هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

راحت ضحية الأحزان.. عادت لمنزل الزوجية وقتلها جوزها واخته.. والنهاية مأساوية

في قرية هادئة  "السلطان حسن" التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، استفاق الأهالي على صدمة لم يسبق لها مثيل، صرخة مزقت صمت المنازل، ونحيب بنات ثلاث توقف له الزمن.. الأم "نورا. ا" 35 عامًا، ربة منزل، لفظت أنفاسها الأخيرة على يد من عاشت معه عمرًا من الصبر، زوجها، وبمعاونة من شقيقته.


كانت نورا تحمل بين أضلاعها قلبًا لا يعرف سوى الصبر، تزوجت في مقتبل عمرها، أنجبت بناتها، وربّتهن في بيت بسيط كانت تحاول أن تُبقيه آمنًا، حتى وإن اشتعلت فيه الخلافات، لم تكن خلافات عابرة، بل كانت نارًا تحت الرماد، أوقدتها شقيقة الزوج، العائدة بعد طلاقها إلى بيت شقيقها، والتي بدأت تسكب الزيت على نار الحياة الزوجية، حتى لم يعد في قلب نورا متسع للهوان.

غادرت نورا بيت الزوجية أخيرًا بعد سنوات من الصمت، وانتقلت إلى بيت والدتها المسنّة في قرية "نزلة خيال"، هربًا من القهر لا من الزواج، ومن الإهانة لا من المسؤولية، لكنها لم تكن تحمل قلبًا حاقدًا، فعندما عاد الزوج يطلب منها العودة، صدّقت النداء، وعادت أملًا في بداية جديدة.

لكن القدر كان على موعد مع الخذلان.

لم تمر ساعات على عودتها حتى تجدد الشجار القديم، وتحوّل إلى اعتداء وحشي، شقيقة الزوج كانت هناك، تشعل الموقف من جديد، والزوج لم يعرف سوى لغة الضرب، مشهد دموي وقع أمام أعين البنات الثلاث، إحداهن في الثانوية العامة، شاهدن والدتهن تسقط أمامهن، تصرخ، ثم تسكن إلى الأبد.

صرخات البنات كانت محاولة أخيرة للنجاة، لكن لا أحد جاء.

تلقت الأجهزة الأمنية بالشرقية بلاغًا بالواقعة من أسرة نورا، وانتقلت قوة من المباحث إلى المنزل، حيث تم العثور على الجثمان، ونقله إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة، التي أمرت بتشريح الجثمان وبدأت تحقيقاتها في الحادث.

أسرتها المنهارة قالت بصوت واحد:

"كانت صابرة، كانت تريد أن تحفظ بيتها من أجل بناتها، لكنها دفعت حياتها ثمنًا لصبرها، نطالب بالقصاص... القصاص العادل لدم نورا، لتكون عبرة لمن لا يعرف للرحمة طريقًا".

نورا لم تمت في لحظة، بل ماتت ألف مرة في صمت، ثم ماتت أخيرًا بصوت بناتها.

تحوّلت قضية "نورا" إلى حديث الساعة في الشرقية، ليس فقط لغرابة تفاصيلها، بل لأنها تُجسّد واحدة من أكثر المشكلات شيوعًا في المجتمع المصري: نزاعات الميراث، تلك التي كثيرًا ما تبدأ بكلمة وتنتهي بكارثة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق