% من سكان العالم الآن في مناطق تعاني من نقص المياه العذبة، مع تداعيات على الزراعة والصرف الصحي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ. ويُرجَّح أن يتسبب هذا في مزيد من التصحر.
أوضح الباحثون أن فقدان المياه القارية يساهم الآن في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي أكثر من ذوبان الصفائح الجليدية.
كشفت الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة ولاية أريزونا، أنه حتى المناطق التي أظهرت سابقًا ميولًا لزيادة الرطوبة أصبحت الآن أكثر جفافًا، أو لم تعد تزداد رطوبةً بالوتيرة المكتشفة سابقًا.
وأوضح العلماء القائمون على الدراسة أن سوء إدارة موارد المياه الجوفية هو السبب الرئيسي، إلى جانب آثار تغير المناخ، مثل فترات الجفاف الطويلة في أوروبا وذوبان الجليد الدائم في القطب الشمالي.
ونظرًا لصعوبة السيطرة على الآثار المُرتبطة بالمناخ، يُشجِّع الباحثون على ضرورة تحسين ممارسات إدارة المياه بشكل مُلِحّ.
وجاء في الورقة البحثية: "يُعَدُّ الإفراط في ضخ المياه الجوفية أكبر العوامل التي تسهم في معدلات انخفاض مخزون المياه الأرضية في المناطق الجافة، مما يُضخِّم بشكل كبير آثار ارتفاع درجات الحرارة". وأضافوا: "إنَّ الإفراط المُستمر في استخدام المياه الجوفية، يُقوِّض الأمن المائي والغذائي الإقليمي والعالمي".
وأضافوا، وفقًا لتقرير على موقع سبيس كوم، أنَّ المياه الجوفية المُستنزَفة لن تُجدَّد "وفقًا للمقاييس الزمنية البشرية"، مما يُسبِّب "تهديدًا خطيرًا وناشئًا للبشرية"، ويُهدِّد بسلسلة من الكوارث المُستقبلية.
وكتب الباحثون: "تُعَدُّ المياه الجوفية موردًا مُتوارثًا بين الأجيال، يُدار بشكل سيئ، وبتكلفة باهظة على الأجيال القادمة". حماية إمدادات المياه الجوفية في العالم أمر بالغ الأهمية في ظل ارتفاع درجات الحرارة وفي القارات التي نعلم الآن أنها تجف.
اترك تعليق