تستضيف مدينة الإسماعيلية "ملتقى السمسمية القومي الثالث" في الفترة من 17 إلى 18 أغسطس 2025، تحت رعاية وحضور وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، ومحافظ الإسماعيلية، اللواء أكرم جلال. يهدف هذا الحدث الثقافي إلى الاحتفاء بتراث منطقة القناة وسيناء الفني، وإحياء فن السمسمية الذي يُعد جزءًا أصيلًا من هويتها.
قالت شيرين عبدالرحمن مدير عام الثقافة بالاسماعيلية تبدأ فعاليات الملتقى يوم الأحد الموافق 17 أغسطس، في تمام الساعة الثامنة مساءً، بقصر ثقافة الإسماعيلية. وستستمر العروض الفنية المتميزة يوم الإثنين 18 أغسطس، بمركز شباب الشيخ زايد ونادي الفيروز.
يشارك في الملتقى عدد من الفرق الفنية من محافظات القناة وسيناء، حيث تقدم فرقة الإسماعيلية عروضًا للفنون الشعبية، بينما تشارك فرق بورسعيد والسويس والطور بعروض خاصة بآلة السمسمية. تهدف هذه الفعاليات إلى الحفاظ على هذا الفن وتطويره لضمان استمراره.
تاريخ السمسمية: هوية موسيقية من قلب القناة
آلة السمسمية هي آلة موسيقية وترية، تُعرف باسم "الكنارة" في بعض المناطق، وتعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الموسيقي لمدن القناة (الإسماعيلية، بورسعيد، السويس) ومنطقة سيناء. تتميز بصوتها الفريد الذي يعبر عن روح البحر والحياة البسيطة في هذه المدن، وهي رفيقة الصيادين ومصدر بهجة في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات.
تُصنع السمسمية من الخشب، مع صندوق رنان مربع الشكل، وتُشد عليها خمسة أوتار تصدر أنغامًا شجية. أما عن صناعتها، فهي تعتمد على حرفيين مهرة يستخدمون أدوات بسيطة لتشكيل الخشب وربط الأوتار، وغالبًا ما تُصنع من بقايا الأخشاب والمواد المتوفرة، مما يضيف لها طابعًا شعبيًا خاصًا.
ألحان وأغاني السمسمية: نبض الحياة في مدن القناة
تتنوع ألحان السمسمية ما بين الأغاني الوطنية التي تمجد صمود أهل القناة في الحروب، والأغاني التي تصف جمال البحر وحياة الصيادين، وصولًا إلى الأغاني العاطفية التي تعبر عن مشاعر الحب والشوق. من أشهر الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم أغنية "يا ريس المركب": تعبر عن حياة الصيادين وارتباطهم بالبحر و أغنية "الله يا بلدنا": أغنية وطنية تعبر عن حب الوطن والصمود.و أغنية "يا حلو يا أسمر": أغنية عاطفية شهيرة.
ارتبط فن السمسمية بالعديد من المطربين الذين أثروا هذا الفن بأصواتهم المميزة وألحانهم الفريدة. من أبرز هؤلاء الفنانين الذين قدموا إسهامات كبيرة في فن السمسمية في الإسماعيلية:
فوزي الجمل: يُعد من أوائل مطربي فرقة "الصامدين" الشهيرة، وقدم العديد من الأغاني الوطنية والتراثية على أنغام السمسمية في فترة حرب الاستنزاف والتهجير.
و حسن سعد: أحد رواد فن السمسمية، ووالد الملحن المعروف وليد سعد. تغنى بأجمل الألحان في فترة التهجير بعد حرب 1967.
وإبراهيم الورداني وإبراهيم خليل: من الأصوات المميزة التي حافظت على الطابع الأصيل للسمسمية وأثرت التراث الموسيقي في المنطقة بالعديد من الأغاني.
روكا والوزيري: أسماء بارزة في فن السمسمية، ارتبطت بهما فرق فنية شهيرة مثل "فرقة الوزيري" و"فرقة الصحبجية" التي قدمت عروضًا في مختلف أنحاء مصر.
اترك تعليق