في إطار جهود الدولة المصرية لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية وحماية شواطئها الساحلية علي البحر المتوسط. تشهد محافظة مطروح تنفيذ سلسلة من المشروعات القومية الضخمة لحماية وتطوير شواطئها. بتمويل من صندوق المناخ الأخضر العالمي. وبإشراف وزارة الموارد المائية والري ممثلة في الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ.
هذه المشروعات لم تعد مجرد حلول هندسية لوقف التآكل البحري. بل تحولت إلي إضافة جمالية وسياحية واستثمارية. تسهم في الحفاظ علي الشواطئ الرملية واستقرارها. وحماية الكورنيش والمنشآت الساحلية. فضلاً عن كونها متنفساً للأهالي والمصطافين وزوار المدينة.
حماية شاطئ الأبيض.. 5 رؤوس بحرية وممشي طبيعي
أوضح المهندس أيمن احمد عبدالفتاح مدير عام إدارة حماية الشواطيء بمطروح أن مشروع حماية شاطئ الأبيض غربي مدينة مرسي مطروح يعد من أكبر المشروعات المنفذة. حيث تم إنشاء 5 رؤوس صخرية علي شكل حرف T بأطوال ومناسيب متدرجة. مع تغذية محيطها بالرمال لتعويض التآكل. وبتكلفة إجمالية بلغت 59.8 مليون جنيه.
أشار إلي أن هذه الرؤوس الصناعية ستؤدي دوراً مزدوجاً. فهي من ناحية تعيد التوازن الطبيعي للشاطئ وتوقف النحر البحري. ومن ناحية أخري ستتحول إلي ممرات طبيعية وممشي ساحلي يمكن استغلاله كمتنزه للأهالي والمصطافين. بما يفتح المجال أمام عوائد اقتصادية وسياحية إضافية للمحافظة.
كما انتهت الهيئة من تنفيذ مشروع حماية وتطوير شواطئ خليج مرسي مطروح. والذي تضمن إقامة 5 رؤوس صخرية بطول يقارب 70 متراً لكل رأس. وبمسافات بينية تبلغ نحو 200 متر. مع امتداد هذه الرؤوس داخل البحر حوالي 50 متراً. وبتكلفة إجمالية بلغت 24.1 مليون جنيه.
يهدف هذا المشروع إلي إعادة رسوبيات الرمال تدريجياً. وتكوين شاطئ رملي متكامل دون التأثير علي المجري الملاحي القريب من خط الشاطئ. مع تعزيز الجاذبية السياحية للمدينة التي تعد من أهم المقاصد السياحية علي البحر المتوسط.
حماية الكورنيش والاستثمارات من النحر
لم تقف المشروعات عند هذا الحد. بل شملت أيضاً أعمال حماية شاطئ الأبيض عبر إقامة رؤوس حجرية تعلوها كتل خرسانية ضخمة يصل وزن الواحدة منها إلي 3 أطنان. مع تغذية الشاطئ بالرمال وتزويده ببلاطات خرسانية. بهدف حماية الكورنيش والمنشآت السياحية والاستثمارات الساحلية. وإيقاف النحر المتسارع. بما يضمن تحقيق الاستقرار البيئي واستعادة المساحات الرملية المفقودة.
عائد بيئي وسياحي واقتصادي
أكد رئيس فرع الهيئة بمطروح أن هذه المشروعات أسهمت بالفعل في استقرار الشواطئ واستعادة التوازن البيئي لها. لافتاً إلي أنها تأتي ضمن خطة شاملة لحماية السواحل المصرية من أخطار التغيرات المناخية. مع تحقيق عائد بيئي واقتصادي وسياحي يعزز مكانة مطروح كأحد أهم المقاصد السياحية علي البحر المتوسط.
اترك تعليق