بعض مقدمي الخدمة الصحية وكثير من المواطنين يتعاملون مع المضادات الحيوية وكأنها عنصر رئيسي من عناصر الجسم
في مفهوم منتشر للأسف الشديد ليس فقط عند العامة لكن أيضا لدي بعض المثقفين بأن المضاد الحيوي مضاد لكل الأمراض وليس مضاد للبكتيريا فقط هذا المفهوم الخاطئ ثمنه علي البيئة سلبي بكل المقاييس نظرا لمقاومة البكتريا للمضادات الحيوية بصورة مرعبة وظهور سلالالات خطيرة أطلقت عليها بعض المنظمات الصحية السوبر بكتريا أو البكتريا الخارقة علي سبيل الذكر
(MRSA)
المكورات العنقوديةالذهبية المقاومة للميثيسلين رغم ظهورها من سنوات طويلة والمضاد الحيوي الفعال لها هو الفانكومايسين إلا أنه ظهر في بعض الدول نوع من هذا البكتريا الخارقة مقاوم للفانكومايسين في اليابان
الإشريكية القولونية نوع من البكتريا يفرز إنزيم يكسر البينسيلين والسيفالوسبورين رغم أنها تشكل جزء مهم من الميكروبيوم النافع للجسم وتعيش داخل الأمعاء وتخرج مع الفضلات
إلا أن هناك نوع منها تطور مع الوقت وأصبح مقاوم للمضادات الحيوية
الكليبسيلا الرئوية المنتجة لإنزيم كاربابينيميز مقاومة لمجموعة الكاربابينيم من المضادات الحيوية وتسبب إلتهابات رئوية أو عدوي خطيرة بالمستشفيات
هناك بكتريا تسمي الزائفة الزنجارية
(pseudomonas aeruginasa)
مقاومة لكثير من المضادات الحيوية منتشرة في العناية المركزة ومرضي الحروق
الأسينيتوباكتر بوماني acinetobacter baumannii مقاومة لكثير من المضادات الحيوية
والكثير والكثير من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية المتوفرة
مثلا شخص عمل عملية خطيرة وكبيرة والعملية نجحت من الممكن أن يموت بسبب إصابته ببكتيريا مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية رغم أنه لم يأخذ مضادات حيوية قبل ذلك والسبب أن هناك أشخاص ٱخرين يتعاملوا مع المضادات الحيوية كأنها مكافأة للجسم والنتيجة زيادة قدرة البكتيريا علي المقاومة ليصاب بها شخص لم يأخذ مضادات حيوية قبل ذلك
رأي الشخصي ليس من حق الإنسان إستخدام المضادات الحيوية كما يشاء لأنه يتسبب في ضرر للبشرية بشكل عام فالعالم أصبح قرية صغيرة وأزمة كورونا ليست بعيدة عن الأذهان بلد واحدة مصدر للفيروس إنتقلت الإصابة للعالم أجمع بغض النظر عن الفرق في معدل إنتشار الفيروسات أسرع من البكتريا لكن استخدام المضادات الحيوية بهذه الطريقة التي لا تخضع لعقل أو منطق أو مرجعية علمية سوف يتسبب في كوارث صحية للعالم أجمع خاصة بعد إستخدام المضادات الحيوية بطريقة غير مدروسة في الزراعة والمواشي
وهو ما نوهت عليه منظمة الفاو قبل ذلك
رغم الجهود المبذولة في وزارة الصحة والبروتوكولات لترشيد إستهلاك المضادات الحيوية إلا أنه لأبد من إتخاذ بعض الإجراءات منها ضرورة تقسيم المضادات الحيوية إلي فئات واضحة مسموح بها فقط في حالة التأكد من الإصابة ببكتيريا أو بعد عمل المزرعة
وذلك يحتاج لقرارين لا مفر منهم
الأول وجوب تقسيم المضادات الحيوية حيث يقتصر صرف بعض منها بعد التأكد من الإصابة بالبكتريا أو بعد عمل مزرعة لتحدد نوع البكتريا وهو لا يتعارض مع ال empirical therapy إذا كانت الحالة لا يمكن انتظار التحاليل مثل تسمم الدم أو الإلتهاب السحائي أو مرض يهدد حياة المريض
القرار الثاني لأبد من صدور قرار من وزير الصحة بضرورة كتابة المضادات الحيوية بالإسم الجينيرك وعدم كتابته بالإسم التجاري والأسباب معلومة ومؤكدة عند جميع الأطراف نتاج ذلك القرار سوف تكون عظيمة علي المنظومة بكل المقاييس .
دكتور محفوظ رمزي عطيه
رئيس لجنة التصنيع الدوائي واللجنة الإعلامية بنقابة صيادلة القاهرة
اترك تعليق