يحذرنا الإسلام من الوقوع في كبائر الذنوب التي تفسد العقيدة والمجتمع، وقد حدد النبي ﷺ في حديثه ثلاثًا من أعظم هذه الذنوب.
عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: سألت النبي ﷺ: أيُّ الذنبِ أعظمُ قال: "أن تجعلَ للهِ نِدًّا وهو خلقكَ وأن تُزَاِنيَ بحليلةِ جارِكَ وأن تقتلَ ولدَكَ أَجْلَ أن يأكلَ معَكَ أو يأكلَ طعامَك" رواه البخاري ومسلم
جاء هذا الحديث الشريف ليسلط الضوء على أعظم الذنوب التي نهى عنها الإسلام. فقد سأل الصحابي الجليل ابن مسعود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكبر الذنوب عند الله، فجاء الجواب النبوي الحكيم موضحًا ثلاثة من أعظم الذنوب: الشرك بالله، وقتل الولد خوفًا من الفقر، والزنا بحليلة الجار.
كما يعكس هذا الحديث حرص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم على فهم دينهم ومعرفة الذنوب خشية الوقوع فيها، وتجنب ما يغضب الله، ويؤكد على أهمية توحيد الله وصيانة الأعراض والأرواح.
وذكر النبي عليه الصلاة والسلام في رده على السؤال عن أعظم الذنوب أنه "الشرك" فهو الذنب الذي لا يُغتفر. وقد قال اللهُ سبحانه وتعالَى في كتابه العزيز: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمُ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]
والشرك في ابسط معانيه هو ان تجعل لله ندا وهو خلقك والند المثيل والنظير وفي تلك الجملة تنبيه الى سوء وفساد عقول الذين يشركون مع الله غيره مع انه هو الخالق وحده لا شريك له فكما انه المتفرد بالخلق والايجاد فهو الذي يجب ان يفرد بالعبادة وحده لا شريك له.
ولهذا فان كون الاقرار بان الله هو الخالق الرزاق المحيي المميت هذا مما اقر به الكفار الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ذلك لم يدخلهم في الاسلام ولم ينفعهم لأنهم لم يفردوا الله عز وجل بالعبادة ولم يخصوه بالعبادة التي هي مقتضى شهادة ان لا إله الا الله.
فقال ابن مسعود رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ثم ماذا بعد الشرك فقال ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك يعني خوفا من الفقر وعدم الكفاية وانما جعل النبي صلى الله عليه وسلم قتل الولد خشية ان يأكل مع ابيه (أي خشية الفقر) أعظم الذنوب بعد الشرك لان ذلك يجمع القتل وقطع الرحم ونهاية البخل
فسأل عن أعظم الذنوب بعد الشرك وقتل الولد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان تزاني بحليلة جارك وحليلة الجار زوجته وانما جعل الزنا بزوجة الجار من أعظم الذنوب لان الجار يتوقع من جاره الذب عنه وعن حريمه
وبيَّن ابنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه نزَلَ في تَصديقِ هذا المعنى الَّذي ذكَرَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قولُه تعالَى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68]
اترك تعليق