في لفتة إنسانية تحمل معاني الرحمة والمسؤولية، استجاب اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، لصرخة استغاثة أطلقتها سيدة مسنة من قرية أشروبة بمركز بني مزار، تعاني من المماطلة في الحصول على حصتها من الأسمدة الزراعية.
وخلال جولته الميدانية بعزبة المتوكلين التابعة لقرية أشروبة، اقتربت الحاجة فوزية صابر ، البالغة من العمر نحو 60 عامًا، من المحافظ، وملامح الإرهاق تروي حكاية كفاحها. أوضحت أنها تعيش بمفردها مع نجلتها المطلقة، وأنها فلاحة بسيطة غير موظفة، تزرع نصف فدان من الذرة الشامية وتعتمد على السماد الزراعي لإتمام زراعتها، لكن موظفي الجمعية الزراعية يتعمدون تأجيل صرف حصتها، فتسمع منهم تارة: "تعالي النهاردة"، وتارة أخرى: "تعالي بكرة"، حتى أرهقها المشوار وكسرها التعب.
وأضافت السيدة وهي تحاول حبس دموعها: "أنا ست كبيرة وصحتي على قدي، وبزرع لوحدي، ومحتاجة شيكارة سبخ تساعدني أكمّل، وربنا يمتعك بالصحة ويخليك لينا".
المحافظ لم يتردد، فسألها عن مساحة الأرض، ولما علم أنها نصف فدان، قرر على الفور شراء ما تحتاجه من الأسمدة على نفقته الخاصة، ليخفف عنها عناء الأيام الماضية. كما وجه بتكليف لجان من مديرية الزراعة للمرور الميداني على الجمعيات الزراعية وجمعيات الإصلاح الزراعي، لمتابعة آليات الصرف، وضمان وصول الأسمدة، والأدوية، والمبيدات الحشرية إلى المزارعين المستحقين، وفق القواعد المنظمة.
مشهد اليوم لم يكن مجرد حل لمشكلة فردية، بل رسالة واضحة بأن صوت المواطن البسيط مسموع، وأن أبواب المسؤول الحقيقي لا تُغلق في وجه المحتاج.
اترك تعليق