رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
اضطرابات الأكل لدى النساء في منتصف العمر .. الصمت الخفي خلف الابتسامة
غالبًا ما ترتبط اضطرابات الأكل بالمراهقات والشابات، لكن ما لا يدركه كثيرون هو أن عددًا متزايدًا من النساء في منتصف العمر — ما بين 35 و60 عامًا — يعانين بصمت من اضطرابات غذائية تؤثر على صحتهن النفسية والجسدية. هذه المرحلة من الحياة، التي تتسم بتغيرات بيولوجية ونفسية كبيرة، قد تفتح الباب لظهور أو عودة مشاكل الأكل المرتبطة بصورة الجسد والضغوط المجتمعية والتغيرات الهرمونية.
ما هي اضطرابات الأكل؟
اضطرابات الأكل هي حالات نفسية تؤثر على العلاقة بالطعام والجسم. وتشمل:
- فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa): خوف مفرط من زيادة الوزن يؤدي إلى تجويع الذات.
- النهام العصبي (Bulimia Nervosa): نوبات من الإفراط في الأكل يعقبها تقيؤ أو استخدام مفرط للملينات.
- اضطراب نهم الطعام (Binge Eating Disorder): تناول كميات كبيرة من الطعام بدون قدرة على التوقف، غالبًا بدون تطهير لاحق.
لماذا تظهر اضطرابات الأكل في منتصف العمر؟
1- الضغط المجتمعي والجمالي:
لا تزال النساء في منتصف العمر يشعرن بضغط مجتمعي قوي للحفاظ على "الشكل المثالي"، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والصور المثالية.
2- التغيرات الهرمونية:
مع الاقتراب من سن اليأس، تبدأ مستويات الإستروجين والبروجستيرون في التذبذب، ما يؤثر على المزاج، والشهية، وصورة الجسد.
3- التحولات الحياتية:
مثل الطلاق، فقدان الأحباء، أو مغادرة الأبناء المنزل (متلازمة العشّ الفارغ)، مما يسبب مشاعر الوحدة أو فقدان السيطرة.
4- تاريخ سابق مع اضطرابات الأكل:
قد تعود المشكلة في هذه المرحلة من الحياة إذا لم تعالج بشكل جذري في فترة سابقة.
علامات اضطرابات الأكل لدى النساء في منتصف العمر:
- انشغال مفرط بالوزن والطعام
- عادات أكل سرية أو الإفراط في الأكل ليلاً
- تفادي المناسبات الاجتماعية التي تشمل الطعام
- فقدان أو زيادة وزن غير مبرر
- التقيؤ المتعمد أو الإفراط في ممارسة الرياضة
- الشعور بالذنب أو القلق بعد الأكل
- التأثيرات الجسدية والنفسية:
- هشاشة العظام
- مشاكل القلب والجهاز الهضمي
- اضطرابات الدورة الشهرية أو انقطاعها المبكر
- القلق والاكتئاب
- العزلة الاجتماعية
- تدهور العلاقة مع الشريك أو الأسرة
العلاج والدعم:
- العلاج النفسي (CBT): فعال جدًا في تعديل الأفكار السلبية حول الطعام والجسم.
- الدعم الجماعي أو الفردي: مجموعات دعم النساء أو العلاج الأسري يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
- التغذية العلاجية: يساعد أخصائي التغذية على إعادة بناء علاقة صحية مع الطعام.
- التثقيف: فهم التغيرات الهرمونية والجسمانية المرتبطة بالعمر يقلل من الشعور بالذنب أو الرفض الذاتي.
- المتابعة الطبية: لتجنب أو علاج المضاعفات الجسدية الناتجة عن اضطرابات الأكل.
اترك تعليق