بعثت سلمي محمد تسأل هل المثل الشعبي الذي يقول الطبع يغلب التطبع صحيح أم أننا يمكننا تغيير أي طبع غير جيد بشخصيتنا أو بشخصية المقربين منا؟.
تجيب علي هذا السؤال دكتور تغريد كيلاني المستشار النفسي والتربوي خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية بمحكمة الأسرة.
كلمة طبع توحي بأن الصفة التي تطبعنا بها غير قابلة للمحو وليس كل صفة تصل لدرجة الطبع الصفات التي يتم ممارستها بشكل مستمر علي مدار سنوات طويلة هي التي ممكن أن تاخذ هذا الطابع ولكنها قابلة للتغيير بشروط وبمراحل غالبا يصعب الانتقال لمرحلة قبل المرور بالمرحلة التي تسبقها.
أول شرط لتغيير الطبع أن يكون خاص بي أنا وليس خاص بشخص آخر فكل فرد مسئول عن نفسه ومن الوهم أن نظن أن بإمكاننا تغيير من حولنا لمجرد أننا نحبهم أو نريد لهم الخير فالتغيير ينبع من داخل الشخص نفسه وبإرادته ومشيئته هو ممكن أن نقدم له المساعدة إذا طلب هو ذلك.
السؤال الصحيح هو كيف أغير في نفسي صفة تضرني أو لا تخدمني؟.
والإجابة هي أولا وضع نية صادقة وهدف محدد وهما سيكونان الدينامو الذي يشحن همتك إذا فترت في طريق التغيير وهنا لابد أن تنتبه أن التغيير يمر بمراحل أولها تحديد الصفة المراد تبديلها وممارسة عكسها بشكل إلزامي المرحلة التي ستليها هي الفشل المتكرر لأنك تمارس سلوكا عكس ما تعودت عليه فمن المهم أن تسمح بوجود هذا الفشل وتعرف أنه مجرد مرحلة، المرحلة الثالثة هي تساوي مرحلة الفشل والنجاح في تغيير السلوك المراد تعديله وهنا قد تتعرض للاتهام بالتناقض وهنا تحتاج مزيد من الصبر والاستمرارية للمرحلة القادمة هي استبدال الصفة غير مرغوب بها بالصفة الجديدة وممارستها بشكل تلقائي وأصبح طبع جديد.
أما مقولة أن الطبع لا يتغير فهي كذبة لمن يعيشون دور الضحية ويرفضون تحمل مسئولية حياتهم فيحرمون أنفسهم من التطور.
اترك تعليق